«إف ـ 16» ومسار الحرب

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تقول القاعدة العامة إن تغيير القادة العسكريين خلال الحرب يعني أن هناك خللاً ما في إدارة المعركة يحول دون تحقيق الأهداف المرسومة ميدانياً، ذلك أن المعركة على الورق تختلف عن المعركة على الأرض. ولأن الخطط الأوكرانية التي وضعت لبدء الهجوم المضاد في يونيو/ حزيران الماضي لم تلق النجاح المفترض، كما كانت تأمل كييف والدول الغربية، فإن الإعلان عن إقالة وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنكوف وتعيين رستم أوميروف بدلاً منه في خضم معارك لا تزال محتدمة مع القوات الروسية، يؤشر إلى أن الإقالة تكتيكية بهدف الإيحاء بأن وزير الدفاع المقال يتحمل مسؤولية فشل الهحوم، في حين أن الأمر يتعلق بالقيادة العسكرية التي تدير المعارك وليس وزير الدفاع وهو منصب إداري إلى حد بعيد.

 لكن رغم ذلك، فإن كييف لا تزال تعوّل على تغيير ميداني في حال حصولها على مزيد من الأسلحة المتطورة، وخصوصاً طائرات «إف 16» التي يبدي الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي حماسة كبيرة للحصول عليها لأنها ستساعد في «طرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية وتحقيق الانتصار، وإنهاء سيطرة روسيا على الأجواء الأوكرانية».

 فهل يمكن لطائرات «إف 16» التي وعدت بها الدنمارك وهولندا «تغيير مسار الحرب لمصلحة كييف، خصوصاً أنه لن يتم تسليمها قبل العام المقبل؟».

 لقد قدمت دول الناتو حتى الآن كل ما في ترسانتها من أسلحة متطورة إلى أوكرانيا، بدءاً من صواريخ باتريوت، إلى صواريخ جافلين وهيمارس وشادو ستورم، ومدافع هاوتزر وقنابل عنقودية، ودبابات ليوبارد وتشالينجر وبرادلي، وغيرها، من أجل تمكين أوكرانيا في هجومها المضاد من استرجاع الأراضي التي فقدتها في الحرب.

 كل ذلك، لم يحقق فارقاً ملموساً، وبقيت القوات الروسية متشبثة بالأرض باستثناء خروقات بسيطة في بعض المناطق، في حين تزداد الخسائر البشرية وترتفع أعداد ضحايا الحرب من المدنيين والعسكريين، وتتسع مساحة الدمار.

 يقول هارالد كوجات الرئيس السابق للجنة العسكرية في حلف الناتو، والذي عمل مفتشاً عاماً في الجيش الألماني في حديث لصحيفة «دي فيلت فوخي» السويسرية: إن هذه الطائرات لن تغير قواعد اللعبة. أضاف: جميع الأسلحة التي قدمت إلى كييف كان من المفترض أن تحقق شيئاً. وأشار إلى أن هذه الطائرات ستشكل دفعة للقوات الأوكرانية، لكن الأنظمة الدفاعية الروسية فعّالة للغاية، وأعتقد أن الغرب لن يكون سعيداً برؤية هذه الطائرات تسقط.

 ويقول دانيال ديفيس المقدم السابق في الجيش الأمريكي في مقال نشره على موقع «فورتي فايف ناينتين» إن الطائرات «إف 16» التي سيتم تسليمها قديمة وتعود لأكثر من نصف قرن، وتوصف بأنها «عفا عليها الزمن»، لأنها لن تكون النسخة الأحدث، إضافة إلى أنها تحتاج إلى بنية تحتية، وفنيي صيانة مدربين، وإلى صيانة مع كل طلعة قتالية، لكنها ستواجه أيضاً دفاعات جوية روسية متطورة مثل صواريخ «إس 400» و«إس 500». وانتهى إلى القول «حان الوقت لقبول واشنطن وكييف هذه الحقيقة القاسية..لن تغيّر إف 16 مسار الحرب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdepab8h

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"