لن تصمت كامالا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

انتظرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تواريه عن المشهد الانتخابي لتعبّر عما يصفه البعض بتغير محتمل في سياسة بلادها تجاه الحرب في غزة يفضي في النهاية إلى وقف المأساة التي يعيشها القطاع وأهله منذ أزيد من تسعة أشهر، ولا شك في أن السياسة الأمريكية من أسباب تفاقمها.

رغم الحفاوة الأمريكية ببنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في واشنطن إلى حد اعتبره البعض تشجيعاً على المضي في حربه على غزة، قالت كامالا هاريس إنها ضغطت عليه في لقائهما ليضع حداً لما أسفرت عنه من وضع كارثي في القطاع المدمر والمحاصر.

أكثر ما يلفت في تصريحات كمالا هاريس وعدها أمام الصحفيين: «لن أصمت»، وهو وعد لا أمد زمنياً للوفاء به. هل تنتظر دخول البيت الأبيض رئيسة في يناير/ المقبل لتترجم ما أشيع أنه تغير في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة، أم بوسعها أن تتحرك من الآن لتواصل ضغوطها التي أعلنت عنها على نتنياهو انتهاء بقبوله صفقة تبادل الأسرى مع «حماس» ووقف الحرب؟ ربما يكون الأمر كله مناورة من كامالا هاريس تستهدف بها أولاً ادعاء قوة تمحو صورة الهزال السياسي والعقلي التي تلخص أداء جو بايدن، أخرجته، راضياً أو مضطراً، من حسابات الحزب الديمقراطي في الانتخابات المرتقبة. وقد يكون فيما قالت مغازلة للعرب والمسلمين الأمريكيين المنتظر تصويتهم ضد الحزب بناء على موقف إدارة بادين من الحرب على غزة، ولا تزال كمالا هاريس تحتفظ فيها بمنصب نائب الرئيس.

صحيح أن للمسؤولة الأمريكية دعوة قبل شهور إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي «المعاناة الهائلة»، بل إنها انتقدت إسرائيل بسبب عدم وصول المساعدات الكافية إلى غزة، غير أنها لم تبد معارضة للرئيس جو بايدن وزملائها في الإدارة الأمريكية الذين أصروا شهوراً على تحركات وتصريحات تدعم نتنياهو حتى انتهى الأمر إلى تدمير القطاع وامتلائه ب «الأطفال القتلى» و«الأشخاص اليائسين والجياع الذين يفرّون بحثاً عن الأمان».

وهي تتهيأ لاقتناص فرصة الدخول إلى البيت الأبيض، انتبهت كامالا هاريس إلى «حجم المعاناة البشرية في غزة، بما في ذلك مقتل عدد هائل من المدنيين الأبرياء».

طبعاً، كل ما تريده كامالا هاريس اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم ويضع نهاية دائمة للحرب، كما قال البيت الأبيض. وهذا ما تسعى إليه أطراف متعددة منذ بدأت، لكن غايات المرشحة المحتملة قد لا تقف عند إنهاء المأساة التي تقلقها الآن، فهي تريد استباق اختيار الحزب الديمقراطي رسمياً له منافسة لدونالد ترامب بإنجاز عجز عن بلوغه جو بايدن، أو تتقاسمه معه شكراً له على تنحيه ودفعها إلى صدارة المشهد.

وسواء صمتت كامالا هاريس أو نطقت بما يخدم حملتها، وبغض النظر عن أي تطور في ملف غزة، فإن ما بين إسرائيل وأمريكا تكثّف مجدداً في زيارة نتيناهو، ولا أمل كبيراً في أي موقف أمريكي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4kc4tn5z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"