بطاقات المساج

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

من الظواهر المزعجة والتي تتطلب حلاً جذرياً بتضافر جميع الجهات ذات العلاقة، الكمّ الهائل من بطاقات الترويج لمراكز المساج التي تلصق بنوافذ المركبات ليلاً، ويُفاجأ بها صاحب المركبة في الصباح، لدرجة يصل عددها أكثر من 5 بطاقات على نوافذ السيارة الواحدة خلال أقل من 24 ساعة، وبالطبع مصير هذه البطاقات الشوارع ومواقف السيارات، لدرجة أن هذه البطاقات أصبحت تغطي أجزاءً كبيرة من شوارع معينة وساحات عامة.
هل عملية ضبط من يقوم بالترويج لهذه المراكز ولصق البطاقات على نوافذ السيارات أمر صعب؟ من السهولة بمكان على الأجهزة المختصة والمعنية ضبط المروجين والموزعين لهذه المراكز والبطاقات، وإنهاء هذه القضية التي باتت تشكل إزعاجاً كبيراً بالذات للأسر لما تحمله هذه البطاقات من صور لفتيات، وهذا أمر آخر.
شرطة دبي أعلنت عن إطلاق حملة مع الجهات المعنية لمكافحة ظاهرة بطاقات المساج، وضبط موزعيها ومراكز التدليك غير المرخصة، والحملة يجب أن تركز أيضاً على المراكز المرخصة التي تقوم بالترويج بطريقة غير مقبولة، وذلك بلصق بطاقات عن هذه المراكز والخدمات التي تقدمها على نوافذ السيارات، ومثل هذه الحملة مطلوب استمرارها على مدار العام، وأن تعمم على مستوى الدولة، بهدف القضاء على ظاهرة يروّج لها بطريقة غير مقبولة.
خلال 3 سنوات تمكنت شرطة دبي من قطع الخدمات عن 3114 رقم هاتف مسجل على البطاقات، ومداهمة 218 شقة لمراكز غير مرخصة، وضبط 2025 شخصاً، منهم 1643 شخصاً لإخلالهم بالآداب العامة، و165 شخصاً لإنتاجهم وتوزيعهم بطاقات المساج، وهذه الأرقام تعكس مدى حجم هذه القضية والظاهرة، وماذا عن الأرقام المتصلة بهذه القضية في الإمارات الأخرى.
بعيداً عن دور الشرطة، ألا يعتبر الكمّ الهائل من بطاقات المساج على نوافذ السيارات وفي الشوارع من المظاهر المشوهة للأحياء والمدن؟، فأين دور البلديات في هذه القضية الهامة؟ فلماذا لا تتدخل الإدارات المختصة في البلديات وتلاحق مروجي هذه البطاقات بالتنسيق مع جهات الاختصاص؟، إن تكثيف الحملات في مواقف السيارات من شأنه أن يضبط العديد من مروجي هذه البطاقات، كما أن اتخاذ قرارات وعقوبات صارمة مع مروجي هذه البطاقات سيكون له دور فاعل في القضاء على هذه الظاهرة غير المقبولة، نأمل أن نلمس تحركاً ملموساً من البلديات خلال المرحلة المقبلة لمواجهة هذه الظاهرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"