إيمان الهاشمي
تكمن أهمية الكلمة في محتواها سواء بالخير أو بالشر، باعتبارها أهم وأقدم وسيلة لتبادل الثقافات بين البشر، فالكلمات بأي لغة بشرية لا بد أن يقابلها وزن نغمةٍ معينة، تستطيع الأذن من خلالها أن تحدد نوع اللهجة واللكنة المعنية، بل أيضاً أن تميز موقعها الجغرافي وتاريخها منذ نشأتها، فتدرك أصولها من صوت مخارج الحروف دون الحاجة إلى فهمها أو قراءتها.
وهنا نتأكد أن كل جملة لغوية يجب أن تقابلها جملة موسيقية، خاصة إن كانت «مقفية»، أي سجعية أو نثرية أو شعرية، لتهيئ الجو المناسب والاستعداد النفسي للمستمع، في تقبُّل المعاني والفكرة المراد توصيلها دون أن يمتنع، وبالتالي فإن الموشحات بكل صورها الفنية تقوم بدور عظيم في تكوين الذائقة الفردية، ما يساهم في تطوير الذوق العام، وتحسين بنية المجتمعات بشكلٍ عام.
يرى الباحثون أن الإنصات الفعّال والتمعن الدقيق في الموشحة بالصورة الكاملة يهذبان النفس البشرية، ويقوّمان السلوكيات السلبية، وينميان الأخلاق الفاضلة، فكلما ساد المجتمع الفن الرفيع ازداد فيه الرقي والأسلوب البديع، طبعاً مع مراعاة مفردات الكلمات التي تتألف منها القصيدة المُغناة، بما تعكسه من جمال الأهداف السامية والأفكار الإيجابية المتبناة، وبالطبع في سبيل خدمة الإنسانية.
@Eman_Alhashimi13
