أبرز معالم الخرطوم تحترق وسط المعارك

الخرطوم: عماد حسن، ووكالات

هاجمت قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي مقر القيادة العامة للجيش السوداني في وسط الخرطوم، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من أبراج عدة في قلب العاصمة، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية، بينما حذر مراقبون من سيناريو اتساع رقعة الحرب في عمق المناطق الأكثر أماناً، فيما ينتظر مئات السودانيين أياماً طويلة أحياناً أمام مكتب جوازات السفر الذي أعيد فتحه أخيراً في بورتسودان، للحصول على الوثيقة لمغادرة البلاد، في حين نقلت مصادر دبلوماسية أن الأمم المتحدة اختارت الجنرال الإيرلندي مايكل بيري لرئاسة بعثة يونيتامس في السودان خلفاً للألماني فولكر بيرتس، الذي دفع باستقالته بعد أن أعلنه السودان شخصاً غير مرغوب فيه.

وقال سكان «تدور اشتباكات حول مقر قيادة الجيش تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة». وكان سكان في العاصمة أفادوا أمس الأول السبت عن استئناف المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء لأسبوعين. وأدت هذه الاشتباكات الى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط الخرطوم.

وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.

ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرميّ، من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل اذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.

وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور تمّ تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم واختراق الرصاص لجدرانها.

وزعمت قوات الدعم السريع أنها قطعت الاتصالات بين سلاح الإشارة والقيادة العامة، لكن الجيش نفى ذلك.

 من جهة أخرى، وسعياً منهم للفرار من الحرب أو تلقي عناية طبية غير متوفرة في السودان أو مواصلة الدراسة في الخارج بعد تعطلها في البلد بسبب المعارك، ينتظر مئات السودانيين أياماً طويلة أحيانا أمام مكتب جوازات السفر الذي أعيد فتحه أخيراً في بورتسودان.

ومنذ افتتاح مصنع جديد لطباعة جوازات السفر في أواخر أغسطس/ آب، يتهافت العديد، إلى المدينة التي يوجد فيها المطار الدولي الوحيد الذي ما زال يعمل في البلاد.

وهم مستعدون لسداد مبلغ 120 الف جنيه سوداني (قرابة 190 يورو) للحصول على جواز السفر، وهو مبلغ يعادل متوسط الراتب في السودان.

إلى ذلك، نقلت مصادر دبلوماسية ان الأمم المتحدة اختارت الجنرال الايرلندي مايكل بيري لرئاسة بعثة يونيتامس في السودان.

وعمل بيري مع الأمم المتحدة في بقاع مختلفة من انحاء العالم ابرزها لبنان، الصومال، افغانستان، اليمن، العراق، البوسنة والهرسك وأوغندا.

شح الوقود يفاقم مآسي السودانيين

يعيش السودان هذه الأيام على وقع أزمة حادة في المواد البترولية، وتعطلت الحياة بشكل لافت خاصة في الأقاليم التي تشهد استقراراً نسبياً، بينما وصلت أسعار البنزين والجازولين وغاز الطهي إلى أسعار خرافية في السوق السوداء.

وبلغ سعر غالون البنزين سعة 4 لترات إلى 30 ألف جنيه نحو 50 دولاراً في السوق السوداء بولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وسط السودان، وتتضاعف أسعاره في العاصمة الخرطوم ومع ذلك يصعب الحصول عليه.

ويقول مصدر في وزارة النفط السودانية ل «سكاي نيوز عربية»، إن سبب الأزمة يعود إلى تراجع الإنتاج في مصفاة «الجيلي» الرئيسية بالبلاد والواقعة شمالي الخرطوم والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.    (وكالات)