عادي
حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لـ «المجموعة»:

«اتصالات» تستعد للدخول في أسواق جديدة

23:17 مساء
قراءة 8 دقائق
جانب من مشاركات اتصالات في جيتكس للتقنية

أبوظبي: «الخليج»
كشف المهندس حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي ل«مجموعة اتصالات»، عن إمكانية دخول الشركة في أسواق جديدة، سواء كمشغل اتصالات عادي، أو عن طريق خدمات «اتصالات»، لتقدم خدمات في أسواق ليس لديها تواجد فيها، وذلك بالتعاون مع شبكات الاتصالات الموجودة في تلك الأسواق أو المجتمعات، في وقت تواصل فيه الشركة التركيز على الأسواق التي تتواجد فيها للحفاظ على محفظة أعمال دولية قوية.

وقال دويدار إن القيمة السوقية للمجموعة تقدر اليوم ب 213 مليار درهم خلال المرحلة الأخيرة، مرجعاً ذلك الارتفاع إلى خطط الحكومة الرشيدة التي أسهمت بدورها في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية عبر سلسلة من القوانين الجديدة، وفي مقدمتها رفع نسبة تملك الأجانب لتصل لنسبة 49 % من أسهم المجموعة.

وأضاف أن هناك عوامل تشغيلية أخرى أسهمت في ذلك، وهي المحافظة على نسب نمو جيدة، وكذلك الخطط الاستراتيجية المحكمة التي تنتهجها المجموعة لاستمرارية الأعمال وإدارة الأزمات وتحويل التحديات إلى فرص.

حاتم دويدار

لفت دويدار إلى نجاح «مجموعة اتصالات» في تخطي الأزمة التي خلفتها جائحة «كوفيد-19» بنجاح، مؤكداً أن هذا النجاح جاء لاعتماد المجموعة على 3 محاور متوازية تضمنت: خططاً مسبقة للطوارئ والأزمات واستمرارية الأعمال تميزت بالكفاءة والمرونة والتجديد تم ربطها مع الخطط الحكومية التي أثبتت رجاحتها وجاهزيتها خلال الأزمة.

وأردف دويدار أن شركات قطاع الاتصالات حول العالم قد تأثرت خلال الجائحة غير أن «اتصالات» كانت الأقل تأثراً، نظراً إلى انخفاض معدلات استخدام الهواتف المتحركة.

ضغط وترشيد النفقات

وأرجع المهندس حاتم دويدار حفاظ المجموعة على معدلات نمو مرضية خلال الجائحة إلى عمليات ضغط وترشيد النفقات التشغيلية التي لم تؤثر مطلقاً على المستخدمين؛ إذ جاءت الارتفاعات في الإيرادات طفيفة للغاية، نظراً لربط معظم المنازل في الإمارات بشبكة الألياف الضوئية، وتزويد المشتركين بباقات الاستخدام اللامحدودة، حتى تمكنوا من إدارة عمليات العمل والتعلم عن بعد بكفاءة وانسيابية عاليتين.

وأضاف أن النمو انعطف كذلك على النمو الاقتصادي لبعض الأسواق الرئيسية التي تعمل فيها المجموعة كمصر والسعودية والمغرب.

ولفت الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات إلى أن هناك بعض القطاعات شهدت انكماشاً واضحاً خلال الجائحة كقطاعي السياحة والطيران، وأن إيرادات المجموعة من هذه القطاعات تراجعت، غير أن المجموعة لجأت لتقديم خدمات رقمية جديدة للقطاعات الأخرى خلفتها ظروف الأزمة، كالحوسبة السحابية، والحلول الرقمية المختلفة، والأمن السيبراني.

وأكد دويدار أهمية الاستعدادات التي تميزت بها القيادة الحكيمة في دولة الإمارات والشركاء في القطاع، بما فيهم هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية؛ حيث ساهمت هذه الاستعدادات في الحصول على الجاهزية التامة لمواجهة تحديات المرحلة، مما سهل إنجاز الأعمال، وتوفير الخدمات الحيوية للأفراد والمجتمع.

مستويات عالية من الأداء

وعن أسباب الأداء القوي والثابت ل«مجموعة اتصالات» 2021 قال دويدار: على الرغم من الظروف والتحديات غير المسبوقة التي تشهدها أسواقها الرئيسية، إلا أن «اتصالات» ما زالت تواصل تحقيق مستويات عالية من الأداء، بفضل مرونتها وسرعتها في التعامل مع هذه التحديات وبفاعلية عالية، وقد انعكس تأثير هذا الأداء بشكل إيجابي على نتائج المجموعة المالية للنصف الأول من العام الجاري 2021، حيث وصلت قيمة إيراداتها الموحدة إلى 26.4 مليار درهم، بارتفاع سنوي بلغت نسبته 3.2 %، كما بلغت أرباحها الصافية الموحدة بعد خصم حق الامتياز الاتحادي 4.7 مليار درهم، وهو ما أسهم في الحفاظ على تصنيفها الائتماني المرتفع.

ويأتي هذا الأداء القوي انعكاساً لسعي «مجموعة اتصالات» المستمر لتعزيز النمو، والعمل على تحقيق استراتيجيتها المتمثلة في «قيادة المستقبل الرقمي لتمكين المجتمعات»، من خلال الحفاظ على أعمالها الرئيسية والتركيز على الابتكار، والبحث عن فرص نمو جديدة.

ولا بد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المجموعة على صعيد التحول الرقمي في مجالات «الحوسبة السحابية» و«إنترنت الأشياء» و«الأمن السيبراني»؛ حيث إن استغلال الفرص الكبيرة والواعدة التي تتيحها هذه المجالات سيعزز من حجم إيرادات المجموعة وبشكل عام، شهدت معدلات استخدام الإنترنت المنزلي زيادة بنسبة 40% ويعزى ثبات الخدمات وجودتها إلى القدرات الشبكية الهائلة للشركة التي أثبتتها ظروف الجائحة.

اتصالات تواصل الاستثمار والنمو

العصر التالي للتكنولوجيا

وحول عنوان مشاركة «اتصالات» في معرض «جيتكس 2021» أشار دويدار إلى أن شعار «اتصالات» هو «تمكين العصر الرقمي الجديد» في «جيتكس 2021» ويسلط الضوء على كيفية الاستفادة من التكنولوجيا في الاقتصاد الرقمي الجديد، لنكون أكثر مرونة في مواجهة التحديات، وإنشاء نماذج أعمال جديدة ومستدامة وشاملة ما بعد جائحة «كوفيد- 19» يتعلق الأمر بتمكين العصر التالي للتكنولوجيا الرقمية؛ حيث تتيح شبكات الجيل الخامس«5G» وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي وغيرها أنماط حياة جديدة كلياً.

ويمنحنا معرض «جيتكس» الفرصة كل عام للقاء الشركاء وقادة التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم لمشاركة خبراتنا، مما يمنحنا فرصة لعرض قدرات الاتصالات والتكنولوجيا التي تُسهم في تحويل كل الصناعات من النقل والتجزئة والرعاية الصحية والتعليم إلى السيارات ذاتية القيادة والمرافق والترفيه.

البنية التحتية والشبكية

وعن العوامل الأساسية التي ساهمت في تعزيز أداء «مجموعة اتصالات» قال دويدار: لم تقف النجاحات التي حققتها «اتصالات» خلال النصف الأول من 2021 عند النمو في حجم العائدات فقط، بل امتدت لتطال العديد من الإنجازات، لاسيما في البنية التحتية والشبكية.

وقد أكدت شركة «Ookla» المعروفة عالمياً في اختبار سرعة النطاق العريض وشبكات الهاتف المتحرك، مؤخراً تفوق «اتصالات» عالمياً وللعام الثاني على التوالي، باحتفاظها بلقب «شبكة الهاتف المتحرك الأسرع في العالم» عن عام 2021، وكانت الإمارات الدولة الوحيدة في المنطقة وإفريقيا التي تصنف ضمن أعلى 20 دولة عالمياً في متوسط سرعة النطاق العريض الثابت.

ومن شأن هذا الإنجاز أن يعزز مكانة دولة الإمارات العالمية على الصعيد الرقمي، وأن يسهم في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في الريادة والنمو تزامناً مع عام الخمسين، واستجابة لرؤى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأمين المستقبل المشرق لأبناء الدولة.

ضغوط وتحديات «كوفيد- 19»

ونجحت «مجموعة اتصالات» في التجاوب مع الضغوط والتحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد- 19»، وتمكنت من التقليل من تأثير هذه التحديات، من خلال اللجوء إلى حلول وآليات ضمنت استمرار تقديم خدمات عالية الجودة ودون انقطاع في مختلف الأسواق التي تعمل فيها.

ويدل ذلك على أهمية الاستثمارات التي ضختها «اتصالات» في البنية التحتية خلال السنوات الماضية، وكيف أسهمت هذه الاستثمارات في تمكين شبكات «اتصالات»، سواء في الإمارات أو في الدول التي تتواجد فيها.

وحققت «اتصالات» الريادة الإقليمية في إطلاق شبكة الجيل الخامس «5G»، من خلال إجراء البحوث، وتطوير المعايير الدولية، وكذلك في تحقيق أعلى نسبة انتشار في توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل ول 3 أعوام متتالية.

المحفظة الدولية

وبالإشارة إلى أداء المحفظة الدولية لمجموعة اتصالات قال دويدار: تعمل المجموعة حالياً في 16 سوقاً منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، وبالإضافة إلى دولة الإمارات، تعمل المجموعة كذلك في السعودية (موبايلي)، وباكستان (شركة الاتصالات الباكستانية)، وأفغانستان (اتصالات أفغانستان)، ومصر (اتصالات مصر)، وفي المغرب (مجموعة اتصالات المغرب)، والتي تعمل تحت مظلتها 10 أسواق في غرب إفريقيا.

وقد شهدت بعض هذه الأسواق أداءً قوياً خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، خاصة في مجموعة «اتصالات المغرب»، و«اتصالات مصر»، الأمر الذي نتج عنه زيادة سنوية في عدد مشتركي المجموعة بلغت نسبتها 7% ليصل العدد الإجمالي إلى 156 مليون مشترك.

وفي سياق سعي «مجموعة اتصالات» إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية وتنويعها، وتسريع وتيرة النمو، وتعزيز مركزها المالي، لجأت المجموعة إلى زيادة سقف تملك المساهمين من غير مواطني دولة الإمارات، لتصل هذه النسبة إلى 49 % من رأس مال «مجموعة اتصالات»، وهو تطور كبير لاسيما من حيث قدرته على زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتعظيم القيمة المحلية للسوق، وكذلك تقوية مركز «اتصالات»، كما سيشكل هذا التطور أيضاً حافزاً لتحقيق نتائج قوية في المستقبل.

«اتصالات المغرب»

وبالنسبة لمجموعة «اتصالات المغرب»، فقد شهدت أيضاً زيادة سنوية في عدد مشتركيها بنسبة 8%، ليصل عدد مشتركي المجموعة الإجمالي بالنصف الأول 2021 إلى 73.6 مليون مشترك، وترجع أسباب هذه الزيادة إلى نمو عمليات المجموعة في عدد من الأسواق مثل مالي، وبوركينافاسو، وساحل العاج، وتشاد، وبنين، وموريتانيا، والجابون.

ونتيجة للنمو الذي شهدته إيرادات البيانات في النطاق العريض، ونمو إيرادات الشركات الدولية التابعة، فقد سجلت إيرادات «اتصالات المغرب» ارتفاعاً سنوياً بنسبة 8%، ليصل حجم إيراداتها الموحدة خلال الربع الثاني 2021 إلى 3.5 مليار درهم.

وبهدف تمكين «اتصالات المغرب» من تعزيز ريادتها في مختلف الدول والأسواق التي تعمل فيها، فقد بدأت «مجموعة اتصالات» بالإجراءات الخاصة بزيادة ملكيتها الفعلية في اتصالات المغرب من 48.4% إلى 53 %.

«اتصالات مصر»

أما في مصر فقد «أكد الرئيس التنفيذي ل«مجموعة اتصالات» على أن «اتصالات مصر» شهدت نمواً جيداً في خدمات البيانات، وزيادة البيع بالجملة، وارتفاعاً في عدد المشتركين بمعدل 3% سنوياً، الأمر الذي أثر بشكل إيجابي على إيرادات الشركة التي وصلت خلال الربع الثاني من 2021 إلى 1.2 مليار درهم، ممثلة ارتفاعاً سنوياً بنسبة 27%، وارتفاعاً فصلياً بنسبة 8 %، مشيراً إلى دور الشركة في الارتقاء بخدماتها وحلولها الرقمية المقدمة إلى عملائها، لاسيما من الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر.

ولفت دويدار إلى بعض الإنجازات التي حققتها الشركة على صعيد التطور التقني في السوق المصرية؛ حيث جاءت في المرتبة الأولى من حيث زمن الاستجابة، وفي المرتبة الثانية من حيث سرعة تنزيل وتحميل البيانات عبر الهاتف المتحرك.

سوق باكستان

وفي باكستان، شهدت عمليات «اتصالات» نمواً في قطاع الهاتف المتحرك والثابت، لاسيما خدمات النطاق العريض الثابت والمتنقل، والخدمات المالية، الأمر الذي أسهم بدوره في ارتفاع عدد المشتركين بنسبة وصلت إلى 3% سنوياً، وليصل خلال النصف الأول من 2021 إلى 25.6 مليون مشترك. وقد انعكس هذا الارتفاع إيجابياً على حجم الإيرادات، التي سجلت 16% نمواً سنوياً خلال الربع الثاني من العام 2021.

خطط وتطلعات التوسع

وحول تطلعات «مجموعة اتصالات» في التوسع في أعمالها وإمكانية الدخول إلى أسواق جديدة، قال دويدار، تعمل «اتصالات» بشكل دائم ومستمر على التوسع في الخدمات والحلول الرقمية المبتكرة في مختلف الأسواق والمجتمعات التي تتواجد فيها، ويأتي استحواذها على شركة «Help AG» الشركة الإقليمية المتخصصة بتوفير خدمات الأمن السيبراني وحلوله مؤشراً واضحاً على ذلك. أما بالنسبة إلى الدخول إلى أسواق جديدة، فهو أمر ممكن، سواء الدخول كمشغل اتصالات عادي، أو الدخول إلى هذه الأسواق عن طريق خدمات «اتصالات»، حيث من الممكن أن تقدم الشركة خدمات في أسواق ليس لديها تواجد فيها، وذلك بالتعاون مع شبكات الاتصالات الموجودة في تلك الأسواق أو المجتمعات، وبالتوازي مع ذلك تواصل الشركة التركيز على الأسواق التي تتواجد فيها حالياً للحفاظ على محفظة أعمال دولية قوية.

مواصلة الاستثمار

وعن أبرز أولويات الشركة في المرحلة المقبلة أشار دويدار إلى أن تعزيز التحول الرقمي يبقى من أبرز الأولويات، ومن هنا ستواصل المجموعة في الفترة المقبلة الاستمرار في الاستثمار في البنية التحتية، وتمكين العملاء من التحول الرقمي، عن طريق توفير الحوسبة السحابية وخدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتوفير أحدث أجهزة الاتصالات، إضافة إلى الدخول في شراكات ومشاريع تعاون مع الشركات العملاقة التي تعمل في مجالات الأمن والسلامة، و«إنترنت الأشياء» وغيرها. وتعمل شبكة الجيل الخامس «5G» على تعزيز استخدام التقنيات المستقبلية، واستهداف فرص جديدة، ودمج تطبيقات الجيل الخامس عبر مختلف القطاعات.

«إكسبو 2020 دبي»

يُعد «إكسبو 2020 دبي» مثالاً رئيسياً على حلول وخدمات اتصالات التي تهدف إلى تعزيز التجربة الرقمية للزوار باستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي والمعزّز. وتعد الخدمات التي يتم استضافتها على السحابة الخاصة والعامة إحدى الأولويات الرئيسية لتوفير مرونة ووفرة الاتصال في «إكسبو 2020 دبي» ومكاتب الموقع والشركاء والخدمات العامة وخدمات المؤسسات، كما ربطت منصة «إنترنت الأشياء» الخاصة بنا أكثر من مليون شريحة «SIM» مع جهات مشهورة مثل مواصلات الإمارات و«Xtramix» ووزارة الداخلية في إطار الخدمة الذكية «حصنتك» للإنذار المبكر من الحريق، والذي له تأثير هائل في إنقاذ الأرواح، وتعزيز حالة الأمن والسلامة في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"