عادي

«جوليوس باير»: الشركات العائلية أمام جيل «يخاطر ويستشير»

17:12 مساء
قراءة 4 دقائق
جوليوس باير

دبي: «الخليج»

كشف المؤشر العائلي لعام 2023 من بنك «جوليوس باير» استعداد أفراد الجيل الجديد (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً) لتحمل مزيد من المسؤولية ورغبتهم في بناء إرثهم الخاص في مجال الأعمال. وأظهر المؤشر استعداد الجيل الجديد من ذوي الملاءة المالية الفائقة لزيادة مستويات المخاطرة مقارنة بآبائهم، إضافة إلى ثقتهم بتحقيق النتائج المطلوبة، بناءً على توجيهات مستشاري إدارة الثروات، الذين يشرفون على شؤونهم المالية.

وأكد التقرير أهمية التعامل مع الصعوبات التي تواجه العائلات الثرية، وسلط الضوء على أهم خمسة مواضيع بالنسبة لعملائه من تلك الشركات، خلال الـ12 شهراً الماضية، والتي تواجه التحديات ذاتها في مختلف المناطق، بما فيها أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وإفريقيا والأمريكتين، ويعود السبب في ذلك إلى الأوضاع المعقدة والأزمات السياسية، بينما تراجع التركيز على الأزمات الصحية في الوقت الراهن.

  • الأولوية للصعوبات

أشارت النتائج إلى تفاقم الصعوبات التي تواجه الشركات العائلية في مختلف أنحاء العالم، بسبب الاضطرابات في السنوات القليلة الماضية.

وتشابهت النتائج الإجمالية مع نتائج عام 2022، من خلال التركيز في معظم الأحيان على الضرائب واللوائح التنظيمية، إلى جانب الاستقرار السياسي. ويتطلب التعامل مع الصعوبات الحالية في معظم الأحيان اللجوء إلى مستشارين موثوقين يمتلكون خبرة دولية.

وشهد العام الماضي تفاقم الصعوبات التي تواجه تلك الشركات في مختلف أنحاء العالم، حيث تزايدت حدة التوترات الجيوسياسية، ورفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة لاحتواء عودة التضخم وتصحيح أسعار الأصول.

  • في الشرق الأوسط

يقدم المؤشر العائلي من «جوليوس باير»، وللمرة الأولى تحليلات معمقة للعائلات الثرية في منطقة الشرق الأوسط. وأظهر الاستبيان دور المخاطر الجيوسياسية والتضخم في إثارة المخاوف، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد أهمية التطرق إلى الصعوبات التي تواجه الأنظمة الضريبية والتنظيمية، بما ينسجم مع التعقيدات الإضافية الناشئة، ومع توجه العائلات الثرية للاعتماد على مستشارين متخصصين لمساعدتها.

وتتمتع حوكمة الشركات العائلية بأهمية بالغة في المنطقة، نظراً لدور الحوكمة الفعالة في المحافظة على استمرار الإرث العائلي من جيل إلى آخر.

وتفضل العائلات الثرية التوجه نحو الاستثمارات العقارية والمباشرة مستقبلاً مقارنة بالأسواق الأخرى.

تهتم العائلات بمناقشة المواضيع المرتبطة بثروات العائلة، نظراً للتعقيدات، التي طرأت على أعمالها بسبب انتشارها في مختلف أنحاء العالم.

وعلى غرار الشركات العائلية في قارة آسيا، يتراوح حجم الاستثمار الضخم الأول الذي تقوم به الشركات العائلية في الشرق الأوسط بين 1-2 مليون دولار، وهو أعلى من الرقم المسجل بالنسبة للشركات العائلية في الأمريكتين وأوروبا. وتُظهر المنطقة أعلى مستويات الاستعداد للمخاطرة في أوساط الأجيال الجديدة، مقارنة بالجيل الحالي من أصحاب الثروات.

  • قوة داعمة للاقتصاد

وقال ريجيس برغر، رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ورئيس مجلس إدارة «جوليوس باير» الشرق الأوسط المحدود: «تمثل الشركات العائلية القوة الداعمة الرئيسية لاقتصادات المنطقة، نظراً لتأثيرها الكبير في المنظومة الإقليمية، من خلال توفير فرص العمل وإنشاء المجتمعات وتعزيز النمو. ويحظى التخطيط لانتقال الثروات إلى الأجيال الجديدة بأهمية كبيرة، تبعاً للدور الرئيسي الذي تلعبه الشركات العائلية في المجتمع، لا سيما مع تجاوز قيمة الأصول التي ستنتقل إلى الجيل الجديد في المنطقة حاجز التريليون دولار، خلال السنوات العشرة المقبلة. ويتمثل التحدي الأبرز في إدارة عملية تأهيل الجيل الجديد لتولي المسؤولية، مع ضمان حفاظ الشركات العائلية على المبادئ والقيم الخاصة بها، فضلاً عن السعي لتطبيق الحوكمة الفعالة في الوقت نفسه. ويمتلك البنك منظوراً في هذا الشأن، نظراً لكونه شركة عائلية في الأساس. كما نواصل العمل من كثب مع عملائنا لمساعدتهم على ضمان مستقبل مالي مستقر لهم ولعائلاتهم».

فيما قال أحمد شهيدي، المدير التنفيذي لقسم تخطيط الثروات في البنك: «نشهد تنامي اهتمام الشركات العائلية بتزويد الجيل الجديد بالأدوات اللازمة لإدارة عملية نقل الثروة بين الأجيال. ونلاحظ كذلك زيادة إقبالهم على الاستعانة بخبراء إدارة الثروات مثلنا لمساعدتهم على هذه العملية، من خلال وضع هيكليات فعالة لحوكمة الشركات والتعامل مع سلطات قضائية متعددة، وفهم معدلات الإقبال على المخاطر لدى أبناء الجيل الجديد، وتثقيفهم حول مسؤولياتهم القادمة. وازداد مؤخراً اعتماد هذه الشركات، لا سيما في دولة الإمارات، على الصناديق والمؤسسات المحلية لمساعدتها على تحقيق التعاقب السلس بين الأجيال. وتحدثنا مع العديد من العملاء حول التعاون مع مؤسسات، مثل مركز دبي المالي العالمي وسوق أبوظبي العالمي، لتقديم رؤى قيّمة حول الحوكمة. وأدى الطلب المتنامي على هذه الخدمات إلى تأسيس مراكز مخصصة للشركات العائلية، مثل المركز العالمي للشركات العائلية والثروات الخاصة في مركز دبي المالي العالمي».

ويؤكد استبيان عام 2023 تفاقم التحديات أمام الشركات العائلية في مختلف أنحاء العالم، حيث تواجه صعوبة متزايدة في الحفاظ على إرثها وثروتها وهدفها. وأصبح التخطيط والهيكلة على المدى الطويل أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتتطلب هذه العملية تعاون جميع أفراد العائلة. وتسهم هذه العملية، إن تمت إدارتها بشكل صحيح، في توفير العديد من الفرص وتعزيز التماسك داخل العائلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5du89w9a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"