عادي
المبادرة علامة فارقة في ترسيخ ثقافة العطاء الإنساني

تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من «صنّاع الأمل» 25 فبراير

18:52 مساء
قراءة 7 دقائق
تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من «صنّاع الأمل» 25 فبراير
تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من «صنّاع الأمل» 25 فبراير


دبي: «الخليج»
الأمل مفتاح السعادة، وسرّ ارتقاء الحضارة الإنسانية، وقوة أساسية لصنع مستقبل أفضل ينعم فيه الجميع بالاستقرار والأمان، وانطلاقاً من إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن صناعة الأمل في العالم العربي تعادل صناعة الحياة، أطلق سموه في عام 2017 مبادرة صنّاع الأمل، أكبر مبادرة إنسانية ومجتمعية من نوعها تهدف إلى تكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، الذين يسعون من خلال مشاريعهم ومبادراتهم وبرامجهم وحملاتهم التطوعية، الفردية أو المؤسسية، إلى التصدي لأهم التحديات التي تواجه مجتمعاتهم، في مختلف المجالات، وإيجاد حلول لها، والعمل الحثيث من أجل الارتقاء بواقع أوطانهم، وإغاثة المنكوبين ومساعدة المحتاجين ورفع المعاناة عن الفئات الهشّة في المجتمع وتقديم الدعم للفئات المحرومة.

تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من «صنّاع الأمل» 25 فبراير


وتعكس مبادرة «صنّاع الأمل» رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الساعية إلى ترسيخ ثقافة الأمل في وطننا العربي، ونشر قيم التفاؤل والإيجابية، وتشجيع الشباب والمواطنين العرب، نساء ورجالاً، على الانخراط في صناعة الأمل والتغيير الإيجابي، ومكافحة اليأس والسلبية، وأخذ زمام المبادرة لتغيير واقعهم وتحقيق أحلامهم وبناء المستقبل الذي يتطلّعون إليه.
ونجحت المبادرة منذ إطلاقها في اجتذاب عدد كبير من المشاركات، من شباب وشابات، من مختلف أنحاء العالم العربي، لديهم مشاريع ومبادرات يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم، وعملت المبادرة على إبراز هذه الجهود والترويج لها، وتوفير كل أشكال الدعم لمساعدتهم على مواصلة عمل الخير وتطوير مشاريعهم لتحقق أهدافها.

محمد بن راشد يكرّم مجدي يعقوب


واليوم، وفيما يتم الاستعداد لتكريم الفائزين في الدورة الرابعة من «صنّاع الأمل»، خلال الحفل الختامي الذي يُنظم في «كوكا كولا أرينا»، في سيتي ووك، بدبي، يوم 25 فبراير/ شباط الجاري، يتذكر عدد من صنّاع الأمل الفائزين في الدورات الماضية لحظات تكريمهم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معتبرين هذا التكريم علامة فارقة في مسيرة عملهم الخيري والإنساني، والانتقال إلى آفاق جديدة من العطاء والطموح والتأثير وتحقيق نجاحات كبيرة في رسالتهم النبيلة للمساهمة في تغيير حياة ملايين البشر.
لحظة فريدة
ووصف العراقي هشام الذهبي، الفائز بجائزة «صنّاع الأمل» في دورتها الأولى عام 2017، تكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالحلم الذي تحقق، واللحظة الفريدة، الفارقة في مسيرة عمله الإنساني والخيري، والتي ستبقى محفورة في ذاكرته للأبد.
وأكد هشام الذهبي أن فوزه بجائزة «صنّاع الأمل» أسهم في الارتقاء بعمله الإنساني إلى آفاق جديدة، كما يروي، بكثير من السعادة، كيف غيرت الجائزة حياته، وحياة مئات الأيتام وكبار السن، ومكّنته من الإيفاء بوعد قديم قطعه على نفسه ببناء دار كبيرة لرعاية الأيتام بعد عمله لسنوات من خلال بيت مستأجر.
وأوضح الذهبي أن جائزة «صنّاع الأمل» منحته القدرة على بناء «أجمل بيت في العراق»، وإيواء 80 طفلاً دون الخامسة عشرة، و22 شاباً وهم طلاب في المرحلة الإعدادية، وفي كليات ومعاهد، إضافة إلى تقديم الخدمات لألف فتاة يتيمة، بما يتضمن الكفالات الدراسية، وجميع نفقاتهن واحتياجاتهن، كما يتكفل الآن بدراسة واحتياجات 350 طفلاً خارج الدار.
واستشهد الذهبي بإنجاز من نوع خاص حققه بعد فوزه بالجائزة، حيث استطاع افتتاح دار لكبار السن يديرها شبان سكنوا من قبل في «أجمل بيت في العراق»، وهم اليوم يسهرون على راحة المسنين من خلال فريق شكلوه تحت مسمى «جدو بخدمتك»، بهدف البحث عن الأطفال المشردين، أو كبار السن الذين بلا مأوى.
وأشار الذهبي إلى الزخم الهائل الذي أحدثه فوزه بجائزة «صنّاع الأمل»، وانتقاله من نجاح إلى آخر، والذي تمثل في افتتاح أربعة فروع للدار في مدن بابل وواسط والبصرة والموصل، ترعى نحو 750 طفلاً، كما استطاع في يونيو/ حزيران الماضي، تحقيق حلم آخر لدعم الشباب الأيتام من خلال افتتاح «باب بغداد»، وهو مشروع طموح يستقطب الآن 50 شاباً يتيماً يتولون إدارة محال للوجبات السريعة، وقد أصبح مقصداً معروفاً في العاصمة.
ولفت إلى أن جائزة «صنّاع الأمل» منحته دعماً كبيراً على جميع المستويات داخل العراق، كما عرّفت بمشاريعه الإنسانية خارج بلاده، حيث يتواصل معه كثيرون للاستفادة من خبراته الطويلة في هذا المجال، مؤكداً أن الدار التي افتتحها في بغداد بعد فوزه بالجائزة، أصبحت وجهة محببة لزوار العراق من دبلوماسيين، عرب وشخصيات عامة، وأن هذه الشهرة تحمّله مزيداً من المسؤولية للارتقاء بعمله.

  • قصص ملهمة

بدورها أكدت الكويتية معالي العسعوسي، الفائزة بجائزة «صنّاع الأمل» في عام 2017 أن تكريمها بالجائزة منحها قدرة غير محدودة على التوسع في مشاريعها الإنسانية، خاصة في الجمهورية اليمنية، والمساهمة في تغيير حياة ملايين البشر.
وعن بدايتها في عملها الإنساني قالت معالي العسعوسي: «سافرت إلى اليمن في مهمة عمل، لكنني قررت البقاء هناك والتفرغ للعمل الإنساني وصناعة الأمل، فأسست مبادرة (تمكين)، من أجل تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للفقراء، ودعمت تأسيس مشاريع تنموية غير ربحية، ثم قررت الانضمام إلى جمعية «العون المباشر» الكويتية لإدارة عمليات الجمعية الإغاثية والتنموية في اليمن».
ونفذت معالي العسعوسي 35 مشروعاً مائياً، ونظمت 50 حملة إغاثية، ووفرت 750 منحة بناء، وأكثر من 600 منحة دراسية، وساهمت في تمكين أكثر من 1000 أسرة اقتصادياً، وإجراء أكثر من 16 ألف عملية جراحية لمكافحة العمى، إضافة إلى تأهيل 40 مركزاً صحياً، وذكرت أن فكرة الجائزة بحد ذاتها، أسهمت في تغيير حياتها ونظرتها إلى طبيعة العمل التطوعي والإنساني، حيث تعرفت إلى قصص ملهمة كثيرة في العالم العربي.
وأشارت إلى أن فوزها بجائزة «صنّاع الأمل» أسهم في انتقالها إلى آفاق جديدة في الطموح وآليات العمل بعدما سلط الفوز بالجائزة الضوء على طبيعة مشاريعها وجهود فريق عملها، ما مكّنها بعد سنوات معدودة، من مضاعفة برامجها ومبادراتها عشر مرات، من خلال الدعم الهائل الذي تلقته بعد الفوز، والتعريف بمجالات عملها على أوسع نطاق.
وأعربت معالي العسعوسي عن سعادتها لاعتماد قصتها في منهاج وزارة التربية في دولة الكويت للصف الرابع الابتدائي في درس «اصنع معروفاً»، باعتبارها أول كويتية تعمل في المجال الإنساني يتم وضع قصتها في المنهاج الرسمي لوزارة التربية الكويتية.
وأكدت أن أعداد المستفيدين اليمنيين من مشاريعها في ارتفاع متزايد، وأنها وفريق عملها، تحولوا إلى موجهين ومرشدين لآخرين في العمل التطوعي، وأنه بفضل الأثر الإيجابي لجائزة «صنّاع الأمل»، تقوم الآن بتدريب وتأهيل العاملين في المجال الإنساني وجمعيات النفع العام في دول عدة، مثل اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وليبيا وتونس، وقد أنشأت موقعاً خاصاً لتسهيل الحصول على أي استشارة في العمل الإنساني وكيفية تنفيذ المشاريع المستدامة.

  • نجاحات كبيرة

من جهته، قال المهندس المصري محمود وحيد، الفائز بجائزة «صنّاع الأمل» في عام 2018، عن مبادرته الإنسانية «معانا لإنقاذ إنسان»، إن الفوز بالجائزة قاده إلى تحقيق إنجازات انعكست إيجابياً على الفئات المستهدفة بالمساعدة، حيث أبرم شراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية في بعض مشاريع مؤسسته واستقطاب داعمين جدد للمؤسسة الإنسانية، فضلاً عن المساعدة الكبيرة التي حظي بها عمله من قبل وسائل الإعلام، ما أسهم في حشد الجهود للارتقاء بعمله في أعقاب فوزه بالجائزة.
«معانا لإنقاذ إنسان»، هي أول مؤسسه أهلية في مصر لرعاية الأشخاص الذين لا مسكن لهم - حسبما ذكر محمود وحيد - ربما لم تكن أكبر من حيث الإمكانات، من عشرات أو حتى مئات المؤسسات الإنسانية وقتها، لكن الفوز بالجائزة منحها آفاقاً بلا حدود، وطموحاً هائلاً في تحقيق نتائج ونجاحات كبيرة في مهمتها خاصة مساعدة كبار السن، ومعالجتهم، وتوفير الرعاية لهم.
وأكد محمود وحيد أن فوزه بالجائزة كان علامة فارقة في فعالية وتوسع مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، حيث كان لها فرعان قبل خمسة أعوام، والآن تمارس عملها وتؤدي رسالتها من خلال خمسة فروع، مشيراً إلى أنه يمتلك خططاً طموحة للتوسع في أعمال المؤسسة في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية.
ودعا كل شخص إلى استكشاف قدراته في صناعة الأمل، وإنمائها، واستثمار الدعم الهائل الذي توفره «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ممثلة في مبادرة «صنّاع الأمل»، باعتبارها مظلة رائدة ترعى وتدعم ازدهار صنّاعة الأمل في العالم العربي.

  • انطلاقة جديدة

وأكد السعودي علي الغامدي «أبو الأيتام»، أن تكريمه في الدورة الثالثة من «صنّاع الأمل» في
عام 2020 مثل انطلاقة جديدة في عمله الإنساني ورسالته النبيلة في كفالة ورعاية الأيتام، عبر مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لنحو 20 عاماً، وتركت أثراً إيجابياً لا ينمحي في حياة آلاف الأطفال وسط الأرياف الفقيرة، لقارتي آسيا وإفريقيا، بعد أن نذر وقته وماله الخاص لإنقاذهم من المعاناة، وإعادة البسمة إلى وجوههم وغرس الأمل في نفوسهم، ما منحه سكينة روحية عميقة، وقدرة على مواصلة العمل ومضاعفة أعداد المستفيدين من مشاريعه خاصة في قارة إفريقيا.
واعتبر أن ما تقوم به مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ممثلة في مبادرة «صنّاع الأمل» يمثل فرصة ذهبية لصاحب كل فكرة، أو مشروع إنساني وخيري، للاستفادة من السخاء المادي والمعنوي الذي تتيحه مبادرة «صنّاع الأمل»، وتشجيعها الدائم لكل أصحاب المبادرات الخيرة، ما أدى إلى إحداث حراك واسع في العمل الإنساني، وترسيخ ثقافة العطاء والتسابق على صناعة الأمل لتغيير حياة الأفراد والمجتمعات نحو الأفضل.
وذكر علي الغامدي أن فوزه بالجائزة مكّنه من توسيع طموحاته ودائرة أعماله في القارة الإفريقية، وتأسيس منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم ومساعدة المحتاجين (YOUTH CARE GROUP NETWORK INTERNATIONAL ) مقرها أوغندا، وتمارس أعمالها في بلدان إفريقية عدة، واستطاع بعد تكريمه في عام 2020 بناء مزيد من المدارس مثل «السلام 1» و«السلام 2» في أوغندا، إضافة إلى مساكن ومساجد ومحال تجارية لدعم الأسر المحتاجة والأيتام، كما أطلق أواخر عام 2022 مشروع «السياحة التطوعية»، الذي يستقطب طلبة من الجامعات السعودية، وكذلك برنامج «إنسانيون» برعاية ثلاث شركات من المملكة العربية السعودية، لدعم مشروع السياحة التطوعية الذي يشمل دولتي كينيا وأوغندا.
وأضاف: «الجائزة جعلتني أتحول من متعاطف مع الأيتام وقضية رعايتهم، إلى شخصية تعرف كيف تبني اليتيم، وذلك لا يكون إلا بالتعليم، ثم التعليم ثم التعليم، وبعد ذلك الرعاية من الأسرة البديلة.. وقبل الجائزة كنت أفكر في رعاية الأيتام، وبعد الجائزة أفكر في كيفية بناء مستقبل حقيقي للأيتام».
وأشار الغامدي إلى إنشاء أربع دور للأيتام ومسجدين في كينيا، إضافة إلى مشاريع السقيا في ثلاث دول أفريقية، هي تشاد وكينيا وأوغندا.
وتذكّر الغامدي خطواته الأولى في كفالة الأيتام في قارّتي آسيا وإفريقيا، والتحديات التي واجهته لتوفير شيء من المال، في رحلته لصناعة الأمل التي قادته إلى أماكن نائية فقيرة في 28 دولة إفريقية، وتمكنه من كفالة أكثر من 7000 يتيم، ودعم 21 داراً للأيتام، وافتتاح 3 مدارس منحت 1200 يتيم فرصة التعليم وإثبات الذات، وقد أصبح عدد من أولئك الأيتام أطباء يقدمون الرعاية للآخرين، ما يعتبره الغامدي إنجازاً فريداً لما له من معانٍ عميقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n7h2ced

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"