عادي

4 نصائح لتجنب الأخطاء الاستثمارية.. والإقرار أُولى مراحل الحل

22:07 مساء
قراءة 3 دقائق
فهم وعلاج الخطأ الاستثماري
إعداد: أحمد البشير

إنّ إقرارك بأخطاء سابقة واعترافك بها بشكل علني وصريح، ما هو إلا اعتراف منك بأنّك أخطأت في أمر ما أو أكثر في مشوارك التجاري أو الاستثماري، ويعد هذا الاعتراف بحد ذاته نوعاً من أنواع الجرأة المحمودة في عالم الاستثمار، وإعلاناً بأنك لن تقع في هذا الخطأ مرّة أخرى، ولن تكون ضحية له في المستقبل، بل ستتجنبه وتسعى لتجاوزه، وعدم السماح له مجدداً بأن يعيق مسيرتك، كما أنّ هذا الاعتراف بحد ذاته، يعني بشكل أو بآخر أنّك قد علمت الصواب والواجب فعله.

يقول أحد أساتذة علم الاقتصاد الحديث: «إنّ أهم ما قد يواجه المستثمر من تحديات هو أن يكون صادقاً مع نفسه ومؤمناً بقدراته كما هي، فلا يدعي ما ليس به ولا ينفي ما يستطيع فعله، وبالتالي فإنّ معرفة الخطأ والإقرار به ما هو إلّا أولى خطوات العلاج». إليك في هذا السياق مجموعة من النصائح للتعامل مع العثرات في مجال الاستثمار:

  1. الاعتراف بالخطأ:
    إذ إن أولى خطوات علاج أي تعثر، قد تمر به خلال مشوارك الاستثماري، يبدأ من الإقرار بالخطأ الذي وقع، والاعتراف به، فليس من العيب أن تعترف بوقوعك في الخطأ، حيث إنّ كلّ ابن آدم خطاء كما علَّمنا ديننا الحنيف، ويعد الاعتراف بالخطأ على المستوى الاستثماري أولى خطوات علاجه، وربّما أهمها.

    وكثير من الناس ينفي عن نفسه الخطأ، ويرمي بالمسؤولية على بعض المحيطين به من أصحاب القرار أو الموظفين، بل وربّما قام بمعاقبته على الخطأ ومجازاته عليه، وهذا للأسف من أكثر الحالات شيوعاً وانتشاراً، لكنه لا يمنع تكرار الخطأ، فمرتكبه هو نفسه لا يزال موجوداً ويمتلك الصلاحيات نفسها، ولكنه لم يقر على الأقل أمام نفسه بأنّه هو الذي ارتكبه، وبالتالي فإنّ احتمالية أن يتكرر هذا الخطأ واردة جدّاً، طالما أنّ المسبب موجود ولم يعترف بخطئه حتى أمام نفسه.

    والاعتراف بالخطأ يتطلب جرأة عالية وصراحة من نوع خاص، إذ إن هناك قلة قليلة جدّاً من المستثمرين الذين يتمتعون بذلك، ولكن لو نظرنا بعين فاحصة في عالم الاستثمار، لوجدنا أنّ هذه الملكة هي إحدى أهم صفات الناجحين والمتميزين حول العالم، والجدير بالذكر أنّهم لا يقعون ضحية الخطأ نفسه مرّة ثانية أبداً.
     
  2. تدارك الخطأ إن أمكن:

    ففي كثير من الأحيان، وخصوصاً في عالم الاستثمار، نلاحظ أنّ آثار الخطأ الذي قمنا بارتكابه بدأت بالظهور، وبدأنا بالإحساس بها والشعور بتأثيرها في استثمارنا، وفي هذه الحالة، فإنّ الخطوة التالية بعد الاعتراف بأنّ هناك خطأ، وأنّ الحظ السيئ ليس هو السبب كما يدعي الكثيرون، عليك أن تسعى لمحاولة تدارك هذا الخطأ ومنع استمراره، بحيث نوقف الخسائر المترتبة عليه، حيث إنّ هذا التدارك ربما يوقف نزفاً مالياً نحن في غنى عن استمراره، فيكون قرار الإيقاف بمثابة إعلان أنّ هناك خطأ قد وقع.
     
  3. استثمار الخطأ وبدء مرحلة العلاج:

    تبدأ بعد مرحلة الاعتراف بالخطأ ومحاولة تداركه ووقف تأثيره إن أمكن، مرحلة جديدة، وهي مرحلة علاج الخطأ، فالوقوع فيه بحد ذاته ما هو إلّا موقف نستطيع استثماره واستغلاله والاستفادة منه، وقد علمنا أنّ هذا القرار كان خاطئاً، وعاد علينا بخسائر في استثمارنا، وبالتالي فإنّ الاحتمالات للوقوع في الخطأ مرّة ثانية قد قلت والخيارات المتاحة أمامنا نقصت واحداً خاطئاً. وفي المقابل، فإنّ احتمالية أن يكون الخيار التالي صحيحاً أكبر، ونسبتها بدون شك أعلى بكثير من السابق حين لم نكن نعلم أي الخيارات هو الخاطئ وأيها هو الصحيح.

    وهنا تكون مرحلة علاج الخطأ قد بدأت، إذ قمنا بإصدار قراراتنا للعلاج، وهي القرارات نفسها بالغالب التي كان يتوجب علينا إصدارها بدلاً من تلك التي عادت علينا بالخسائر، ولم تصب في مصلحة استثمارنا، ولا شك أنّنا يجب أن نتمتع هنا بالجرأة من جديد، فربّما كان القرار الصائب الواجب عليك اتخاذه، هو عدم اتخاذك أي قرارات فنية مثلاً، على الرغم من أنّك أنت صاحب الاستثمار، وأنّ عليك أن تترك القرار في الوقت الحالي لمن هم أكثر منك خبرة وعلماً في هذا المجال.
     
  4. عدم الوقوع في الخطأ مجدداً:

    وهذه ربّما تكون المرحلة الأخيرة، ولكي نثبت أنّنا علمنا بالخطأ وقمنا بعلاجه، لا بدّ ألا نقع مجدداً فيه، وهكذا فقط نكون قد استفدنا منه، وحوّلناه إلى رصيد يضاف إلى خبراتنا في عالم الاستثمار، هذا العالم الذي يتعلم فيه المستثمر كلّ يوم ما هو جديد، وبالتالي فإنّ الوقوع في الخطأ وارد جدّاً ومحتمل بدون شك، ولكن الأهم من عدم الوقوع في الخطأ هو الاستفادة منه وفهمه، وبالتالي عدم الوقوع ضحية له مجدّداً ونكون، بذلك قد أزلنا أحد العوائق من أمام مسيرتنا في عالم الاستثمار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/e546v4mp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"