بدأ أصحاب العمل يعيدون التفكير في استراتيجيات التعويض والدفعات الخاصة بهم، استجابة للعصر الجديد للعمل عن بعد.
وأصبح قرار «ريديت»، موقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي الأحدث، ضمن سلسلة من شركات «وداي السيليكون» التي تتخذ موقفاً حاسماً بشأن قضية الرواتب والأجور، وإعادة تعريف أرباح العمال عن بعد، حيث أعلنت الشركة أنها لن تخفض رواتب موظفيها الأمريكيين البالغ عددهم 600 موظف، بغض النظر عن المكان الذي يختارون العيش فيه في البلد.
تتناقض الرواية مع قرارات «فيسبوك» و«تويتر»، حين أعلنتا أنهما ستخفضان رواتب الموظفين الذين يختارون الانتقال والعيش بعيداً عن مكاتبهم الرئيسية في منطقة خليج سان فرانسيسكو باهظة الثمن.
وقالت منصة المدفوعات الإلكترونية «سترايب»، إنها ستقدم للموظفين منحاً بـ20 ألف دولار لتغطية تكاليف الانتقال لمكان آخر، لكنها بالمقابل ستخفض الأجور بنسبة 10%.
في الوقت نفسه، ذكرت شركة «في إم وير» المتخصصة في برمجيات الحوسبة السحابية، أنها قد تخفض رواتب الموظفين الذين غيروا أماكن سكنهم بنسبة تصل إلى 18%.
أثار ذلك جدلاً حول ما إذا كانت هذه التحركات أو التنقلات ستشكل سابقة لكيفية تحديد الرواتب في المستقبل، وماذا يمكن أن يعني ذلك للموظفين الذين يعملون في صناعات ومواقع مختلفة.
قال ديفيد لويس الرئيس التنفيذي لشركة «أوبريشنز» الاستشارية للموارد البشرية، لقد غير فيروس كورونا قواعد اللعبة في مكان العمل. وباتت القدرة على العمل من المنزل قضية تنافسية ضخمة، والتعويض سيكون جزءاً من هذه القضية.
قد تكون هذه أنباء سيئة للعاملين في مجال التكنولوجيا. ففي استطلاع حديث شمل أكثر من ألفي متخصص تقني، قال 53% إنهم سينتقلون إلى مدينة منخفضة التكاليف إذا أصبحت سياسات العمل من المنزل دائمة، لكن الأغلبية أو 56%، قالوا إنهم لن يقبلوا بخفض أجورهم مقابل الانتقال.
لطالما اشتهرت صناعة التكنولوجيا بقدرتها على جذب أفضل المواهب من خلال حزم رواتب سخية ومزايا رفيعة، لكن هذا قد يتغير لأن أصحاب العمل اليوم يفكرون في إضفاء الطابع المحلي على الأجور وربطها بمكان إقامة الموظفين.
بالمقابل، قد يستفيدون من مجموعة مواهب أكثر ثراء، حيث تدرك الشركات الآن، أنه من خلال القدرات التكنولوجية الجديدة والهياكل الصحيحة القائمة، يمكنها التوظيف من أي مكان دون الحاجة إلى التنقل الجغرافي.
سواء كان الموظف يعمل من المنزل أو المكتب، أو ما إذا كان يعمل في المدينة أو الريف، يجب على المؤسسات أن تسعى جاهدة لمكافأة أصحاب الأداء العالي بناء على مساهماتهم، أو المخاطرة بفقدان هؤلاء الموظفين.
«سي إن بي سي»
