نكست الأعلام وبدأ التحقيق، أمس الاثنين، في كوسوفو، بعد 24 ساعة على مقتل شرطي من كوسوفو قرب الحدود الصربية، ومطاردة عشرات المسلحين ما ساهم في تأجيج التوتر بين بريشتينا وبلغراد.
فيما دان الاتحاد الأوروبي بشدة «الهجوم البشع» الذي استهدف الشرطة في كوسوفو. من جهتها دانت الخارجية الأمريكية «بشدة» «الهجمات العنيفة» التي استهدفت قوات شرطة كوسوفو داعية بلغراد وبريشتينا إلى وقف التصعيد. فيما أعرب الكرملين عن قلقه من الوضع الذي «يحتمل أن يصبح خطراً» معرباً عن دعمه للصرب.
ترسانة
قال جلال سفيتشلا وزير الداخلية في كوسوفو، «إنه تم العثور على كميات من الأسلحة الثقيلة والمتفجرات والمواد الغذائية في عدة أماكن». وأضاف «يمكننا أن نقول بوضوح إن هذه الترسانة كانت مخصصة لمئات المهاجمين الآخرين». وأشار إلى «أنه يتعين الآن القبض على أعضاء الكومندوس المدججين بالسلاح الذين تحصنوا لساعات الأحد في دير ويشتبه في قيامهم بقتل الشرطي قرب الحدود الصربية». ومساء الأحد قُتل ثلاثة من المهاجمين وعثر على جثة رابع وفقا لسلطات كوسوفو.
كما أعلن وزير الداخلية «أن ستة أشخاص يشتبه في تورطهم في مقتل الشرطي موجودون الآن في صربيا». وصرح للصحافة «بحسب معلوماتنا يتلقى ستة إرهابيين العلاج في مستشفى نوفي بازار ونطلب من صربيا تسليمهم فوراً إلى سلطات كوسوفو حتى تتم محاكمتهم». وأشار صحفي في وكالة فرانس برس إلى أن محيط دير بانجسكا أُغلق ظهر أمس الاثنين، وشوهدت آليات الشرطة وقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (كفور) هناك.
أمريكا تدين الهجوم
دان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «بشدة»، أمس الاثنين، «الهجمات العنيفة» التي استهدفت، الأحد، قوات شرطة كوسوفو، داعياً بلغراد وبريشتينا إلى وقف التصعيد.
وقال في بيان إن «الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات العنيفة والمنسقة ضد شرطة كوسوفو». وأضاف «ندعو حكومتي كوسوفو وصربيا إلى الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوتر».
الكرملين:الوضع خطر
كان الكرملين قد عبر، أمس الاثنين، عن قلقه من الوضع في كوسوفو الذي «يحتمل أن يصبح خطراً»، معرباً عن دعمه للصرب بعد حادث مسلح خلال عطلة نهاية الأسبوع أجج التوترات بين بريشتينا وبلغراد.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف «الوضع شديد التوتر ويحتمل أن يصبح خطراً، لا يخفى على أحد أن استفزازات تستهدف الصرب غالباً ما تحصل»، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
والأحد، قُتل شرطي في كمين تعرضت له دورية قرب الحدود الصربية نصبه مسلحون تحصنوا بعد ذلك في دير، ثم تبادلوا إطلاق النار مع شرطة كوسوفو لساعات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مهاجمين على الأقل.
وحملت كوسوفو صربيا مسؤولية الهجوم، وتتهم بلغراد بريشتينا باضطهاد الصرب في البلاد التي تعتبرها إحدى مقاطعاتها. وترى روسيا أن استقلال كوسوفو، المدعوم غربياً، يظهر الطابع المعادي للسلافية لدى الأوروبيين والأمريكيين.
وفي بريشتينا نكست الأعلام وأعلن الرئيس أمس الاثنين، يوم حداد وطني تكريماً للشرطي الذي قتل. واتهمت كوسوفو صباح الأحد صربيا بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما سارعت بلغراد إلى نفيه، واتهمت بدورها رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي بدفع صرب كوسوفو إلى أقصى الحدود بسبب «استفزازاته».
وقد تشكل عودة التوتر التي تعد الأعنف منذ إعلان كوسوفو استقلالها في عام 2008، عقبة أخرى على طريق «تطبيع» العلاقات بين صربيا وكوسوفو.
(وكالات)
