أكثر الكتب ترجمة

01:49 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن
في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول الماضي احتفل العالم باليوم العالمي للترجمة، للاحتفاء بالترجمة، كونها بانية الجسور بين الثقافات واللغات المختلفة على مرّ العصور، ولولاها لبقيت ثقافة كل أمة منغلقة عليها، لا تعلم بها الأمم الأخرى ولا تتفاعل معها، دون التقليل من أهمية أشكال أخرى للتواصل بين البشر كالهجرات والسفرات وتبادل السلع والبضائع وما إليها، لكن الدور الأهم في تكوين ثقافة عالمية واحدة، رغم تنوعها، للترجمة في المقام الأول.

اختير الثلاثون من أيلول كيومٍ عالمي للترجمة، لأنه يصادف عيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدّس، حتى أنه يوصف ب«قديس المترجمين»، وأطلق هذا اليوم في العام 1991، وبهذه المناسبة نشر موقع «دي. دبليو» الألماني معلومات عن أكثر الكتب ترجمة إلى اللغات الأخرى، بصرف النظر عن أسماء المترجمين، وشملت «الكتاب المقدس» بالذات، الذي ترجم إلى 724 لغة. بدوره، ترجم الكتاب المقدس للهندوسية الذي يعود إلى العام الثاني قبل الميلاد، إلى أكثر من 75 لغة عالمية، بينها 300 ترجمة باللغة الإنجليزية وحدها.

وللصين في الأمر نصيب، حيث ترجم على نطاق واسع أيضاً كتاب «داو ده جينغ»، أو «طريق الفضيلة»، وهو نص صيني يعود إلى القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد، وينسب إلى شخصية غامضة، لاو تسي، أو «السيد القديم»، حيث تُوّجه قصائده القصيرة البالغ عددها 81 القراء نحو الطاو، أو «طريق» الانسجام مع قوة الحياة. كما حظي «البيان الشيوعي» الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك إنغلز عام 1848 بترجمة واسعة، ورغم سقوط الاتحاد السوفييتي وتراجع تأثير التيارات اليسارية، فإن الكتاب ما زال يترجم على نطاق واسع.

في مجال الأدب، حلت أولاً رواية «دون كيشوت» لمؤلفها ميغيل دي سرفانتس التي نُشرت بالإسبانية في جزأين في عامي 1605 و1615، حيث تُرجمت إلى 50 لغة، تليها رواية «أليس في بلاد العجائب» لمؤلفها لويس كارول، التي حوّلها مبدع الرموز التعبيرية (الإيموجي)، جو هيل، إلى أكثر من 26000 رمز تعبيري، احتفالاً بالذكرى السنوية ال 150 للكتاب. وفي الأدب الأكثر ترجمة، وردت أيضاً رواية «الأمير الصغير» التي ترجمت إلى 552 لغة ولهجة محلية. كما شملت القائمة رواية «الخيميائي» للبرازيلي باولو كويلو، التي نُشرت لأول مرة في عام 1988 بالبرتغالية، وسرعان ما أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم، حيث ترجمت إلى 80 لغة.

ونختم ب «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي نُشر في عام 1948، فمع أنه وثيقة وليس كتاباً، لكن موسوعة «غينيس» عدّته الوثيقة الأكثر ترجمة في التاريخ، بأكثر من 500 لغة ولهجة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytpuehmv

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"