عادي

قطاع التأمين يبحث التحالفات لمواكبة عصر الفضاء

00:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1

تحقيق: فاروق فياض

طالب رؤساء ومديرون تنفيذيون في شركات التأمين الوطنية وخبراء في القطاع، بضرورة تشكيل تحالف تأميني بين الشركات المحلية لاكتتاب المخاطر المرتبطة بالصناعات الفضائية والأقمار الصناعية بعد دخول دولة الإمارات عصر الفضاء.

وأكدوا ل«الخليج» أهمية إطلاق منتجات تأمينية مخصصة ومرتبطة بالصناعات الفضائية نظراً لما تحققه من فرص استثمارية واعدة، واكتتاب المزيد من الأقساط التأمينية، بما يحقق لهم أرباحاً قوية في السنوات المقبلة.

واعتبروا أن نجاح دولة الإمارات في مواكبة الحداثة والتطور والمتغيرات العالمية نحو صناعة فضائية واعدة، والإنجاز التاريخي بوصول «مسبار الأمل» إلى المريخ وإطلاق العديد من الأقمار الصناعية نحو الفضاء، يدفع شركات التأمين المحلية لأن تلحق بهذا الركب والتطور المستمر، وأن تطلق منتجات متخصصة مرتبطة بهذه الصناعات، وأن تتكاتف جهودها فيما بينها لتوطين هذه المنتجات بما يتماشى مع الاستفادة من خبرات شركات إعادة التأمين الأجنبية.

يصل متوسط تجارة الإمارات الخارجية من منتجات السفن الفضائية والطائرات إلى 75 مليون درهم يومياً، ما يعزز من توجه شركات التأمين الوطنية إلى تسليط الضوء على هذه الصناعات بما ينبغي تحقيق عوائد استثمارية لها وجني المزيد من الأرباح.

تشكيل تحالف

عمر الأمين
عمر الأمين

قال عمر الأمين، الرئيس التنفيذي لشركة «أورينت» للتأمين: المنتجات التأمينية المرتبطة بصناعات الفضاء تحتم على شركات التأمين الوطنية في الإمارات، تشكيل تحالف وتجمع تأميني كبير بينها يكون نواة لتطوير صناعة التأمين في هذا القطاع، بالتعاون مع شركات إعادة التأمين الأجنبية.

وأضاف الأمين: وبما أن شركات التأمين المحلية لا توجد لديها الخبرات الكافية للتعامل مع مثل هذه المنتجات، كما أنه لا يوجد لديها الطاقة الاستيعابية لاكتتاب مخاطر المنتجات الفضائية والأقمار الصناعية، وبما أن دولة الإمارات أصبحت رائدة في الصناعات الفضائية، ينبغي على شركات التأمين المحلية الاستفادة من هذه التجربة، وأن تحصل على خبرات شركات الإعادة الأجنبية لاكتتاب مخاطر هذا النوع من المنتجات. وتابع الأمين: وفي ما يتعلق برفد قطاع التأمين بمزيد من الأقساط، فهو يتوقف على تطور هذه المنتجات والصناعات مستقبلاً في الدولة، كذلك بعدد الأقمار الصناعية والفضائية التي ستطلق للفضاء مستقبلاً.

تطوير منتجات

رامز أبوزيد، المدير العام لشركة دبي الوطنية للتأمين وإعادة التأمين
رامز أبوزيد

فيما قال رامز أبوزيد، المدير العام لشركة دبي الوطنية للتأمين وإعادة التأمين: نجاح دولة الإمارات في الوصول إلى الفضاء، سيحمل معه نجاحاً باهراً لكل القطاعات الاقتصادية في السوق المحلي ويدفعها إلى مستويات عالية الأفق، ومن بينها قطاع التأمين، واصبح من الضروري جداً أن تلجأ شركات التأمين إلى تطوير منتجاتها بما يتماشى مع التطور الحاصل محلياً، وإقليمياً، وعالمياً.

وأضاف أبوزيد: من المتوقع أن تصدر منتجات متخصصة لتغطية كل الأبحاث والدراسات المرتبطة بالفضاء ومراكز الفضاء والأقمار الصناعية، ويجب على شركات التأمين القيام بالدور الفعال والكفيل لتغطية أي نوع من المخاطر التي ترتبط بهذه المنتجات.

وقال: نظراً لأن هذا النوع من المنتجات هو متخصص جداً؛ فمن الضروري جداً أن يتم تأسيس تحالف من شركات التأمين الوطنية العاملة في دولة الإمارات وبالتنسيق مع هيئة التأمين للقيام بتوفير تغطيات عالية الجودة تتناسب مع احتياجات وضخامة مثل هذه المنتجات مستقبلاّ. فهذا النوع من المخاطر يتطلب وجود تحالف وطني قوي ليتسنى له القيام بالدور المطلوب منه على أكمل وجه.

وأكد أبوزيد أن دولة الإمارات في تطور مستمر يتماشى مع متغيرات العصر الحديث، ولن تقف هنا فقط، كما لن توقفها جائحة أو وباء، أو ما شابه، وأي تطور في الاقتصاد الوطني ستصاحبه أيضاً زيادة ونمو في حجم الطلب على المنتجات التأمينية، بالتوازي مع نمو الوعي التأميني لأفراد المجتمع وحاجتهم الضرورية لتأمين ممتلكاتهم ومؤسساتهم بالتغطيات التأمينية المناسبة، وعليه فنحن نتوقع نمواً مطرداً في أقساط التأمين للفترة المقبلة.

فرصة استثمارية

جهاد فيتروني
جهاد فيتروني

وقال جهاد فيتروني «الرئيس التنفيذي لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين «أمان»: أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة خامس دولة عالمياً، والأولى إقليمياً، تمتلك هذا النوع من التقنيات الفضائية، وهي في تطور مستمر بما ينبغي علينا مواكبة هذا التطور ويجعلنا جزءاً لا يتجزأ من منظومة رؤية القيادة الرشيدة للخمسين عاماً المقبلة. وأوضح فيتروني أن الصناعات الفضائية هي أيضاً جزء لا يتجزأ من التغطيات والمنتجات التي يتعامل معها قطاع التأمين، وهو يعد من الأدوار الفاعلة في الاقتصادين المحلي والعالمي، ويعطي الحافز القوي لشركات التأمين المحلية لإطلاق منتجات متخصصة حول هذه الصناعات، ونحن بدورنا ننظر ونتعامل مع أي قطاع ضمن منظور محلي، وتعد هذه الصناعات مستقبلاً واعداً لقطاع التأمين.

وتابع فيتروني: نحن كشركات وطنية نتطلع لأن نكون رواد هذا القطاع مستقبلاً بما يعود بالمنفعة العامة للسوق المحلي، وكيفية نقل التجربة إلى الآخرين كما فعلته دولة الإمارات تجاه الآخرين.

واعتبر فيتروني أن مثل هذه المبادرات الفضائية تفتح لنا أبواباً استثمارية جديدة في ظل الظروف التي نعيشها حالياً، خاصة بعد انتشار جائحة «كورونا»، وهي بمثابة فرصة جديدة أمام شركات التأمين للتعاون مع بعضها بعضاً، ويدفع الشركات المحلية نحو تشكيل نواة تحالف قوي لاكتتاب مخاطر هذه الصناعات مستقلاً. ولا بد من القيام بدراسات لمعرفة أهمية هذه التجربة والمنتجات بشكل عام، وما تحققه من عوائد اقتصادية واستثمارية لكل الشركات الوطنية، وأن تقوم شركات التأمين الوطنية في الإمارات بدور الريادة،والسباقة دوماً في نقل خبراتها وتجاربها إلى الآخرين، واكتتاب المخاطر التأمينية المرتبطة بالفضاء والأقمار الصناعية في الأسواق العربية والإقليمية.

مرحلة جديدة

فريد لطفي - جمعية التأمين
فريد لطفي

بدوره، قال فريد لطفي، الأمين العام لجمعية «الإمارات للتأمين»: إن دخول الإمارات إلى عصر الفضاء والتقنيات المرتبطة بالأقمار الصناعية يدفع شركات التأمين المحلية إلى إطلاق منتجات جديدة لها موجهة نحو السوق المحلي والعربي. وأضاف لطفي: بالطبع؛ إطلاق منتجات تأمينية مرتبطة بالفضاء سيعزز من نمو أقساط التأمين المكتتبة بشكل سنوي، علماً بأن الشركات المحلية مطالبة بالاستفادة من خبرات شركات الإعادة الأجنبية المتخصصة بإطلاق مثل هذه المنتجات مثل «لويدز» البريطانية، و«إريان» الفرنسية وغيرها من الشركات الكبيرة، علماً بأن الشركات المحلية ما زالت حديثة وقليلة الخبرة في التعامل مع اكتتاب المخاطر الفضائية.

وتابع لطفي: شركات التأمين المحلية مطالبة بالتوجه نحو تشكيل تحالفات تأمينية قوية بينها لتغطية أخطار هذه الصناعات وتوطينها والحفاظ على أقساطها في إطار السوق المحلي، مع العلم أن إطلاق منتجات جديدة مرتبطة بالصناعات الفضائية يدفع شركات الإعادة الأجنبية للدخول إلى السوق المحلي والاستثمار فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"