عادي

«الجائحة» لنورا المطيري.. رواية مفعمة بالخيال المدهش

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين
3201

صدرت، مؤخراً، عن دار كُتّاب للنشر والتوزيع النسخة الورقية من رواية «الجائحة» للكاتبة والإعلامية نورا محمد المطيري، التي تؤرشف بدقة متناهية لأولى لحظات انتشار فيروس كورونا نهاية عام 2019 في الصين ولغاية الخامس من مايو/ أيار 2020 ضمن حكاية وقائع يومية لكاتبة صحفية تُدعى «سارة وقاص» تعيش في دبي، تتفاعل مع الأزمة منذ بداياتها، وتغوص في تفاصيلها مع ملابسات علاقتها بحبيبها وزوجها «عمر» الذي يتسلل من إجراءات الحجر المنزلي لمتابعة أعماله، والمثير في الرواية أن الكاتبة المطيري تستعرض زمانين مختلفين هما عام 2020 وزمن خيالي مفترض في عام 2050.

الرواية بحسب ما وصفها الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، تتحدث عن وباءين اثنين وليس وباء واحداً، أحدهما في الحاضر والآخر في المستقبل. الوباء الأول كورونا الذي يعصف بالعالم حالياً هو وباء سريع الانتشار وعابر للقارات وتصفه الروائية نورا بأنه كمسمار فولاذي مسموم يدق في رئتي العالم. أما الوباء الثاني الذي سمته «هاكفيت» فهو وباء مستقبلي من وحي خيال روائي خصب يخترق عالم 2050 ويختلف عن كورونا بأنه وباء جيني تقني شديد الخطورة يهاجم النخاع الشوكي ويغزو عقل الإنسان وليس جهازه التنفسي؛ لذا إن كان فيروس كورنا فتاكاً فإن وباء هاكفيت المستقبلي أشد فتكاً.

الرواية وضعت بصمة أكيدة فيما يعرف بالأدب في زمن الأوبئة الذي له رواد ربما أبرزهم الروائي الفرنسي الفذ ألبير كامو مؤلف رواية الطاعون ورواية «الحب في زمن الكوليرا» للروائي الكولومبي الكبير غابريل ماركيز، فتصب رواية الجائحة في هذا اللون الأدبي النادر عربياً، لكنها تختلف في ربط وباءين في رواية واحدة تتداخل فيها علاقات الصداقة النموذجية والتفكك الأسري مع الوفاء لحبيب ذهب ضحية كورونا؛ حيث تكتب بطلة الرواية الصحفية سارة قارص في ذكرى وفاة حبيبها تقول: إلى أمنا الأرض في يومها المكلل بالنصر والأمل ستشرق الشمس من جديد؛ لذلك سيكتشف قارئ رواية الجائحة أنها بقدر ما تتناول وباءين شرسين، فإنها رواية سلسة ناعمة مفعمة بالخيال العلمي المدهش مع ما يرافق ذلك من الأمل والحب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"