عادي

زيلينسكي يحذر من خطر الخطاب المؤيد لروسيا على الاتحاد الأوروبي

20:24 مساء
قراءة 3 دقائق
زيلينسكي بعد خطابه في البرلمان الألماني (أ ب)

برلين-أ ف ب

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء من أن الخطاب المؤيد لروسيا يمثل خطراً متزايداً لبلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك في مستهل جولة دبلوماسية لحشد الدعم لمعركة كييف ضد موسكو.

وفي مؤشر على الرياح المعاكسة التي تواجهها كييف في الحصول على الدعم، قاطع نواب من حزبي اليمين المتشدد الألماني «البديل من أجل ألمانيا» واليسار المتشدد «تحالف سارة فاجنكنشت» خطاب زيلينسكي أمام البرلمان. وحقق الحزبان مكاسب كبيرة في الانتخابات الأوروبية الأحد، إذ تفوق «البديل من أجل ألمانيا» على جميع الأحزاب الثلاثة المنضوية في ائتلاف المستشار أولاف شولتس، بينما حصل «تحالف سارة فاجنكنشت»، الجديد على الساحة والذي ركز حملته على معارضة تسليم الأسلحة لأوكرانيا، على أكثر من ستة في المئة من الأصوات. وحذر زيلينسكي من أن موقف الأحزاب المؤيدة للكرملين يمثل تهديداً يتجاوز حدود أوكرانيا. وقال «يبدو لي أن الأهم هو أن الناس لم يختاروا الخطاب الشعبوي المؤيد لروسيا. لكن الخطاب الراديكالي المؤيد لروسيا خطر بالنسبة لبلدانكم». وأفاد الرئيسان المشاركان ل«البديل من أجل ألمانيا» بأن الحزب «يرفض الاستماع إلى متحدث يرتدي بزات عسكرية». وأكد تينو شروبالا وأليس فيدل أن «أوكرانيا لا تحتاج إلى رئيس حرب الآن. تحتاج إلى رئيس سلام مستعد للتفاوض»، مضيفين أن نواب «البديل من أجل ألمانيا» قرروا بالتالي ترك مقاعدهم فارغة في البوندستاغ (مجلس النواب) الثلاثاء. وأثارت المكاسب التي حققها اليمين المتشدد ليس في ألمانيا فحسب، بل في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، مخاوف حيال مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.

  • «سلام مفروض»

وقبيل مؤتمر للسلام في أوكرانيا ستستضيفه سويسرا ولم تدعَ روسيا إليه، تؤكد أحزاب مثل «البديل من أجل ألمانيا» رسالة مفادها أن استراتيجية الغرب الحالية القائمة على تسليح أوكرانيا لن تؤدي إلى وضع حد للقتال. لكن شولتس تعهد أثناء مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في برلين عدم التراجع عن دعم كييف. وحض حلفاء بلاده على المسارعة في تقديم أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا لمساعدتها على التصدي للصواريخ الروسية، وشدد على أنه لن يُسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتصار في الحرب.

وقال «لن يكون هناك انتصار عسكري ولا سلام مفروض»، مضيفاً أن على بوتين أن «يضع حداً لحملته الوحشية ويسحب قواته». وطلب زيلينسكي أيضاً الحصول على مساعدات. وقال إن «ميزة روسيا الاستراتيجية الأهم على أوكرانيا هي تفوقها في الجو. إنه إرهاب الصواريخ والقنابل الذي يساعد القوات الروسية على التقدم ميدانياً»، مضيفاً أن «الدفاع الجوي هو الحل».

وقد أرسلت ألمانيا ثلاثة أنظمة دفاع جوي إلى كييف، بينما أفاد زيلينسكي بأن أوكرانيا بحاجة إلى سبعة منها لحماية مراكزها الحضرية من وابل الصواريخ الروسية. وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الضربات الجوية الروسية دمرت حتى الآن نصف الطاقة الإنتاجية للكهرباء في بلاده منذ الشتاء.

  • «هجمات جوية»

بعد جمود استمر نحو عام، أُجبرت أوكرانيا على التخلي عن عشرات القرى الواقعة على خط الجبهة هذا الربيع نظراً إلى تفوق الجيش الروسي لجهة القوات والموارد بفارق كبير. وأعلنت روسيا الثلاثاء السيطرة على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا هما تيمكوفكا في منطقة خاركيف (شمال شرق) ومياسوخاريفكا في منطقة لوغانسك (شرق) التي استخدمت موسكو اسمها الروسي أرتيموفكا.

في الأثناء، أفاد مدعون عامون أوكرانيون في المنطقة الصناعية التي أعلن الكرملين ضمها أواخر العام 2022 بأن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح في ضربة روسية ليلية استهدفت بلدة كوستيانتينيفكا الواقعة على خط الجبهة. وفي وقت باتت الحرب عند منعطف خطر، يكثف زيلينسكي تحركه الدبلوماسي سعياً للحصول على الدعم.

وبعد برلين، يتوجه للمشاركة في قمة مجموعة السبع في جنوب إيطاليا. لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتغيب عن القمة ليوفد مكانه نائبته كامالا هاريس، في ضربة دبلوماسية لكييف. ويأمل قادة مجموعة السبع التوصل إلى اتفاق على استخدام الأرباح من الفوائد المترتبة على أصول مجمدة تابعة للبنك المركزي الروسي بقيمة 325 مليار دولار لدعم كييف.

  • «قمة السلام في سويسرا»

وبعد اجتماع مجموعة السبع، ينتقل زيلينسكي إلى سويسرا من أجل قمة للسلام اعتباراً من السبت، سيحضرها ممثلون عن حوالي 90 دولة ومنظمة دولية. وما زالت نتيجة القمة التي تم تنظيمها بطلب من أوكرانيا غير مؤكدة، رغم أن سويسرا تأمل أن تخرج ببيان ختامي مشترك. لكن الكرملين أكد مراراً بأنه لن يشارك في أي مفاوضات ما لم تقبل كييف بضم موسكو لحوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، وهي المساحة التي تحتلها روسيا حالياً. كذلك، ستتغيب الصين، حليفة موسكو الأبرز، عن المؤتمر رغم الجهود الدبلوماسية الرامية لإقناعها بالمشاركة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2cs6yc3j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"