عادي
يجذب عشاق القصص والباحثين في التراث الشعبي

متحف السيرة الهلالية يروي فنون الحكي العربي

22:05 مساء
قراءة 3 دقائق
متحف السيرة الهلالية.. حكايات من فنون الحكي العربي (4)

القاهرة: «الخليج»

يجذب متحف السيرة الهلالية، في مدينة أبنود بمحافظة قنا، عشاق القصص، والباحثين في التراث الشعبي، للاستمتاع بمقتنياته النادرة، التي تروي جانباً مهماً من تاريخ فنون الحكي الشفاهي، عبر ما خلفه رواة السير من تراث عريق، يجسد ثقافة وبطولات العرب على مر العصور، حيث يقع هذا الصرح على مساحة 870 متراً مربعاً، وقد تحملت الهيئة العامة لقصور الثقافة كل التكاليف المالية الخاصة به.

يعد المتحف، الأول من نوعه، الذي ينشأ لهذا الغرض في مصر، وقد أسسه الشاعر المصري الراحل عبدالرحمن الأبنودي، عام 2015 بمسقط رأسه في محافظة قنا جنوب الصعيد، للحافظ على هذا الإرث الأدبي، الذي قضى فيه سنوات من عمره، يتتبع آثاره ويتقصى أخبار رواته الشعبيين في القرى والنجوع، لتسجيله على لسان الرواة وحمايته من الاندثار.

الصورة

يضم المتحف أكثر من ثمانية آلاف كتاب، معظمها دراسات في فنون الحكي والسير الشعبية في مصر والمنطقة العربية، وعلى رأسها سيرة بني هلال، التي تخصص الرواة الشعبيون بمصر في حفظها، وتناقلتها أجيال، حيث كانت تروى في ليالي السمر والأفراح حتى أربعينات القرن الماضي، بل إن كثيراً من الأسر الميسورة، كانت تستضيف الرواة لفترات تزيد على أسبوعين، لرواية السيرة لأهل البيت ولأفراد العائلة، ما ساهم في حمايتها من الاندثار.

ونجح الأبنودي في اكتشاف العديد من رواة السيرة الهلالية في صعيد مصر، ضمن مشروع نفذه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وعلى رأسهم الراوي الشهير جابر أبو حسين، الذي سجل السيرة كاملة بصوته للإذاعة المصرية، قبل أن يكرر الأبنودي التجربة بعد ذلك بسنوات مع الشاعر الكبير الراحل سيد الضوي، وهو أحد ألمع الرواة الذين ظهروا في صعيد مصر، بعد رحيل جابر أبو حسين.

الصورة

وتروي السيرة الهلالية قصة ميلاد أبو زيد، ونجاحه في تجميع القبائل العربية، وبناء أمبراطورية تتزعمها قبيلة بني هلال، غزت الشرق والغرب، ويقول كثير من الباحثين، إنها واحدة من السير الشفاهية التي لا يوجد لها حقيقة في الواقع، ويذهب آخرون إلى أنها تروي تاريخ قبيلة عربية عاشت في منطقة نجد قبل الإسلام، ولا يزال لها امتداد في عدد من البلدان العربية، خصوصاً في مصر والمغرب العربي.

ويضم المتحف العديد من متعلقات الأبنودي، تتضمن بعض الدروع التي حصل عليها من جهات رسمية في مصر، وعدد من الدول العربية، إلى جانب بعض متعلقاته الشخصية، والصور الفوتوغرافية التي تروي مراحله العمرية.

ويضم المتحف مكتبة للأطفال وقاعة للندوات والاجتماعات وقاعة للهوايات وقاعة للتكنولوجيا، حيث تضم 1332 كتاباً وبعض اللوحات الفنية الورقية، كما توجد مكتبة لمؤلفات لكبار الكتاب والأدباء والمفكرين في مختلف العلوم، حيث تضم هذه المكتبة 3759 كتاباً.

ويقول حمدي الصحابي، من زعماء قبيلة بني هلال بالأقصر، إن «المتحف يؤكد مكانة مصر وريادتها ودورها في حماية التراث الشعبي المصري والعربي، ما يدل على قيمة الحكاية، عند المصريين بشكلٍ خاص والعرب بوجه عام».

ويشير إلى أن «الفضل في ظهور هذا المتحف للنور يعود للجهد العظيم الذي بذله الأبنودي على مدار ثلاثين عاماً قضاها من عمره، ليجمع هذه السيرة، ويجعلها ملتقى فكرياً للتراث الشعبي وأدبائه، حيث طاف وجال ليلتقي بالرواة، ويدونها».

ويقول أحمد خليل، المسؤول عن الإدارة: إن «المتحف يحتوي على 15 مجلداً و96 شريط كاسيت ومجموعة أقراص مدمجة «سيديهات»، تروي وتحكي السيرة الهلالية بتفاصيلها».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bd8yfesc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"