عادي

ملك بريطانيا في فرنسا.. لطي سنوات من التوتر

23:24 مساء
قراءة 5 دقائق

الخليج - متابعات

زيارة الملك تشارلز إلى فرنسا، الأربعاء، تأجلت كثيراً لأسباب مختلفة، وهي تأتي بعد ستة أشهر على إرجاء زيارته الرسمية الأولى إلى الخارج كملك، بسبب احتجاجات على إصلاح النظام التقاعدي كانت تشهدها فرنسا.

ويرى كثيرون أن هذه الزيارة تعد محاولة جادة لطي صفحة سنوات من العلاقات المتوترة بين البلدين؛ حيث يأمل ملك بريطانيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في استغلال الروابط الرمزية والشخصية، لإنهاء الخلافات، وإعادة العلاقات بين البلدين إلى سيرتها الأولى، قبل أن تتضرر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020.

الملك تشارلز الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة مثل والدته الملكة الراحلة إليزابيث، حريص على السير على خطاها، ومن المرجح أن يشير إلى ما كانت تكنه إليزابيث من محبة عميقة لفرنسا. فهل تنجح زيارة ملك بريطانيا إلى فرنسا في طي صفحة سنوات التوتر وفتح صفحة جديدة كتلك التي عاصرتها الراحلة الملكة إليزابيث؟

الصورة

قوس النصر وتأبين جنود

وصل الملك تشارلز إلى فرنسا، الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام. يقضي الملك يومين منها في باريس واليوم الثالث في بوردو.

واستقبلت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن، الملك وزوجته كاميلا في باريس، قبل التوجه إلى مراسم عند قوس النصر، لتأبين جنود فرنسيين وبريطانيين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.

وأقيم للملك استقبال رسمي تخلله عزف النشيدين الوطنيين، واستعراض حرس الشرف، وإيقاد الشعلة عند ضريح الجندي المجهول ووضع إكليل من الزهر، مع تحليق طائرات حربية استعراضية فرنسية وبريطانية تركت خلفها دخاناً بألوان العلمين الفرنسي والبريطاني.

الصورة

خيالة على الشانزيليزيه

وقام ماكرون وتشارلز الثالث بمصافحة عدد من المدعوين، في حين لم يتمكن العديد من الناس الذين اصطفوا على جانبي جادة الشانزليزيه، من الاقتراب أكثر من مكان حفل الاستقبال الرسمي.

وفي نهاية الاستقبال أسفل قوس النصر، صعد الرئيس الفرنسي وضيفه البريطاني إلى سيارة دي اس 7 مكشوفة يواكبها 136 من خيالة الحرس الجمهوري عبرا على متنها الشانزليزيه، «أشهر جادة في العالم»، ولوّحا للناس الذين اصطفوا على جانبي الطريق، متجهين إلى قصر الإليزيه لعقد اجتماع مغلق في مكتب الرئاسة الفرنسية.

الصورة

وعلى الرغم من أن دور الملك تشارلز في السياسة البريطانية استشاري، فإن مسؤولين فرنسيين، قالوا إنه سيناقش مع ماكرون ملفات تشمل الحرب في أوكرانيا والانقلابات العسكرية التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، إضافة إلى تغير المناخ.

الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام «تأتي في إطار من تقارب العلاقات بين بريطانيا وفرنسا» بعد مرحلة أولى من «إعادة التواصل» كما قال الإليزيه.

وخلال قمة في آذار/ مارس، طوى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صفحة عدة سنوات من التوتر الثنائي المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وملفي صيد الأسماك والمهاجرين.

الصورة

من أجل إعادة التواصل هذه، أعدت الجمهورية مراسم احتفالية ضخمة.

عشاء فرساي

وإضافة إلى الاستقبال ولقاء الإليزيه، فإن محطة أخرى مهمة في الزيارة ستكون العشاء الرسمي في قصر فرساي.

وسيعيد ذلك التذكير بوالدة تشارلز الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت العام الماضي، وسبق أن دعيت إلى مأدبة غداء في نفس القصر الفخم في 1957 وعادت إلى فرساي في 1972، بحسب فرانس برس.

وأكد الإليزيه أن الملك تشارلز الثالث كان حريصاً على فكرة «السير على خطى والدته». وسيزور الخميس أيضاً سوق الزهور الذي أحبته إليزابيث الثانية وأعيد تسميته باسمها عام 2014.

الصورة

ويقوم أشهر الطهاة بإعداد العشاء الفخم جداً الذي تقيمه الجمهورية الفرنسية لضيوفها الكبار.

150 ضيفاً

وتشمل المأدبة دعوة أكثر من 150 ضيفاً منهم الممثل البريطاني هيو جرانت ونجم الروك ميك جاجر ومدرب أرسنال السابق لكرة القدم أرسين فينجر ونجم كرة القدم الفرنسي ديدييه دروجبا، إضافة إلى الملياردير الفرنسي برنار أرنو.

وسيزور تشارلز وكاميلا وماكرون وزوجته بريجيت، الخميس كاتدرائية نوتردام لمشاهدة أعمال الترميم في أعقاب حريق مهول اندلع في عام 2019 وأدى إلى تدمير سقفها.

الصورة

وسيلقي الملك تشارلز الثالث، الخميس، كلمة أمام أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، ويزور ناشطين في المجتمع المدني.

بعد ذلك، سيتوجه تشارلز وكاميلا إلى مدينة بوردو في جنوب غرب فرنسا، الجمعة، التي كان يسيطر عليها في مرحلة معينة ملك إنجلترا هنري الثاني؛ حيث يقيم نحو 39 ألف بريطاني.

وسيزوران كروم عنب ويلتقيان عناصر إطفاء شاركوا في مكافحة الحرائق التي اجتاحت إقليم لاند العام الماضي.

وقال مسؤولون: إن الملك، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة مثل والدته الملكة الراحلة إليزابيث، حريص على السير على خطاها، ومن المرجح أن يشير إلى ما كانت تكنه إليزابيث من محبة عميقة لفرنسا.

احتجاجات التقاعد

وفي مارس/ آذار الماضي أرجأت زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا، بسبب الاحتجاجات المتواصلة على إصلاح نظام التقاعد، بحسب ما أعلنت آنذاك الرئاسة الفرنسية.

وجاء في بيان الإليزيه أن «هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك»، مضيفاً «سيعاد الترتيب لزيارة الدولة هذه في أقرب وقت ممكن».

وأورد البيان الفرنسي «نظراً للإعلان عن تنظيم يوم آخر من الاحتجاجات على مستوى البلاد على إصلاح نظام التقاعد، سيتم تأجيل زيارة الملك تشارلز التي كانت مقررة مبدئياً بين 26 و29 مارس».

زيارة ألمانيا

وبعد تأجيل زيارته لفرنسا قام الملك تشارلز بزيارة ألمانيا في 29 مارس/ آذار 2023، في أول زيارة دولة يقوم بها إلى الخارج منذ إعلانه ملكاً لبريطانيا.

وتمت مراسم استقبال عسكرية للعاهل البريطاني تشارلز عند بوابة براندنبورغ في العاصمة الألمانية برلين التي وصلها،

وجاءت الزيارة في إطار جهود لطي صفحة علاقات مضطربة منذ سنوات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد خروج لندن من التكتل.

وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي استقبل تشارلز وعقيلته كاميلا في برلين، آنذاك، إن اختيار تشارلز لفرنسا وألمانيا لأول زيارة دولة يقوم بها حتى قبل تنصيبه في (مايو/ أيار 2023) يمثل«بادرة أوروبية» مهمة.

وأضاف شتاينماير «بعد ست سنوات بالضبط من بدء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نفتح فصلاً جديداً في علاقاتنا».

وتطرقت الزيارة إلى عدة ملفات تواجه البلدين مثل الاستدامة والأزمة الأوكرانية. وزارة الملك حينها العاصمة برلين وولاية براندنبورغ بشرق البلاد ومدينة هامبورغ الساحلية الشمالية.

وكدليل على التقدير، رافقت طائرات مقاتلة طائرة الملك تشارلز إلى برلين؛ حيث أصبح أول زعيم دولة زائر تقام له مراسم استقبال احتفالية في أشهر معلم بالعاصمة، بوابة براندنبورغ، رمز الانقسام في البلاد خلال الحرب الباردة، وما تلا ذلك من إعادة توحيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrtpa5k4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"