عادي

الرياضيات في صلب الحياة

00:22 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

تحت عنوان «جسور إلى اللانهاية» يَنطلقُ المؤلف مايكل غيلن ليعبُر بنا أنهاراً وطُرقاً وَعرة في ساحات الرياضيات القديمة، ومَسالكها الحديثة جسراً بعد جسر، حتى نَصل إلى فهم بسيط وواضح لكثير من جوانب الرياضيات، وهو يفعل ذلك من دون أن يستخدم الرموز الرياضية الغامضة والمعادلات المعقدة، بل يلجأ إلى لُغة سهلة، ويستعين بأمثلة عملية مباشرة، تقرّب إلى أذهاننا وإلى خيالنا آفاق عالم الرياضيات، ويَجعلنا نعيش تلك الآفاق البعيدة ونحسّ بها حتى وكأننا فيها أو هي فينا.

بعد أن ننتهي من قراءة الكتاب، ترجمة د. عامر شيخوني وإصدار الدار العربية للعلوم- ناشرون، سوف ينتابنا إحساسٌ عميق بأننا قد أصبحنا أكثر وعياً وفهماً وعلماً لكثير من جوانب الحياة نفسها، لأنّ الرياضيات قد دخلت الآن عمليّاً في فهم كثير من جوانب الحياة، ولمْ تعد مجرّد أعداد ورموز ومعادلات جامدة باردة غريبة، فهو لا يتحدث إلينا عن الحساب والجبر والهندسة، بل يتحدَّث عن الأرض الزراعية وعن الصناعة والتجارة والبنوك والاقتصاد، ويتطرَّق إلى دور الرياضيات في ألعابنا وتسليتنا وحروبنا وسلامنا ومشاعرنا وكثير مما نُحبّ ونَكره. نعم لقد تخلّلت الرياضيات الآن دقائق الحياة اليومية العادية للإنسان المعاصر، وأصبح من المحتم علينا أنْ نحاول فهمها، وأن نسعى إلى تجاوز التوتر الذي يَنتابُنا عندما نَقترب من دراستها، توتر يحاولُ مؤلفُ هذا الكتاب أنْ يتجاوزه، وأنْ يسير بنا بهدوء ويُسر نحو الوعي والفهم والإدراك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mrzr7rue

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"