تحية إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار على إصداراتها النوعية في الأدب والفكر والفلسفة، إلى جانب عناوين في الفنون والظواهر الجمالية والأنثروبولوجية والمصطلحات النقدية والمعرفية، وهي معاً باقة مبهجة للقارئ الذي يعرف أن هذه النماذج من الإصدارات هي ثقافة مقطّرة يمتلئ بها ويحقق ذاته الإنسانية البشرية المفكّرة والنقدية قبل ذاته القارئة.
هيئة البحرين للثقافة والآثار تتكامل في مشروعها النشري الحضاري مع مشاريع خليجية ثقافية كبيرة تَربّى عليها جيل من الكتاب والشعراء والأدباء والباحثين والنقاد والفنانين ذوي الأرواح المبدعة الجميلة في الخليج العربي: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وهيئة الشارقة للكتاب، ومشروع كلمة في أبوظبي، وغيرها من مبادرات ومشاريع خليجية فكرية وتنويرية، هي معاً ظاهرة ثقافية عربية خليجية جمعت بين الكتاب العربي وبين الكتاب الأجنبي المترجم إلى العربية بحرفية نشرية عالية، حتى في زمن الكتاب الإلكتروني والذكاء الصنعي.
مناسبة الاحتفاء بهذه الظاهرة الثقافية الخليجية الوحدوية والمتكاملة، هي إضافة ثلاثة كتب إلى مكتبة بيتي في الشارقة، والكتب تلك صدرت عن هيئة البحرين للثقافة والآثار: (الباب = مقاربة إثنولوجية = المؤلف: باسكال ديبي، والترجمة: رندة بعث)، و(قصة الألوان = المؤلف: مانليو بروزاتين والترجمة: السنوسي إستيتية)، و(الحب = مقدمة وجيزة = المؤلف: رونالد دي سوزا، والترجمة: رندة بعث) وهذه الكتب الثلاثة الصادرة في المنامة.
وراجع كتاب قصة الألوان: د. نجم بوفاضل، وراجعت الدكتورة سماح حمدي كتاب: الباب، أما كتاب الحب فقد راجعته: رباب عبيد.
الكتاب، إذاً، الصادر عن هيئة البحرين للثقافة والآثار يمرّ بأربع مُصَفّيات: المؤلف، والمحرر الأدبي، والمترجم، والمراجع، لتقرأ بعد ذلك كتاباً تطمئن إليه.
صناعة الكتاب والنشر والتوزيع والترجمة في دول الخليج العربي، وفي الكثير من مشاريعها الثقافية هي اليوم، وقبل اليوم، صناعة لثقافة الحياة وحب الحياة.
بلا معرفة مسبقة، وبلا حاجة إلى وثائق ومعلومات، أجتهد بالقول إن وراء من أسّسوا للثقافة والفنون والأدب في الخليج العربي، هم رجال ثقافة في الأصل: شعراء ومؤرخون وأدباء ورواة ومعلّمون وكتّاب، عرفوا قبل مئات السنوات أن الإنسان لكي يكتمل ويرتفع، عليه أولاً أن يتعلم: يقرأ أولاً، ويكتب ثانياً.. وثالثاً أحب البحر، وأحب البحرين.
