عادي
برعاية حمدان بن زايد.. انطلاق فعالياته في أبوظبي

مؤتمر حفظ النِّعم يبحث أفضل الممارسات العالمية

00:40 صباحا
قراءة 5 دقائق
مريم المهيري خلال كلمتها في المؤتمر

أبوظبي: ميثاء الكتبي

برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، انطلقت في العاصمة أبوظبي، أمس الأربعاء، فعاليات المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعم تحت شعار «لنا كلنا»، الذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ويستمر على مدار يومين، ويهدف إلى نقل أفضل الممارسات العربية والعالمية في مجال حفظ النعمة، وتغيير الصورة النمطية لحفظ النعمة الواحدة (الغذاء)، والاهتمام بالنّعم الأخرى، ومناقشة توظيف التقلبات الحديثة في ملف حفظ النعمة.

قالت مريم المهيري وزيرة التغيّر المناخي والبيئة في كلمتها: انعقاد المؤتمر يعكس ريادة دولة الإمارات، ويلقي الضوء على جهودها الكبيرة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي والمساهمة في خلق مستقبل مستدام للجميع، نتحدث اليوم عن النعمة وتعدد النّعم ترتكز في البيئة من حولنا، أي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين النعمة والبيئة والإنسان، فبجانب الماء والهواء انعم الله علينا بالغذاء الذي يعد من أعظم النّعم.

وتابعت: يأتي المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعمة في توقيت يتم فقد نحو 14% تقريباً من الأغذية في العالم بعد حصادها حتى مرحلة البيع بالتجزئة، ويتم هدر نحو 17% من الأغذية في مرحلة البيع بالتجزئة، وعلى مستوى الاستهلاك، بينما على الجانب الآخر واجه نحو 735 مليون شخص الجوع، العام الماضي، في العالم، وتقول الأمم المتحدة إنه في حال وصل عدد سكان العالم إلى 9.6 مليار نسمة بحلول عام 2050 فقد يتطلب الأمر ما يعادل ثلاثة كواكب مثل كوكب الأرض تقريباً، لتوفير الموارد الطبيعية اللازمة للحفاظ على أنماط الحياة الحالية، لذلك فالأولى بنا أن نبدأ بوقف نزيف هدر الغذاء والطعام، بالتوازي مع جهودنا لزيادة إنتاج الغذاء بشكل مستدام.

وأضافت: تولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أهمية كبيرة بتعزيز الأمن الغذائي المستدام، ووقف هدر الطعام وترشيد استهلاكه، وقد حث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المجتمع على ضرورة ترشيد استهلاك الغذاء وضرورة اتباع سلوكات الشراء الصحيحة، كما يعد الحد من هدر الغذاء أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، وتمتلك الإمارات سجلاً حافلاً بالحد من هدر الطعام، من بين أهمها وأحدثها مبادرة «وقف المليار وجبة» التي أطلقها في وقت سابق، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين المقبلة، كما لدينا «نعمة» تلك المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التزام دولة الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول عام 2030.

وألقى راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام لقطاع الشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، كلمة في الجلسة الافتتاحية، قال فيها إن هذا المؤتمر الأول من نوعه في مجال حفظ النعم واستدامة الغذاء، والذي يأتي متزامناً مع عام الاستدامة، ومواكباً للحدث الأهم في الإمارات هذا العام، وهو استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والذي من أهم أهدافه النظر في إيجاد حلول مبتكرة لتعزيز قطاع الموارد المائية والأمن الغذائي.

وتابع، يأتي هذا المؤتمر ليضيف بعداً جديداً لمبادرات الهلال الأحمر الإماراتي في مجال الاستدامة، انطلاقاً من سعيه الدائم للتميز والريادة في مجال المسؤولية المجتمعية والبيئية والعمل الإنساني، بصورة عامة، إذ ينظر المؤتمر من خلال محاوره المختلفة، في تحديات المستقبل واعتبارات التغيّر المناخي، وتسليط الضوء على المشاريع الرئيسية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.

وأضاف: إننا نتطلع إلى أن يكون المؤتمر الخطوة الأولى من رحلة الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة، والذي نسعى أن نطلقه من الإمارات إلى العالم كمبادرة تدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051، ولن ندخر وسعاً في سبيل تحقيق هذا الهدف الذي سيكون له تأثير مباشر في تحسين مجالات الأمن الغذائي عالمياً.

المزروعي: ثقافتها تتعزز

أكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن ثقافة حفظ النعمة تتعزز بشكل مستمر في مجتمع دولة الإمارات في ظل المبادرات العديدة التي تنفذها الدولة في هذا المجال.

وقال في تصريح ل«وام»، إن المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعمة يشكل منصة للتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال حفظ النّعم، لافتاً إلى أن حفظ النّعم لا يقتصر على الطعام وحسب، وإنما يشمل أيضاً مجالات أخرى، مثل الطاقة والتكنولوجيا والكساء، فنحن جميعاً حريصون على استغلالها لخدمة الإنسانية.

وأضاف أن فكرة حفظ النعمة ليست جديدة على مجتمعنا، بل هي معروفة وفي صلب ديننا الذي يحث على عدم التبذير، ولكن في بعض الأحيان هناك فائض عن حاجة الإنسان، وهنا تبدأ المشكلة، فهناك بعض الناس لا يعرف كيفية التعامل مع هذا الفائض وبالنسبة إليه أسهل طريق هو التخلص من هذا الفائض ويُرمى في سلة المهملات.

شمّا بنت محمد: التقنية نعمة اخترعها العقل

أكدت الشيخة الدكتورة شمّا بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، دور التقنية في استدامة النّعم.

وقالت في جلسة «الابتكار التقني في حفظ النعم.. دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة» التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعمة في أبوظبي، إن التقنية نعمة اخترعها العقل التوّاق للمعرفة والاكتشاف، فمثل كلّ الاختراعات بدأت حلماً ثم فكرة، وتحوّلت حقيقة، وواقعاً ملموساً.

وأضافت أن مصطلح حفظ النّعمة يذكّرني بحفظ بقايا الطعام الذي هو نعمة الحياة الأهم، وهذا المصطلح بالنسبة إلي يتعلّق أيضاً بكل ما ينفع الإنسان، سواء من الناحية المادية، كالطعام والمياه العذبة والمطر ومياه البحار، وحتى الصحراء هي نعمة، أو من الناحية غير المادية، كالقيم الإنسانية والمحبة واحترام الآخر والتسامح، وغيرها من النّعم التي تنفع الإنسان، وحفظ هذه النعم يكون بعدم هدرِها.

وأشارت إلى أن حجم النفايات الإلكترونية التي قدّرها العلماء وصلت إلى نحو 25 مليون طن عام 2022، منها 600 ألف طن أجهزة كمبيوتر، وأجهزة لوحيّة، وهواتف محمولة؛ هذه النفايات يمكن أن تصبح نعمة حين نعيد تدويرها بطريقة مفيدة للإنسان، ونتفادى طمرها في الأرض وتلوّيث التربة والمياه الجوفية.

وقالت «إننا في مؤسسات الشيخ محمد بن خالد لنا تجربة في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، بالتعاون مع كليات التقنية العليا ووزارة التغير المناخي والبيئة، وشركة أبوظبي لإدارة النفايات والتدوير، وهي تجربة ناجحة ومستمرة. وفي عام 2018 أطلقنا مسابقة صنع مجسّمات فنية من النفايات الإلكترونيّة لطلاب كليات التقنية العليا فكانت الإفادة مزدوجة: مادية بالحفاظ على قيمة المواد المدوّرة، ومعنوية بالقيمة الفنية وإثراء خيال الطالب. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8r3m4z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"