الوظائف الخضراء

الوظائف هي الركيزة الأساسية للاقتصادات والمجتمعات، فهي تمثل الأنشطة التي يقوم بها الأفراد لكسب لقمة العيش وتلبية احتياجاتهم، وتتنوع الوظائف بشكل كبير، وتلعب دوراً حيوياً في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مُستوى المعيشة، وهي وسيلة لتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتحقيق الذات وبناء الهوية الشخصية، والمُساهمة في تطور المجتمع.
وتلعب الوظائف الخضراء في الدولة دوراً مهماً، حيث تبلغ حصتها حوالي (12%) من إجمالي وظائف سوق العمل الإماراتي، مما يشير إلى أن الإمارات تواصل نهجها الشامل في توفير الوظائف الخضراء على جميع المستويات وفي القطاعات كافة، بما يعزز جهودها الحثيثة للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر وبناء مُستقبل واعد لأجيالها.
وحسب برنامج الأمم المُتحدة فإنّ الوظائف الخضراء هي الوظائف التي تُسهم في تقليل استهلاك الطاقة والمواد الخام، وفي الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل النفايات والتلوث وحماية النظم الإيكولوجية واستعادتها، وتمكين الشركات والمُجتمعات من التكيف مع تغير المناخ.
ويعدّ ازدهار سوق الوظائف الخضراء من الأركان الرئيسية في نجاح مهمة العالم في الانتقال والتحول نحو الطاقة المتجددة ومواجهة آثار وتداعيات التغير المناخي، كما يبدو أن الاستجابة لهذا المطلب الأساسي تسير على الطريق الصحيح، وتتركز الوظائف الخضراء في سوق العمل الإماراتي في خمسة قطاعات رئيسية هي: التصنيع والإنشاءات، والأنشطة العلمية والمهنية، والمعلومات والاتصالات، وأنشطة الصّرف الصحي، وإدارة النفايات ومعالجتها.
ونجحت دولتنا خلال السنوات الماضية في ترسيخ مكانتها العالمية كعلامة بارزة في تطوير الأنظمة والاستراتيجيات المُتعلقة بالاقتصاد الأخضر، وتتضمن الأجندة الوطنية الخضراء 2030 خطة طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وجعل اقتصادها أكثر صداقةً للبيئة، حيث ستعمل الأجندة على تنفيذ ومُتابعة المبادرات والمشاريع لتحقيق أبرز المنافع المُتوقعة عند التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وتتضمن الأجندة خمسة أهداف استراتيجية، هي: الاقتصاد المعرفي التنافسي والتطوير الاجتماعي ونوعية الحياة والبيئة المُستدامة وقيمة الموارد الطبيعية والطاقة النظيفة والتكيف مع التغير المناخي والحياة الخضراء والاستخدام المُستدام للموارد.
وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة برنامج الوظائف الخضراء على مستوى الدولة تماشياً مع السياسات والمُبادرات المحلية بشأن التعليم المهني والتدريب المهني، ووفقاً لأفضل المُمارسات الدولية لتعزيز الوظائف الخضراء في الدولة.
وأخيراً ستبقى بوصلة الوظائف الخضراء تتحرك في كافة الاتجاهات لتستقر على وجهتها الصحيحة، لتشير إلى الاختيار الأمثل لتحقيق ما ينفع البشرية جمعاء، ويحقق ما تصبو إليه، ليتحقق التكامل بين معيشة الأجيال الحالية وما ستعاصره الأجيال القادمة، لنصل في نهاية المطاف إلى دروب الحداثة.
[email protected]