أصبح المستثمرون في حالة من الترقب لما سيؤول إليه الانتعاش الذي حققته الأسهم؛ حيث أدى الموقف المتشدد من مجلس الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع عوائد سندات الخزانة والإغلاق الحكومي الوشيك إلى إرباك توقعات الأسهم الأمريكية. قد انخفضت الأسهم الأمريكية بأكثر من 6% من أعلى مستوياتها التي بلغتها في أواخر يوليو، وكان الأسبوع الماضي مثيراً للقلق بشكل خاص بالنسبة للمستثمرين. وجاءت توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه سيبقي على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، مما أثار عمليات بيع مكثفة للأسهم والسندات.
وانخفض المؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 2.9% هذا الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس. وأظهرت بيانات قسم الأبحاث التابع لبنك أوف أمريكا أن المستثمرين قاموا ببيع الأسهم العالمية بأسرع معدل هذا العام، وبلغ صافي التخلص منها هذا الأسبوع حوالي 16.9 مليار دولار حتى يوم الأربعاء. وكان المؤشر قد ارتفع بنسبة 12.8% منذ بداية العام.
وقال استراتيجي بإحدى شركات إدارة الاستثمار الكبرى: إنهم حققوا نمواً مرناً خلال أشهر الصيف ولكنهم يتجهون نحو فترة توجد فيها مخاطر كبيرة على الاقتصاد، وهذا ما يجعل المستثمرون يبتعدون عن المخاطرة وهو ما سيقلل الرغبة في حيازة الأسهم.
وتقف عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، والتي تتحرك عكسياً مع الأسعار، بالقرب من أعلى مستوياتها في 16 عاماً. ومن المتعارف عليه أن عوائد سندات الخزانة المرتفعة تخطف الأضواء من الأسهم حيث يُنظر إليها على أنها استثمار خالٍ من المخاطر. وبالفعل تعرضت الأسهم للضغط مع ارتفاع العوائد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
- نتائج مزدوجة
كلما ذُكرت المهددات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي يُذكر ضمنها أسعار الفائدة المرتفعة. فالمرونة التي شهدها الاقتصاد هذا العام ودفعت بالأسهم نحو الارتفاع تتعرض الآن لمخاطر عدة أهمها أسعار الفائدة المرتفعة إن التزم «الفيدرالي» بإبقاء تكاليف الاقتراض دون تخفيض في الوقت، في سعيه لعكس مسار التضخم.
ويرى المستثمرون أن في سبيل تحقيق هدف «الهبوط السلس» سيغض «الفيدرالي» الطرف عن العلامات الدالة على ضعف الاقتصاد. وتشمل المهددات الأخرى ارتفاع أسعار النفط واستئناف مدفوعات القروض الطلابية في أكتوبر، كل هذا بجانب شبح الإغلاق الحكومي الذي يخيم على الميزانية إذا لم يتمكن المشرعون من تمريرها بحلول 30 سبتمبر.
وتوفرت بقوة أيضاً بعض العوامل الموسمية حيث دخل المؤشر «إس آند بي» فترة ال10 أيام من حالة الضعف السنوية المعروفة تاريخياً، وذلك في 18 سبتمبر الماضي، وفقاً لبنك أوف أمريكا. وأظهرت بيانات البنك أنه تاريخياً ينخفض المؤشر بنسبة 1.66% خلال الفترة التي يكون فيها الأداء خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر أقل من المتوسط، كما كانت الحال هذا العام.
ووسط كل هذا المشهد القاتم المحيط بالأسهم إلا أن البنك أشار إلى أن «الموسمية» التي تظهر أيام انخفاض سيئة في شهر أكتوبر ربما تمثل من ناحية أخرى فرصة جيدة لمن يشترون الأسهم عند انخفاضها. وأكدت مقاييس الاستراتيجيين أن هناك الكثير من الأموال النقدية على الهامش التي يمكن نشرها من قبل المستثمرين الذين يتطلعون إلى شراء الأسهم منخفضة السعر.
وبحسب قول بعض المحللين فمن المرجح أن يدخل المشترون إذا انخفض المؤشر إلى 4200 نقطة، وهو ما يمثل حوالي 3% من المستويات الحالية.
ومثل هذا الانخفاض يضع المؤشر عند «مكرر ربحية» 17.5، وذلك تماشياً مع متوسطه على مدى 10 سنوات. ولا يزال المؤشر فوق متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، كما أن هناك علامات قليلة على فرار المستثمرين إلى الاستثمارات الأكثر أماناً؛ ويرى بعض المتابعين أن التراجع ضمن المستوى الاعتيادي في سياق السوق الصعودية.
أبرز أحداث الأسبوع
- الاثنين (25 سبتمبر)
غير مجدول - الثلاثاء (26 سبتمبر)
8:30 صباحاً مبيعات المنازل الجديدة/ أغسطس
9:00 صباحاً مؤشر أسعار المنازل كيس شيلر/ إس آند بي/ يوليو
10:00 صباحاً ثقة المستهلك/ سبتمبر
1:30 مساءً يتحدث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، بومان
نتائج: كوستكو - الأربعاء (27 سبتمبر)
8:30 صباحاً طلبيات السلع المعمرة/ أغسطس
8:30 صباحاً السلع المعمرة باستثناء وسائل النقل
نتائج: ميكرون تكنولوجي - الخميس (28 سبتمبر)
8:30 صباحاً المطالبات الأولية لإعانة البطالة/ 23 سبتمبر
8:30 صباحاً الناتج المحلي الإجمالي/ الربع الثاني
1:00 ظهراً يتحدث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، كوك
4:00 مساءً يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، باول
نتائج: أكسنتشر - الجمعة (29 سبتمبر)
8:30 صباحاً الدخل الشخصي/ أغسطس
8:30 صباحاً الإنفاق الشخصي
8:30 صباحاً مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي/ أغسطس
8:30 صباحاً الميزان التجاري الأمريكي المتقدم في السلع/ أغسطس.
9:45 صباحاً، مقياس شيكاغو للأعمال/ سبتمبر
10:00 صباحاً ثقة المستهلك (النهائي)/ سبتمبر
