عادي

«كورونا» يخنق احتفالات العالم بالعام الجديد

12:25 مساء
قراءة 4 دقائق
كورونا

نيويورك-أ.ف.ب

ألقى وباء «كورونا» بظلاله على احتفالات السنة الميلادية الجديدة 2021. فإضافة إلى فتكه بالبشر، فإنه تسلل أيضاً للمس بسعادة الناس عبر خنق التحركات، وتقليص الاحتفالات، وذلك ضمن إجراءات احترازية اتخذتها الدول لحصر الوباء الخبيث.
حضور قليل جداً في تايمز سكوير في نيويورك، وشواطئ شبه خالية في ريو دي جانيرو، وجادة الشانزيليزيه في باريس مقفرة، هكذا دخل العالم الجمعة العام 2021 في ظل انتشار فيروس «كورنا» الذي تسبب بوفاة أكثر من 1,8 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.
وأرغمت الموجات الجديدة من انتشار الوباء مليارات الأشخاص على الاحتفال برأس السنة في المنازل ومتابعة الاحتفالات افتراضياً بعد أشهر من القيود المشددة أو حتى إجراءات العزل.
في سيدني، احتفلت أكبر مدن أستراليا بعرض الألعاب النارية عند الساعة 13,00 ت غ، فوق الخليج لكن في غياب كامل للمتفرجين بعد رصد بؤرة إصابات في شمال المدينة من نحو 150 إصابة جديدة.

«سأعيش»

 في نيويورك، أغلق حي مانهاتن وتم تشجيع المحتفلين على متابعة العدّ التنازلي المتلفز من المنازل والعروض الغنائية التي قدمتها المغنيتان جنيفير لوبيز وجلوريا جاينور مع تأدية أغنيتها الديسكو الشهيرة «آي ويل سرفايف» (سأعيش).
في تايمز سكوير التي تغص عادة بالمحتفلين باستقبال العام الجديد تم استبدال الحشود هذه السنة بمجموعة من العاملين في الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء وتم فصلهم بحواجز لفرض التباعد الاجتماعي.
وقالت الممثلة جوردان مان البالغة من العمر 31 عاماً والتي أمضت سهرتها في المنزل، «لا يمكن أن يكون الأمر أسوأ من السنة الماضية، آمل فعلاً أن يتحلى قادة البلاد بحكمة أكبر (في عام 2021) وأن يكونوا قادرين على مساعدتنا».
وتحدث رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو عن 2020 على أنها «السنة الأقسى بدون شك في تاريخ نيويورك»، قائلاً: «في كانون الثاني/يناير سنقوم بتلقيح مليون نيويوركي».
والولايات المتحدة هي أكثر دول العالم تضرراً من الجائحة. لكن الرئيس المنتخب جو بايدن الذي يتولى مهامه في كانون الثاني/يناير، عبر عن تفاؤله في مقابلة مسجلة مع شبكة «اي بي سي» قبل حلول رأس السنة.
وقال «يمكن لأمريكا أن تقوم بكل شيء وأنا واثق تماما بأننا سنعود وسنعود أقوى مما كنا عليه سابقا». وأشاد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على «تويتر» بأن الولايات المتحدة «أنهت العام بأعلى سوق مالية في التاريخ».
في البرازيل، ثاني دولة أكثر تضرراً بالوباء في العالم، ألغيت الاحتفالات هذه السنة في ريو دي جانيرو التي تنظم عادة أحد أكبر الاحتفالات برأس السنة في العالم. وكان شاطئ كوباكابانا الشهير خالياً تقريبا عند منتصف الليل، حيث قامت الشرطة بإبعاد المحتفلين.
لكن على الجانب الآخر من المدينة، أضاء برازيليون السماء بالمفرقعات ورددوا «بولسونارو ارحل» من منازلهم في ريو وساو باولو، أكبر مدينتين في البرازيل، احتجاجاً على إدارة الرئيس اليميني المتشدد جايير بولوسونارو لأزمة الوباء التي اعتبروها كارثية.
في الصين، احتفل الآلاف من سكان ووهان بوصول العالم الجديد، بعد سنة تماماً على إبلاغ منظمة الصحة العالمية بظهور أول حالات فيروس «كورونا» المستجد في هذه المدينة التي تعد 11 مليون نسمة. وقالت إحدى سكان ووهان تدعى شو دو «إنه أمر لن نتمكن من نسيانه أبداً». وأضافت: «لقد بقينا في العزل لأشهر، لكننا تمكنا من النجاة».
وفي تمنياته بحلول العام الجديد، أكد الرئيس الصيني شي جينبينج، الخميس، أنهم كتبوا «ملحمة» في معركتهم ضد الوباء.
وفي هونج كونج ورغم القيود، غامر البعض بالخروج للاحتفال ببداية عام 2021 وتجمعوا قرب الواجهة المائية لميناء فيكتوريا لالتقاط صور ذاتية (سيلفي).
في روسيا، اعترف الرئيس فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه لمناسبة العام الجديد بأن الموجة الثانية من الوباء تضرب البلاد بشدة. وقال: «للأسف، لم نقض على الوباء بالكامل بعد. تستمر المعركة بلا هوادة».
وعلى ضفاف بحيرة بايكال في سيبيريا حيث تصل درجات الحرارة إلى -35 درجة مئوية، شارك حوالي 12 روسيّاً في غطسة الجليد عشية العام الجديد.
وفي طوكيو حيث يواجه السكان احتمال فرض حالة طوارئ بعد تسجيل 1300 إصابة بفيروس «كورونا» في الـ 24 ساعة الماضية، اصطف الأشخاص في طوابير واضعين كمامات لأداء صلاة العام الجديد.

 صفحة جديدة لبريطانيا

وحضت الحكومة البريطانية المواطنين على البقاء في منازلهم لتجنب انتشار الفيروس مع شعار: «تصرفوا كما وكأنه لديكم» الفيروس.
في لندن التي تعاني أسوأ الأضرار، أحيت المغنية ومؤلفة الأغاني الأمريكية باتي سميث البالغة 74 عاماً، حلول العام الجديد بتكريم عمال الخدمات الصحية الوطنية الذين قضوا بوباء «كوفيد-19»، في عرض بث على شاشة في ساحة بيكاديلي وبالبث التدفقي على «يوتيوب».
وبعد نصف قرن من الاندماج ضمن الاتحاد الأوروبي، وعند الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت جرينيتش (منتصف ليل الخميس الجمعة في بروكسل) وعلى وقع ساعة بيج بن، أصبح «بريكست» واقعاً بمفعول كامل لتفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد. واعتباراً من الأول من كانون الثاني/يناير، تتوقّف المملكة المتحدة عن تطبيق قواعد الاتّحاد الأوروبي.
في باريس كانت جادة الشانزيليزيه خالية فيما يتدفق إليها عادة مئات الآف الأشخاص ليلة رأس السنة لاستقبال العام الجديد. وكانت الشرطة توقف السيارات القليلة التي تمر للتأكد من أن السائقين يحملون الأذونات اللازمة للخروج في ظل حظر التجول الساري في البلاد. ويحظر الخروج في فرنسا بين الساعة الثامنة مساء والسادسة صباحاً إلاّ لأسباب مهنية.
في مدريد، إحدى مدن أوروبا الأكثر تضرراً بالوباء، كانت ساحة بويرتا ديل سول الشهيرة خالية أيضاً. 
وتخضع إيطاليا حيث أيقظت الصور المروعة للمشارح المؤقتة والمسعفين المنهكين العالم على شدة الأزمة، لإجراءات إغلاق على مستوى البلاد حتى 7 كانون الثاني/يناير مع حظر تجول يبدأ الساعة 10 مساء.

وحلّت الساعات الأولى من العام 2021 في دولتي كيريباتي وساموا في المحيط الهادئ الساعة 10,00 ت غ.
وقد تلتهما نيوزيلندا التي نالت إشادة دولية لطريقة تعاملها مع فيروس «كورونا»، بعد ساعة وقد تجمعت حشود كبيرة في أوكلاند لمشاهدة عرض للألعاب النارية. بينما جزيرتا هاولاند وبيكر غير المأهولتين آخر المناطق التي تستقبل العام الجديد.
ومع أن جزر المحيط الهادئ بقيت بمنأى عن أسوأ تداعيات الوباء، فإن القيود المفروضة عند الحدود ومنع التجول وتدابير العزل والإغلاق جعلت ليلة رأس السنة مختلفة هذا العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"