عادي

صندوق النقد: الجائحة تهدد بتوسعة الفجوة بين الجنسين وإهدار جهود 30 عاماً

01:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

دبي: عبير أبو شمالة

حذرت كريستالينا جورجيفا المدير العام لصندوق النقد الدولي من تبعات الجائحة على جهود تمكين المرأة وتعزيز فرصها الاقتصادية، وقالت في تقرير، إن الجائحة تهدد بتوسعة الفجوة بين الجنسين وإهدار الجهود على هذا المستوى على مدى الثلاثين عاماً الماضية، وما تم إحرازه من مكاسب وتطورات.
وأكدت أهمية تبني واعتماد سياسات تعاف اقتصادي فعالة في المرحلة المقبلة، لتخفيف الانعكاسات السلبية للأزمة على المرأة ومنع من الانتكاسات على مستوى المساواة بين الجنسين، قائلة، إن ما يصب في صالح المرأة من المؤكد يصب في صالح مواجهة الفجوة في المداخيل والنمو الاقتصادي والصمود.
ولفتت في التقرير الذي شاركها في إعداده الخبراء الاقتصاديون في الصندوق ستيفانيو فابريزيو وتشينج هون ليم ومارينا إم تافاريس إلى أن المرأة تأثرت بالجائحة لعدد من الأسباب أهمها أن المرأة تعمل أكثر من الرجل في قطاعات ذات طبيعة حضور اجتماعي أعلى مثل القطاعات الخدمية كالتجزئة والسياحة والضيافة التي تتطلب التعامل المباشر مع العملاء، ومن المعروف أن هذه القطاعات كانت الأكثر تضرراً جراء الجائحة وما فرضته من تدابير تباعد اجتماعي.
وبحسب البيانات زادت مستويات البطالة بين النساء في الولايات المتحدة بفارق 2% عن البطالة بين الرجال خلال الفترة من إبريل إلى يونيو 2020. وقالت جورجيفا إنه وبالنظر لطبيعة عملهن فلم يكن العمل عن بعد خياراً متاحاً للعديد من النساء، ففي الولايات المتحدة حوالي 54% من النساء العاملات لم تتح لهن فرصة العمل عن بعد، ووصلت النسبة إلى 67% في البرازيل. أما على مستوى الدول منخفضة الدخل لم تزد نسبة من تمكنوا من العمل عن بعد على مستوى السكان بصفة عامة عن 12%.
ومن جهة أخرى فإن نسبة انخراط النساء في العمل ضمن الاقتصاد غير الرسمي أعلى من الرجال في الدول منخفضة الدخل، ما يعني حصولها على أجر منخفض مع عدم خضوعها لحماية قوانين العمل، وعدم وجود مزايا مثل المعاشات التقاعدية والتأمين الصحي. وقالت، إن حياة العاملين في الاقتصاد غير الرسمي تضررت إلى حد كبير جراء الجائحة وتبعاتها، ففي كولومبيا على سبيل المثال ارتفع مستوى الفقر بين النساء بنسبة 3.3% نتيجة إغلاق الأنشطة الاقتصادية. وتقدر الأمم المتحدة أن الجائحة سوف تزيد أعداد الفقراء في أمريكا اللاتينية والكاريبي بإضافة 15.9 مليون شخص، ليصل إجمالي عدد الفقراء إلى 214 مليون غالبيتهم من النساء والأطفال.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى تأثر المرأة بصورة أكبر جراء تبعات الجائحة قيامها في الأغلب بأعمال منزلية لا تتقاضى مقابلها أجراً بصورة أعلى من الرجال، إذ تشير التقديرات إلى أن هذه الأعمال تستغرق نحو 2.7 ساعة في اليوم، كما أنها تحمل على عاتقها مسؤولية رعاية الأسرة التي زادت نتيجة تدابير إغلاق المدارس وخدمات رعاية المسنين.
ولفتت إلى أن عودة المرأة إلى العمل بدوام كامل بعد فتح الاقتصاد ستكون أبطأ مقارنة بالرجل ففي كندا أظهر تقرير العمل لشهر مايو أن نسبة التوظف للنساء زادت بحوالي 1.1% مقابل 2.45 للرجال، مع استمرار متطلبات رعاية الأطفال. وعلاوة على ذلك وعلى مستوى الأسر التي لديها على الأقل طفل واحد بعمر أقل من 6 سنوات، فمن المرجح وبفارق ثلاثة أضعاف أن يعود الرجل للعمل وليس المرأة.
وقالت جورجيفا، إن الجائحة تمثل تهديداً لمشاركة المرأة كجزء من الثروة البشرية ففي العديد من الدول تجبر الفتيات الصغيرات على ترك الدراسة والعمل لدعم أسرهن، فوفقاً لتقرير من صندوق «ملالا» ارتفعت نسبة الفتيات اللاتي يتركن الدراسة في ليبريا إلى ثلاثة
أضعاف مستوياتها قبل أزمة وباء إيبولا، كما كانت فرص الفتيات في العودة إلى مقاعد الدراسة أقل بحوالي 25% مقارنة بالأولاد في غينيا. وأظهرت البيانات الحديثة في الهند أن عدد الفتيات اللاتي تم تزوجيهن لتأمين مستقبلهن ارتفعت بحوالي 30% منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وطالبت الحكومات باتخاذ التدابير اللازمة للتقليص انعكاسات الأزمة على المرأة بما في ذلك توفير الدعم المباشر للأقل حظاً في المجتمع، والحفاظ على فرص العمل وتوفير المحفزات بما يساعد على موازنة العمل والمسؤوليات الأسرية، إضافة إلى توفير المجال للحصول على الخدمات الصحية والتخطيط الأسري، وتوسعة نطاق الدعم الممنوح للشركات الصغيرة. وقالت إن رفع المعوقات القانونية ضد تمكين المرأة يعد أيضاً من الأولويات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"