بقلم: سوهام شوكشي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة شيبسي
يمثل قطاع الخدمات اللوجستية حجر الزاوية للنمو المستدام، حيث يسهم بالربط بين الدول بسلاسة ويدعم النشاط الاقتصادي. كما تقوم الخدمات اللوجستية بدور هام في الشرق الأوسط، للتواصل مع العالم والتوسع الاقتصادي. ولكن في ظل التعقيدات التي تشهدها المنطقة حالياً نتيجة حالة الغموض الجيوسياسي، لا يقتصر دور التكنولوجيا على تسهيل التواصل فحسب؛ بل يحتم عليها أن تصبح قوة تغيير تعيد تشكيل الساحة اللوجستية.
تسهم الابتكارات التكنولوجية في تحسين سلاسل التوريد، بما يضمن تحقيق المزيد المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات غير المسبوقة. حيث ظهرت تقنية التتبع في الوقت الفعلي كعامل حاسم سيسهم تغيير قواعد اللعبة، من خلال توفير قدرة غير مسبوقة على مراقبة حركة البضائع عبر سلسلة التوريد. تتيح هذه الشفافية للمتخصصين في الخدمات اللوجستية اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، مما يقلل من التأخير ويعزز رضا العملاء.
تحدث الأتمتة نقلة نوعية في الكفاءة من خلال تبسيط مهام مثل التعامل مع الطلبات وإدارة المخزون. كما تمكّن التحليلات المستقبلية، المدعومة بالمعالجة الآلية للبيانات، من اتخاذ تدابير استباقية لتوقع تقلبات الطلب والتخفيف من الأعطال.
تشكل الاضطرابات الجيوسياسية تهديداً كبيراً لسلاسل التوريد العالمية. ولهذا أنظمة المراقبة المباشرة والمستقبلية كنظم إنذار مبكر، تساعد على الاستجابة السريعة في حالات حدوث الأعطال. تسهل المراقبة المستندة إلى البيانات تنويع الموردين وتقليل نقاط الضعف وضمان استمرارية الأعمال.
تعد التقنيات الناشئة بإحداث تحول جذري في الخدمات اللوجستية. حيث تعمل تقنية البلوك تشين على تعزيز إمكانية التتبع وتقليل الاحتيال، بينما يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين المسارات وتوقع الأعطال. كما يوفر إنترنت الأشياء بيانات مباشرة، مما يسهم في توضيح الصورة ويسهل اتخاذ القرارات الاستباقية. كما تسهم الطائرات المسيرة آلياً والمركبات ذاتية القيادة في وضع تعريف جديد لخدمة التوصيل في الميل الأخير، بما يسهم في جعلها أسرع وأكثر كفاءة وصديقة للبيئة.
تبرز الاستدامة كاتجاه رئيسي، مع اكتساب الخدمات اللوجستية الخضراء مكانة بارزة. كما يجب على الشركات الاستثمار في التكنولوجيا لمواكبة التطورات والابتكارات المستمرة التي يشهدها قطاع الخدمات اللوجستية.
تشكل التكنولوجيا ركيزة أساسية للخدمات اللوجستية الحديثة، تضمن تحقيق المرونة والكفاءة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية. كما تعد مواكبة الابتكار أمراً بالغ الأهمية لبناء نظام بيئي لوجستي قوي وقابل للتكيف في عصر يشوبه الكثير من الغموض.
