عادي
الاحتفاء بمرور عام على وصوله إلى مدار الالتقاط

170 دورة نفذها مسبار الأمل حول المريخ وجمع 312 جيجابايت بيانات

21:24 مساء
قراءة 7 دقائق
1

دبي: «الخليج» 

يحتفل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» اليوم (9 فبراير) بمرور عام على الوصول الناجح للمسبار إلى مدار الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير 2021، وخلال هذه الفترة تمكن «مسبار الأمل» من تحقيق مجموعة من الإنجازات ضمن أهدافه العلمية الرامية إلى رسم أول صورة متكاملة عن مناخ المريخ وغلافه الجوي.

وكان «مسبار الأمل» قد وصل بنجاح إلى مدار الالتقاط حول المريخ عند الساعة 7:42 مساء التاسع من فبراير 2021، منجزاً حينها واحدة من أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلو متر، ليشكل وصوله إلى الكوكب الأحمر حينها إنجازاً تاريخياً، ويمهد لبدء مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي حول العالم.  ومنذ انطلاقه إلى الفضاء على متن الصاروخ «إتش 2 إيه» من قاعدة تنغاشيما اليابانية في العشرين من يوليو 2020، وحتى اليوم (9 فبراير 2022) يكون مسبار الأمل قد أمضى 572 يوماً في الفضاء. 

يوم تاريخي

وقالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «يعد التاسع من فبراير 2021 يوماً تاريخياً ومحطة مهمة في مسيرة التقدم العلمي والفضائي لدولة الإمارات بعدما شهد تسجيل اسمها بحروف من نور في سجلات التاريخ كخامس دولة تتمكن من الوصول إلى مدار المريخ ومن المرة الأولى».

وأضافت: إن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» يعد قصة نجاح ملهمة للأجيال في ظل استمراره في تحقيق أهدافه العلمية منذ انطلاقه إلى الفضاء متجاوزاً بنجاح كل التحديات التي واجهت المشروع بفضل جهود فريق العمل، إذ يتزامن مرور عام على الوصول الناجح للمسبار إلى مدار الكوكب الأحمر مع توالي الإنجازات العلمية التي يحققها المسبار عبر التقاطه بيانات ومعلومات قيمة وغير مسبوقة عن المريخ تنفيذاً لمهمته العلمية التي تتواصل حتى مايو 2023.

وأكدت أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل، يواصل تعزيز مكانة الإمارات في المجتمع العلمي العالمي كدولة منتجة للمعرفة، لأن المسبار سيوفر للعالم صورة كاملة عن مناخ وطقس الغلاف الجوي للمريخ، وهي معلومات لم يصل إليها الإنسان من قبل، كما أنه يتوج جهود البناء والتمكين التي شهدتها الدولة خلال الخمسين عاماً الأولى لتأسيسها، وفي الوقت نفسه يمهد لانطلاقة جديدة من الإنجازات خلال الخمسين عاماً التالية من أجل بناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار والنمو المستدام.

لحظة فارقة

ومن جهته، قال سالم بطي سالم القبيسي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء إن يوم التاسع من فبراير 2021 يؤرخ للحظة فارقة في تاريخ قطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات، عندما تمكن فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل من إيصال المسبار بنجاح إلى مداره حول المريخ، مسجلاً بذلك الإنجاز الفضائي الأبرز في تاريخ دولة الإمارات والوطن العربي. وأضاف: يساهم الوصول الناجح للمسبار وما يجمعه من بيانات علمية غير مسبوقة في تعزيز مكانة دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً في القطاع الفضائي، ويفتح آفاقاً واسعة أمام تطور وازدهار قطاع الفضاء الوطني وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، باعتباره أحد أبرز قطاعات اقتصاد المستقبل.

سنوات العمل الدؤوب

وبدوره، قال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل إن الاحتفال بمرور عام على الوصول الناجح للمسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر يتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق المشروع من الكوادر الوطنية بالشراكة والتعاون مع شركاء نقل المعرفة لهذا المشروع الطموح الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية كونه يوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر.

وقال إن المسبار تمكن خلال العام الذي أمضاه في مداره حول المريخ من تسجيل عدد من الإنجازات العلمية عبر رصده ظواهر لم يعرفها الإنسان من قبل، وسوف يواصل مهمته العلمية الرامية إلى إمداد المجتمع العلمي حول العالم بأول صورة متكاملة حول مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي، مستفيداً في ذلك من المدار الفريد الذي يدور فيه، بزاوية 25 درجة، والذي يمكنه من جمع دفعة من البيانات والصور عالية الدقة للغلاف الجوي للكوكب كل 225 ساعة أي 9.5 يوم. 

170 دورة حول المريخ

وتمكن مسبار الأمل منذ وصوله إلى مدار المريخ من الدوران حول الكوكب الأحمر 170 دورة حتى 9 فبراير 2022، بمعدل دورة واحدة كل 55 ساعة، وخلال هذه الفترة تمكن المسبار من التقاط حجم ضخم من البيانات العلمية غير المسبوقة عن الكوكب الأحمر، وقد جرى إتاحة جزء من هذه البيانات على دفعتين حتى الآن.

البيانات العلمية 

وجرى نشر أول دفعتين من البيانات العلمية التي جمعها المسبار في أكتوبر ويناير الماضيين. وقد تضمنت أول دفعة البيانات العلمية التي جمعها المسبار خلال الفترة من 9 فبراير حتى 22 مايو 2021، وقد بلغ حجم هذه البيانات 110 جيجابايت، وخلال أول عشرة أيام من نشر هذه البيانات وإتاحتها للمجتمع العلمي حول العالم والمهتمين بعلوم الفضاء، تم تحميل 2 تيرابايت من المعلومات من مركز البيانات العلمية على موقع مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مسبار الأمل، منها 1.5 تيرابايت على شكل بيانات من كاميرا الاستكشاف EXI.

أما ثاني دفعة من البيانات العلمية والتي جرى إتاحتها فقد تضمنت البيانات التي جمعها المسبار خلال مهمته العلمية حول المريخ في الفترة من 23 مايو حتى 31 أغسطس 2021، وبلغ حجمها 76.5 جيجابايت من البيانات غير المعدلة.

وبذلك يبلغ حجم البيانات العلمية الذي تم مشاركتها وإتاحتها للمجتمع العلمي العالمي (بما في ذلك الدفعتان الأولى والثانية والنسخة المحدثة من بيانات الدفعة الأولى) 312 جيجابايت، فيما حجم الملفات التي تم تنزيلها 6.1 تيرابايت.

وبالنسبة إلى البيانات العلمية التي تمكنت كاميرا الاستكشاف EXI من التقاطها، فقد بلغت البيانات المجمعة (المستوى 0) نحو 16.0 جيجابايت، بالإضافة إلى صور RAW من المستوى الأول عددها 21495 صورة (يبلغ حجمها 39 جيجابايت)، وذلك بالإضافة إلى صور معدلة من المستوى الثاني تبلغ 14528 صورة (بحجم 273 جيجابايت).

وفي ما يخص البيانات العلمية التي تمكن المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS من جمعها، فقد بلغت البيانات المجمعة 3275 l1a منتج، و3252 l2b منتج، فيما بلغ حجم البيانات التي تم تنزيلها 7.2 جيجابايت. أما البيانات العلمية التي تمكن من جمعها المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، فقد بلغ عدد منتجات L1: 2280، وعدد منتجات L2a: 1907 وعدد منتجات L2b: 1435، فيما بلغ حجم البيانات التي تم تنزيلها 2.9 جيجابايت.

اكتشافات علمية غير مسبوقة 

وقال شرف: خلال العام الذي أمضاه مسبار الأمل في الدوران حول المريخ، تمكن من رصد عدد من الملاحظات والاستكشافات العلمية غير المسبوقة، من أبرزها قيامه برصد حفر مليئة بالضباب ويوم غائم في الكوكب الأحمر، كما رصد عواصف ترابية ضخمة، كما التقط صوراً متعددة الأطياف للجزء المضاء من الكوكب الأحمر. 

يوم غائم في المريخ

في يوم 16 مارس 2021، التقطت كاميرا الاستكشاف صوراً تبين أن الكوكب الأحمر يشهد يوماً غائماً، وكان المسبار حينها يتحرك في مداره على بُعد 1366 كيلومتراً فوق سطح المريخ. ويبلغ مقياس الصورة في المركز 148 متراً للبيكسل الواحد، وتتضمن مشهداً واضحاً لمنطقة مليئة بالفوهات ومعروفة باسم أرض العرب (يقع مركز الصورة عند خط عرض 0.8 درجة شمالاً وخط طول 43.8 درجة شرقاً والشمال باتجاه الأعلى).

ويُظهر النصف الغربي (الأيسر) من هذا المشهد حدوثًا دراماتيكيًا لغيوم الجليد المائي المريخي كالسحب الرقيقة على كوكب الأرض، تتشكل هذه الغيوم عندما يتجمد بخار الماء في الغلاف الجوي للمريخ ليصبح جزيئات جليدية صغيرة.

حفر مليئة بالضباب

التقط نظام كاميرا الاستكشاف الذي يحمله مسبار الأمل على متنه، يوم 15 مارس 2021، مجموعة من الصور متعددة الأطياف لمنطقة مليئة بالحفر معروفة باسم أرض العرب. وكان مسبار الأمل في ذلك الوقت على ارتفاع يبلغ حوالي 3,500 كيلومتر فوق سطح المريخ، ويقع مركز الصورة على تقاطع خط عرض 25 درجة شمالاً مع خط طول 48 درجة شرقاً. ويعد الشمال باتجاه أعلى اليمين. والتُقطت الصورة أوائل الربيع على النصف الشمالي للمريخ.

صور للنصف المضاء

في 15 سبتمبر 2021، التقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي يحملها مسبار الأمل على متنه، مجموعة من الصور متعددة الأطياف للنصف المضاء بالكامل من كوكب المريخ. وقد كان المسبار على ارتفاع 19900 كيلومتر تقريباً فوق سطح المريخ عندما التقطت الكاميرا هذه الصور. ويتمركز هذا المشهد عند خط عرض 4.0 درجات شمالاً وخط طول 66.8 درجة شرقاً، في حين أن الجهة الشمالية هي في الجزء العلوي من الصور، التي تم التقاطها في بداية موسم الشتاء في النصف الجنوبي للكوكب. وتم تجميع هذه الصورة الملونة المركبة من الصور المأخوذة من خلال فلاتر كاميرا EXI باللون الأزرق والأخضر والأحمر (تتمركز في 437 و546 و635 نانومتر). وقد تمت معايرة هذه الصور لإزالة أنواع متعددة من الآثار (Artifacts) من نظام الكاميرا.

عواصف ترابية ضخمة

في 5 يناير 2022، التقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي يحملها مسبار الأمل على متنه، مشهداً استثنائياً نصف مضاء لكوكب المريخ، حيث كانت الشمس توشك على الغروب. وقد كان المسبار على ارتفاع 40500 كيلومتر تقريباً فوق سطح المريخ عندما تم التقاط كاميرا الاستكشاف الرقمية هذه الصور.

ورصدت الأجهزة التي يحملها المسبار على متنه عدداً من العواصف الترابية في هذه المنطقة من المريخ حينها. وتُعد المنطقة الداكنة على شكل زعنفة القرش الموجودة على يسار المركز، منطقة بركانية تُعرف باسم Sytris Major، إذ تقترب عاصفة ترابية ضخمة (يبلغ قطرها حوالي 2500 كلم) من الشرق (الأسهم الخضراء) وتحجب Sytris بشكل جزئي. وإلى الجنوب، تعد الفوهة الصدمية Hellas (أكبر فوهة على سطح المريخ - يبلغ قطرها حوالي 2300 كيلومتر) محاطة بالكامل بالسحب الغبارية (الأسهم الزرقاء).

وفي 7 يناير 2022، أدى الغبار المتصاعد إلى الغلاف الجوي للمريخ بسبب هذه العواصف إلى تقليل ضوء الشمس الذي يصل إلى مركبة «إنسايت» التي تعمل بالطاقة الشمسية، ما أجبر المركبة الفضائية على الدخول في الوضع الآمن الوقائي وتعليق جميع الوظائف باستثناء الوظائف الأساسية إلى أن أصبحت الأجواء صافية واستأنفت الحركة يوم 19 يناير 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"