عادي

وطني الأجمل.. الألطف..الأدفأ

23:02 مساء
قراءة 7 دقائق
1
1

في كتاب «قصتي»، يروي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كيف كانت أحلامه أن يبني وطناً متقدماً كسائر الأوطان، لا بل وأفضل، وفي رحلة 50 عاماً من حياته وعمله ومسؤولياته، استعاد فيها ذكريات وتجارب ومواقف، وفي حديث سموه عن بيروت وصف دبي بالصحراء ذات البيوت الطينية، والشوارع الترابية، والأسواق المبنيّة من سعف النخيل. فيما كانت شوارع بيروت النظيفة، وحاراتها الجميلة، وأسواقها الحديثة في بداية الستينات مصدر إلهام لسموه، حتى قال سموه: «حلم تردّد في ذهني أن تكون دبي كبيروت يوماً ما.»

واليوم بعد 50 عاماً، ها هي دبي، وها هي الإمارات، قبلة للسياح القادمين إليها بشوق، وللمقيمين فيها مكان للعيش الآمن والبنية التحتية التي لا تضاهى. الإمارات في العام 2020، وجهة غنية بالأماكن والوجهات تنتظر من يستكشفها. 

وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن السياحة في الوطن هي دعم لأبنائه، مشيراً سموه إلى أن استكشاف الوطن هو استكشاف للهوية والجذور والجدود والحدود التي يمكن أن يصلها الإنسان داخل وطنه. 

وقال بمناسبة إطلاق حملة «الإمارات - أجمل شتاء في العالم» لتشجيع المقيمين والزوار على استكشاف الإمارات: «سياحتي في وطني.. وطني الأجمل.. وطني الألطف.. وطني الأدفأ شعوراً ومشاعر.. حفظ الله بلادي الإمارات»..

ومن مدينة حتا، قال سموه: «من جولتي في حتا... السياحة في الوطن دعم لأبناء الوطن.. واستكشاف الوطن هو استكشاف للهوية.. والجذور.. والجدود.. والحدود التي يمكن أن يصلها الإنسان داخل وطنه».

وأطلق صاحب السمو الهوية السياحية الموحدة لدولة الإمارات مؤكداً سموه أن التسويق السياحي للإمارات كوجهة واحدة يرسخ القطاع السياحي كأحد أعمدة اقتصادنا الوطني.

الهوية السياحية

في 12 ديسمبر 2020، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات الهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة لتنظيم السياحة الإماراتية المحلية، وذلك بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي.

كما أطلق سموه الهوية السياحية الموحدة لدولة الإمارات، التي تشكل امتداداً للهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات، ضمن رؤية تسعى إلى ترسيخ صورة الإمارات كمركز جذب سياحي، إقليمياً ودولياً، ومشاركة قصة الإمارات الملهمة للعالم، مؤكداً سموه أن التسويق السياحي لدولة الإمارات كوجهة واحدة، ضمن مقومات وعناصر جذب متعددة ومتنوعة، يرسخ القطاع السياحي في الدولة كأحد أعمدة اقتصادنا الوطني.

كذلك، أطلق صاحب السمو حملة «أجمل شتاء في العالم»، وهي أول حملة موحدة للسياحة الداخلية على مستوى دولة الإمارات، بمشاركة كافة الهيئات السياحية في الدولة، وبتنسيق من وزارة الاقتصاد، وبدعم من المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات. وتستهدف الحملة مختلف فئات المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين وزوار، لتشجيع السياحة الداخلية في مناطق وإمارات الدولة، كوجهةٍ واحدة، مع تسليط الضوء على خصائص وسمات كل إمارة وإعادة اكتشاف ثروات البلاد الطبيعية والجغرافية والتاريخية، وأماكن الجذب المتعددة على امتداد إمارات الدولة.

توحيد الجهود

وفي فعالية خاصة عُقدت في محمية المرموم بدبي، استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المستهدفات والممكِّنات والخطط ذات الصلة ضمن استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات والهوية السياحية الموحدة، بحضور كل من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رئيس مجلس دبي للإعلام؛ وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة؛ ومحمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول: «استراتيجية السياحة الداخلية بداية لتوحيد الجهود.. وتنسيق الطاقات.. واستغلال كافة مواردنا السياحية بشكل أكبر.. وهذه الحملة ستتبعها حملات ومشاريع لتطوير هذا القطاع الحيوي في اقتصادنا»، لافتاً سموه بالقول: «أطلقنا هوية سياحية موحدة للدولة لأننا نريد أن نكون وجهة سياحية موحدة.. واقتصاداً وطنياً موحداً.. وفرصاً موحدة لجميع شباب الإمارات أينما كانوا».

مضاعفة الأرقام 

وأضاف سموه: «41 مليار درهم الإنفاق السياحي الداخلي.. وبتكاتف الجميع.. وبالتنسيق الاتحادي المحلي يمكننا مضاعفة هذه الأرقام وخلق فرص كبيرة لقطاع الأعمال الصغيرة في كافة مناطق الدولة»، موضحاً سموه بأن «العمل كفريق إماراتي واحد في قطاع السياحة ستمتد آثاره خيراً على جميع المناطق ويعزز سمعتنا العالمية كوجهة واحدة متنوعة وغنية».

وأوضح سموه بأن: «الإمارات السبع لديها خبرات سياحية كبيرة.. وموارد ضخمة.. وكنوز ثقافية وأثرية وعمرانية.. وهدفنا توحيد الطاقات لتعظيم العوائد على الجميع»، وقال سموه: «ندعو القطاع الخاص للاستفادة من هذه الحملة.. وتعزيز الشراكة مع الحكومة بما يعود بالنفع ويسرِّع التعافي الاقتصادي للدولة».

وأشار سموه إلى أن: «الإمارات تمتلك أجمل شتاء.. وتمتلك أجمل شعب.. وتمتلك أجمل خدمات يمكن أن يستمتع بها أي سائح من داخل وخارج الدولة»، مضيفاً سموه: «في الشتاء كل شيء جميل.. وعندما يكون الشتاء إماراتياً فإنه يكون أجمل شتاء في العالم».

ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهل الإمارات جميعاً، أيا كانت أعمارهم واهتماماتهم وخلفياتهم، إلى التفاعل مع حملة أجمل شتاء في العالم من خلال عيش تجربة سياحية مثيرة يكتشفون فيها درر الإمارات الجميلة، وتعزيز ارتباطهم بالمكان، والتواصل مع الطبيعة، وتوثيق تجاربهم ومشاركتها مع أكبر عدد من الناس عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

منظومة متكاملة

وتم تطوير استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات انطلاقاً من رؤية تقوم على أهمية بناء منظومة سياحية تكاملية شاملة على مستوى الدولة لتنظيم السياحة المحلية، بين إمارات الدولة السبع، بالتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع السياحة والتراث والترفيه في الدولة، وتعزيز دور قطاع السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني، بحيث تصبح أحد روافده الأساسية، وبناء هوية سياحية موحدة تتسق مع مستهدفات الهوية الإعلامية المرئية للدولة، بما يرسخ مكانة الإمارات، بمختلف مناطقها، كوجهة سياحية تتمتع بخصائص مميزة، من خلال الاحتفاء بكل مقوماتها، على صعيد السياحة الداخلية والخارجية، حيث تعمل الاستراتيجية في هذا الإطار على تحقيق أقصى درجات التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الهيئات والمؤسسات العاملة في القطاع السياحي والترفيهي.

وتهدف استراتيجية السياحة الداخلية إلى تسليط الضوء على أهم مناطق الجذب في الدولة، الطبيعية والثقافية والتراثية والتاريخية، واستقصاء اهتمامات الناس وتطلعاتهم وجمع المعلومات ورصد مواسم الإقبال ونقاط الجذب الحيوية، وإجراء دراسات ميدانية، واستغلالها في تطوير المنتج السياحي ككل محلياً واتحادياً. كما تهدف الاستراتيجية إلى إبراز خصوصية التجربة السياحية في كل إمارة من إمارات الدولة السبع على حدة، والتعريف بأهم المعالم الطبيعية والتراثية والتاريخية والصروح الحديثة والعصرية التي تتمتع بها، والترويج للفعاليات الترفيهية والأنشطة الثقافية والمجتمعية التي تقدمها، ما يجعلها وجهة سياحية جاذبة للزوار.

وكانت السياحة الداخلية قد شهدت نشاطاً في العام 2019، بفضل حزمة من المشاريع والمبادرات الترويجية التي اجتذبت قطاعاً عريضاً من المجتمع الإماراتي. وقد بلغ حجم مساهمة السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني 41.2 مليار درهم، ما يعادل 11.2مليار دولار أمريكي في العام الماضي.

وتبلغ حصة السياحة الداخلية نحو 23% من إجمالي عائدات القطاع السياحي في الدولة، مقارنة ب77% للسياحة الدولية؛ حيث تسعى استراتيجية السياحة الداخلية إلى مضاعفة الرقم وتغيير النسب لتحقيق توازن أكبر، بحلول العام 2030.

توثيق تاريخنا والتمسك بالهوية العربية 

يدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، القطاع السياحي الذي يعتبر أحد أركان اقتصاد دبي. ولا يتوقف ذلك على الفنادق والمباني والوجهات الترفيهية الجديدة، وإنما يحرص صاحب السمو على تعزيز السياحة التراثية في دبي والإمارات. 

وفي يناير/ كانون الثاني 2020، زار صاحب السمو، موقع جميرا الأثري الذي اكتشف في العام 1969 حين بدأت بلدية دبي بالتنقيب عن كنوز هذا الموقع الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي أي في الحقبة العباسية، حيث كان يشكل محطة توقف واستراحة للقوافل التجارية العابرة بين العراق وسلطنة عمان ومنها إلى الهند وجمهورية الصين.

وقال صاحب السمو وهو يشاهد عمليات التنقيب التي يقوم بها منقبون ومنقبات للآثار من شباب الوطن: «أنا سعيد بكم يا شباب وفخور بما تقومون به من أعمال صعبة ودقيقة تحتاج إلى صبر ومهارة في العمل بحثا عن سيرة الأجداد والآباء المتجذرة في هذه الأرض المعطاء وتوثيق التاريخ الخالد لمنطقتنا والتمسك بهويتنا العربية الأصيلة وربط ماضينا المشرف بحاضرنا المؤمل..».

وأضاف سموه: «نحن نبحث في الماضي لنستكشف كنوزه ومكنوناته ونحيي التراث لإحياء ذاكرة شعبنا ونحافظ عليه من الإندثار ليبقى شاهدا على ماضينا وقيمنا الإنسانية والمعرفية ويستنهض طاقات وأفكار شبابنا وإبداعاتهم وتوظيفها في خدمة الوطن وإعلاء رايته وتعميق روح الانتماء الوطني لدى الشباب والأجيال المتعاقبة».

ووجه صاحب السمو بفتح أبواب الموقع أمام السياح والزوار والمواطنين خاصة تلاميذ المدارس للتعرف على حضارة شعب عمرها آلاف السنوات.

في الميدان لدعم السياحة

قبل إطلاق حملة أجمل شتاء في العالم والدعوة لاستكشاف معالم الإمارات السياحية، فإن المقيمين في دبي والإمارات معتادون على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مراكز التسوق يتناول طعام الغداء في أحد المطاعم، أو يزور أحد المعالم السياحية. 

وفي يونيو/ حزيران 2020، قام صاحب السمو، بزيارة مجموعة متنوعة من المواقع البارزة حول دبي خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتم تداول مقاطع فيديو لسموه خلال زيارة فندق جميرا النسيم الذي كان يستعد لإعادة افتتاح أبوابه بعد إغلاق قسري طال دول العالم إثر تفشي وباء كورونا. 

الفندق كان أول فندق في العالم يحصل على علامة مكتب حماية فيريتاس – وهي منظمة عالمية في الاختبار وخدمات التفتيش والتصديق.

ولا يتوانى صاحب السمو لحظة لكي يدعم بنفسه قطاع السياحة المتضرر من «كورونا»، وفي شهر يوليو/ تموز 2020، انتشر على حسابات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لصاحب السمو، داخل مقهى في دبي، حيث ظهر سموه ومجموعة من مرافقيه، وهم يرتدون كمامات الوجه للوقاية من «كورونا»، قبل أن يجلسوا إلى إحدى الطاولات.

وفي أغسطس / آب 2020، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بجولة على أجنحة «ابن بطوطة مول»، وذلك في إطار النشاط الميداني لسموه في تفقد الفاعليات الاقتصادية بإمارة دبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"