«وول ستريت» تراقب مؤشرات «الهبوط السلس» للاقتصاد الأمريكي

ينصب تركيز مستثمري الأسهم الأمريكية الأسبوع المقبل على بيانات التضخم التي ربما تحدد المسار على المدى القريب لانتعاش الأسهم الذي شهد تذبذباً خلال الأسابيع الأخيرة. ومؤشرات اتجاه الاقتصاد الأمريكي نحو «الهبوط السلس»، حيث يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي قادراً على خفض التضخم دون الإضرار بشدة بالنمو، أسهمت في تعزيز مكاسب المؤشر «اس آند بي 500» بنسبة 16% منذ بداية العام حتى تاريخه.

وقد لعبت بيانات التوظيف الأسبوع الماضي دوراً في هذا الأمر حيث أظهرت أن سوق العمل لا يزال قوياً، ولكنه ليس قوياً لدرجة تثير المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر لرفع أسعار الفائدة أكثر لمحاربة التضخم بالمستوى الذي هز الأسواق العام الماضي. ويقول المستثمرون إن بيانات أسعار المستهلك هذا الأسبوع قد تحتاج إلى تحقيق توازن مماثل، وربما يتسبب ارتفاع الرقم أكثر من اللازم في إثارة المخاوف من قيام «الفيدرالي» بترك أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول أو رفعها أكثر في الأشهر المقبلة.

وهذا من شأنه أن يقلل رغبة المستثمرين في الاحتفاظ بالأسهم بعد الانخفاض الناجم عن التكنولوجيا والذي خسر فيه «اس آند بي» حوالي 5% من أعلى مستوياته التي بلغها في الصيف.

وفي حوار مع رويترز استبعد مايكل بورفيس، رئيس شركة تالباكن كابيتال أدفايزرز، القضاء على التضخم؛ ويتوقع أن تؤثر علامات ارتفاع التضخم على عدد من شركات أسهم النمو الضخمة التي غذت الانتعاش. وقال إن تحقيق تحول هيكلي بارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي سيأتي مع بعض التقلبات والعواقب غير المقصودة. ولأن المستثمرين يحاولون تقييم السياسة المستقبلية للفيدرالي فسيراقبون بيانات أخرى أيضاً هذا الأسبوع، بما في ذلك قراءة مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقرر في 20 سبتمبر. وتضع الأسواق أيضاً احتمالاً بنسبة 44% تقريباً لرفع أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي في نوفمبر، ارتفاعاً من 28% قبل شهر. وقال بعض الخبراء أن في حال كانت قراءة معدل التضخم مرتفعة فسترتفع التوقعات على الفور لشهري سبتمبر ونوفمبر.

• تفاؤل حذر

يعقد الاستراتيجيون والمستثمرون حالياً آمالاً كبيرة في السوق على الرغم من التذبذب الأخير للأسهم رغم أن البعض أصبح أكثر توجساً. ومن الأسباب الداعية للتفاؤل الأداء المتفوق نسبياً للاقتصاد الأمريكي مقارنة بأوروبا والصين ومؤشرات على أن ما يسمى بركود الأرباح وسط الشركات المدرجة على مؤشر «اس آند بي» ربما يكون قد انتهى.

ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الصين والمخاوف من انكماش هوامش أرباح الشركات الأمريكية دفعت بعض المشاركين في السوق إلى الاعتقاد بأن انتزاع المزيد من المكاسب من الأسهم سيكون أكثر صعوبة.

وخسر قطاع تكنولوجيا المعلومات على المؤشر «اس آند بي» أكثر من 2% الأسبوع الماضي عقب أنباء عن أن بكين أمرت موظفي الحكومة المركزية بالتوقف عن استخدام أجهزة آيفون في العمل. وانخفضت أسهم شركة أبل بنسبة 6% خلال الأسبوع بسبب مخاوف من أن الشركة ومورديها ربما يتضررون من المنافسة المتزايدة من شركة هواوي الصينية. ورغم ذلك يعتقد أحد الاستراتيجيين أن الأسواق لا نزال في اتجاه صعودي وستصل إلى مستويات قياسية جديدة قبل نهاية العام، ولكن الطريق سيكون متقلباً

وانخفض «اس آند بي» بنحو 5% عن أعلى مستوياته في يوليو مما جعل تقييمات الأسهم جاذبة على نطاق واسع خاصة مع ضعف احتمال حدوث ركود وشيك. ومع ذلك، فإن الكثير من الحالة الصعودية للأسهم تتوقف على انخفاض التضخم مما يدفع الفيدرالي في النهاية إلى خفض أسعار الفائدة. فإن حدث ارتفاع ملموس آخر في أسعار الفائدة، فإن سوق الأسهم لن تتلقى هذا الأمر بشكل جيد.

أحداث الأسبوع الاقتصادية بالولايات المتحدة

• الاثنين
  غير مجدول
  (نتائج: أوراكل)
   
• الثلاثاء
  غير مجدول
   
• الأربعاء
  8:30 مؤشر أسعار المستهلك/ أغسطس
  8:30 مؤشر أسعار المستهلك (على أساس سنوي)
   
• الخميس
  8:30 المطالبات الأولية لإعانة البطالة/ 9 سبتمبر
  8:30 مؤشر أسعار المنتجين/ أغسطس
  8:30 مؤشر أسعار المنتجين (على أساس سنوي)
  8:30 مبيعات التجزئة الأمريكية.
  8:30 مبيعات التجزئة باستثناء السيارات
  10:00 جرد الأعمال/ يوليو
  (نتائج: أدوبي)
   
• الجمعة
  8:30 أسعار الواردات الأمريكية/ أغسطس.
  8:30 مسح إمباير ستيت للقطاع الصناعي/ سبتمبر
  9:15 الإنتاج الصناعي/ أغسطس
  10:00 ثقة المستهلك (التقرير التمهيدي)/ أغسطس.