في الآونة الأخيرة، كان هناك ارتفاع مقلق في السكتة القلبية المفاجئة بين الجيل الأصغر سناً، خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 سنة. وغالباً ما تحدث هذه الحوادث أثناء ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، ما يجعلنا نتساءل عما إذا كانت الصحة الجيدة واللياقة البدنية كافية لمنع مشاكل القلب. د. إيهاب الشيبة، الأستاذ الدكتور المساعد السريري ورئيس القسم في مركز علوم القلب في مستشفى ثومبي الجامعي، يُقدم رؤى قيمَة حول العوامل التي تساهم في هذا الأمر المقلق وُيقدم إرشادات حول التدابير الوقائية لحماية صحة القلب لدى جيل الشباب.
ارتفاع عدد السكتات القلبية المفاجئة لدى الرياضيين
وقد لوحظ أن عدداً كبيراً من السكان الأصغر سنا قد استسلموا للسكتات القلبية المفاجئة. وهؤلاء الأفراد نشطون، ويتم فحصهم بانتظام من قبل طاقم الرعاية الصحية، ومدربين تدريباً جيداً، ويتبعون إجراءات تمارين صارمة. ومع ذلك ، لا تزال السكتات القلبية المفاجئة مصدر قلق كبير بينهم.
تشرح الدكتورة شيلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في حدوث هذه الحوادث: قد يصاب بعض الرياضيين بأمراض قلبية من دون أي تاريخ سابق لمشاكل القلب. وقد يهمل البعض الآخر جوانب مهمة من صحتهم، مثل النظام الغذائي السليم والترطيب. ويمكن أن يؤدي الاستخدام غير الخاضع للإشراف للمكملات الغذائية أو المواد الكيميائية أو الهرمونات لتحسين الأداء إلى تعريض صحة القلب للخطر.
تلعب العوامل الوراثية دوراً أيضاً، حيث يعاني بعض الأفراد من تشوهات هيكلية أو كهربائية متأصلة في قلوبهم. ولحسن الحظ، يمكن اكتشاف معظم هذه الحالات من خلال فحوصات جسدية شاملة. وبالتالي ، من الضروري للرياضيين الخضوع لفحوصات منتظمة وتجنب الاستخدام غير الخاضع للإشراف للمكملات وعناصر النمو التي لا تستلزم وصفة طبية.
فهم النوبات القلبية والاعتقالات القلبية
لفهم الاعتقالات القلبية المفاجئة بشكل أفضل، من الضروري تمييزها عن النوبات القلبية. تحدث النوبة القلبية عندما تسد الشرايين التي تمد القلب بالدم، ما يؤدي إلى تلف عضلة القلب. وعلى الرغم من خطورة النوبات القلبية، إلا أنها ليست قاتلة دائماً، ويمكن علاجها غالباً بالتدخل الطبي.
من ناحية أخرى ، تشير السكتة القلبية إلى التوقف المفاجئ لجميع وظائف القلب. ويمكن أن يكون سببه نوبة قلبية أو اضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب. والسكتة القلبية، بحكم تعريفها، حدث يهدد الحياة ويتطلب اهتماماً فورياً.
لماذا الاعتقالات القلبية المفاجئة قاتلة ؟
الاعتقالات القلبية المفاجئة قاتلة لأنها تؤدي إلى التوقف التام لنشاط القلب. والوقت هو جوهر المسألة عند الاستجابة للسكتة القلبية. ومن دون علاج سريع في غضون ثلاث دقائق، يمكن أن تكون العواقب وخيمة، ما يؤدي إلى الوفاة أو تلف دائم في الدماغ.
تجنب السكتة القلبية المفاجئة
في حين أن السكتة القلبية المفاجئة يمكن أن تكون احتمالاً مخيفاً، إلا أن هناك تدابير استباقية يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل مخاطرها:
الفحوصات المنتظمة: فحوصات مرض السكري وارتفاع ضغط الدم و انتظام الوزن ضرورية ، خاصة لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب.
نمط حياة صحي: إن اتباع أسلوب حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (حوالي 150 دقيقة في الأسبوع)، والإقلاع عن التدخين، وانتظام الوزن، وانتظام مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.
تجنب المكملات والهرمونات: من الضروري تجنب الاستخدام غير الخاضع للرقابة للمكملات أو المواد الكيميائية أو الهرمونات المتوفرة بدون وصفة طبية أو التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لا تزال السكتة القلبية المفاجئة قضية مقلقة، حتى بين الأفراد النشطين والأصحاء على ما يبدو. في حين أنه قد تأتي من دون سابق إنذار، فإن فهم عوامل الخطر واتخاذ التدابير الوقائية يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. الفحوصات المنتظمة ونمط الحياة الصحي وتجنب المكملات غير الخاضعة للرقابة هي خطوات أساسية نحو حماية صحة القلب. وتذكَر أن التدخل في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية عند الاستجابة للسكتة القلبية ، حيث يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت.
