متابعة: علي نجم
أوقف النصر قطار العين السريع، وأجبر «الزعيم» على تجرّع مرارة الخسارة الأولى هذا الموسم في كل البطولات، بعد 8 انتصارات حققها رجال المدير الفني الهولندي، الفرد شرودر، محلياً وقارياً.
وتسببت الخسارة في ملعب آل مكتوم بحرمان الفريق البنفسجي من اعتلاء القمة، بل والانفراد بالصدارة بفارق نقطتين عن شباب الأهلي الذي كان تعثر في أمسية، يوم السبت الماضي، بالتعادل مع الجزيرة، لكن النقطة التي حصدها الفريق «الأحمر» في ملعب البطولات، كانت كافية لتمنح «الفرسان» صدارة الترتيب طوال فترة التوقف.
تعتبر هذه هي الخسارة الأولى التي يمنى بها الفريق العيناوي هذا الموسم، بعدما أبهر واستعرض وتوهج في الجولات السابقة، سواء في بطولة دوري أدنوك، أو كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، حين عبر إلى ربع النهائي بسهولة على حساب البطائح، في وقت اعتلى به صدارة ترتيب دوري أبطال آسيا عن جدارة بالعلامة الكاملة بعد الفوز على كل من باختاكور الأوزبكي، وآهال التركمانستاني.
لم يكن الفوز أكثر من «هدية» منحها «العميد» لجماهيره التي كانت تتعطش لفوز ثمين، يعيد لها البريق ويمنح الفريق جرعة من الثقة.
وأسهم هذا الفوز في تخفيف الضغوطات على المدير الفني الصربي جوران الذي كسب «الحرب التكتيكية» فوق الميدان الأخضر، فلعب بأسلوب وطريقة أربكت «الزعيم»، وقلصت من حجم وفعالية الفريق البنفسجي الهجومية، بل إن الضيف وجد صعوبات في صنع التهديد الحقيقي، أو «دك» مرمى شامبيه بكرات خطرة، طوال وقت المباراة.
وكان البوسني سمير ممسيفيتش بطل اللقاء، بعدما سجل هدف النصر الكبير على العين بتسديدة من خارج المربع، وبعد لعبة تألق بها «الثالوث» الأجنبي، حين لعب غابياديني كرة بذكاء على تاعرابت داخل المربع، ليحضرها الساحر المغربي إلى البوسني سمير القادم من الخلف ليعالجها بتسديدة من خارج المربع سكنت مرمى خالد عيسى، ومنحت النصر الفوز الكبير.
ويعتبر هذا الفوز الأول للنصر على العين في ملعب آل مكتوم، بعد 8 انتصارات حققها الفريق الضيف على أصحاب الأرض، بعدما كانت المرة الأخيرة التي عرف بها «العميد» حلاوة الفوز على الزعيم في فبراير 2014 حين فاز بهدف من توقيع السنغالي إبراهيما توريه.
سنة دون خسارة
وتعتبر الخسارة في ملعب آل مكتوم، هي الأولى للزعيم خارج الديار، تحديداً منذ أن سقط أمام شباب الأهلي في ملعب استاد راشد بهدفين مقابل هدف في 29 أكتوبر، العام الماضي، «الجولة الثامنة».
وتوقف عدّاد «الزعيم» عن التهديف في ملعب آل مكتوم (خارج أرضه) للمرة الأولى بعد 17 مباراة على التوالي، علماً بأن المرة الأخيرة التي لم يزُر بها العين شباك المضيف كانت أمام الشارقة في 8 يناير/ كانون الثاني 2022 في إياب موسم 2021-2022.
واقعية شرودر
وعقب المباراة، اعترف المدير الفني لفريق العين الهولندي شرودر أن «الزعيم» لم يظهر بالمستوى المطلوب، ولم يعكس ما قدمه في المباريات السابقة هذا الموسم.
وتابع قائلاً: «رغم الفرص التي سنحت للفريق، لكن لم نحسن استغلالها، وقد واجهنا خصماً صعباً، لعب بتنظيم وتكتيك وأغلق منافذ الوصول إلى مرماه، وقد دفعنا مشكلة عدم استغلال الفرص وتحويلها إلى أهداف».
ولم يتوانَ المدرب في الاعتراف بأن البطاقة الحمراء التي حصل عليها اللاعب جوناتاس كان لها تأثير سلبي في الفريق، لاسيما في الوقت الحاسم من زمن المباراة.
وتحدث المدير الفني بواقعية قائلاً: «بعد 8 انتصارات على التوالي يمكن أن يحدث التعثر وتخسر مباراة، لدينا 24 ساعة لنحزن، ومن بعدها يجب أن نفتح صفحة جديدة، وأن نبدأ العمل من أجل الفوز مرة أخرى».
وحول ضياع الصدارة التي أصبحت من نصيب شباب الأهلي، علق المدرب الهولندي قائلاً: «دخلنا المباراة والصدارة من نصيب شباب الأهلي، ولم نخسرها إلا بخسارتنا أمام النصر، الآن كما قلت يجب ان ننهض من هذه الكبوة، وأن نعاود العمل حتى نكون في قمة الترتيب، ولا يمكن الحديث عن صدارة وبطولة في سبتمبر وأكتوبر، نأمل أن نكون في القمة في أشهر الحسم في مارس وأبريل ومايو».
نصر وسعادة
على الجانب الآخر، كان النصر بمثابة «هدية» للمدير الفني الصربي جوران الذي تخلّص من كل الانتقادات التي حظي بها في الأسابيع الأولى، بل كاد أن يكون أحد الضحايا، لولا النجاح في الحصول على العلامة الكاملة في آخر جولتين.
ووضحت علامات الارتياح على المدرب الصربي، الذي ردّ على كل المشككين، بعدما لعب فريقه أفضل 90 دقيقة له هذا الموسم، وبرهن أنه لم يكن يحتاج سوى بعض الوقت والصبر حتى يظهر بالحلة الفنية التي يأمل بها كمدرب، على حد تعبيره.
وقال: «كنت أدرك أن النصر فريق جيد، ويمتلك من العناصر والقدرات ما يساعده على صنع الأفضل، لكن البداية لم تكن جيدة، ومع القليل من الصبر بدأت تظهر علامات التحسن والتطور، وعندما نلعب كمجموعة وبتنظيم وتكاتف يصبح الفوز أقرب، خاصة مع تلك الروح العالية التي لعب بها الفريق ويستحق عليها اللاعبون تحقيق الانتصار وكسب النقاط الثلاث».
