عادي

بعد شهر على وصولها إلى السلطة... تراس تكافح لتثبيت سلطتها

15:11 مساء
قراءة 4 دقائق
1

برمنغهام (المملكة المتحدة) - أ ف ب
بعد شهر على وصولها إلى السلطة، سعت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، الأربعاء، إلى استعادة المبادرة وتأكيد سلطتها، في اليوم الأخير من مؤتمر حزب المحافظين الذي قوّضته الخلافات الداخلية حول السياسة التي يجب اتباعها لإخراج المملكة المتحدة من الأزمة التي تواجهها.
وقالت تراس في خطاب أمام المسؤولين والناشطين في حزبها «في هذه الأوقات الصعبة، علينا التحرك. أنا مصممة على دفع بريطانيا قدماً لكي نخرج من العاصفة».
وفي ظل رغبتها بتجديد السلطة المحافظة التي تحكم البلاد منذ 12 عاماً، قالت رئيسة الوزراء إنها تريد «إنهاء دورة النمو الضعيف»، مشيرة إلى هدفها المتمثل في «تنمية الاقتصاد البريطاني». وشددت على أنّ «الوضع الراهن ليس خياراً».
كذلك، شدّدت تراس على أولوياتها التي تتمثل في خفض الضرائب وتحسين الخدمات الصحية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، سعياً إلى إسكات أولئك الذين يتهمونها بالخروج من اللعبة بعد شهر على وصولها إلى السلطة.
وجدّدت رئيسة الحكومة البريطانية تأكيد دعم بلادها لأوكرانيا في حربها مع روسيا، في الوقت الذي قاطعها فيه ناشطون في منظمة «غرين بيس» لفترة وجيزة، احتجاجاً على إنهاء حكومتها للوقف الاختياري للتكسير الهيدروليكي.
لم تتوقف رئيسة الوزراء عن الدفاع عن مقاربتها «المسؤولة» للموازنة فيما أثارت «الموازنة المصغرة» التي عرضتها في 23 أيلول/ سبتمبر انتقادات واسعة بسبب خفض للضرائب ممول بالدين والتي تبقى قيمتها غير واضحة.
وفي ظل انتقادات وضغوط، أعلنت ليز تراس الإثنين أنها تتخلى عن إلغاء الشريحة الضريبية الأعلى، وهو الإجراء الذي أثار معارضة شديدة لأنه يفيد دافعي الضرائب الأثرياء، في أوج أزمة ارتفاع كلفة المعيشة.
وقالت تراس لشبكة «سكاي نيوز»: «أعتقد أنه لا يوجد أي عيب في أن ينصت الزعيم إلى الشعب ويستجيب، وهكذا أنا» في إطار محاولتها الإقناع بإجراءات أخرى واردة في خطة الموازنة التي عرضها وزير ماليتها كواسي كوارتينغ في 23 أيلول/ سبتمبر والتي كانت وراء تدهور الجنيه الإسترليني في الأسواق.
بالنسبة للناشطين الحاضرين في المؤتمر، يبدو أنّ الخطاب قد طمأنهم. وقالت ديبي ريتشارد (66 عاماً) وهي مسؤولة محلية منتخبة من سوفولك (شرق انجلترا) لوكالة فرانس برس، إنه كان «أفضل بكثير مما كنت أتوقع»، وذلك بعدما كانت «قلقة» بسبب التغيير الذي جرى الاثنين.
إلّا أنّ تساؤلات تُطرح عموماً عمّا إذا كان خطاب تراس أمام مؤتمر حزب المحافظين كافياً لإعادة تأكيد سلطتها، في الوقت الذي اتهمت فيه وزيرة الداخلية سويلا برافرمان الثلاثاء، المحافظين الذين انتقدوا تراس علناً، بشنّ انقلاب ضدها.
ويبدو أنّ هناك الكثير على المحك، إذ تحدّث الثلاثاء وزير النقل السابق غرانت شابس الذي دعم وزير المالية السابق ريشي سوناك ضد تراس في السباق إلى داونينغ ستريت، عن خطر إجراء أعضاء البرلمان المحافظين تصويتاً على الثقة.
وقال: «لا أظن أنّ أعضاء البرلمان، المحافظين، سيجلسون مكتوفي الأيدي في حال رأوا أنّ الاستطلاعات مستمرّة على هذا النحو».
وأفاد استطلاع للرأي نشره معهد «يوغوف» قبل الخطاب مباشرة، عن حصول ليز تراس على شعبية أقل من أسوأ ما سجّله سلفها بوريس جونسون. وأعرب 14 في المئة فقط من المستطلعين عن رأي إيجابي في الزعيمة المحافظة.
- تحذير
بدون أن يتسنى لها الوقت لتجنب تداعيات هذا التغير في الموقف، قام معسكر ليز تراس بتحذيرها من أي محاولة لإعادة تقييم المنافع الاجتماعية على أساس متوسط الدخل بدلاً من التضخم.
وجاء التحذير خصوصاً من وزيرة الدولة المكلفة العلاقات مع البرلمان بيني موردونت المنافسة السابقة لليز تراس في السباق الى «داونينغ ستريت»، والتي كانت تعتبر في أحد الأوقات المرشحة الأوفر حظاً بين أعضاء الحزب لخلافة بوريس جونسون.
من هنا تأتي الأسئلة حول الانضباط داخل الحكومة وسلطة رئيستها فيما ارتفعت عدة أصوات داخل الغالبية لتذكير ليز تراس بعدم الابتعاد كثيراً عن برنامج بوريس جونسون الذي أكسب المحافظين في كانون الأول/ ديسمبر 2019 فوزاً غير مسبوق منذ عهد مارغريت تاتشر (رئيسة الوزراء من 1979 الى 1990).
وكانت رئيسة الوزراء الحالية قللت في حديث مع «اذاعة تايمز» من شأن ذلك، قائلة: «الناس يجرون مقابلات طوال الوقت، في مؤتمر الحزب، الناس يتحدثون»، مضيفة: «المهم أننا جميعاً متحدون خلف خطة النمو».
لكن صحيفة «ديلي تلغراف» حذرت الأربعاء من أن «حزب المحافظين يمكن أن يصبح غير قابل للحكم» بالنسبة لتراس.
في الإطار نفسه أشارت صحيفة «تايمز» إلى «التمرد» المتزايد داخل صفوف المحافظين فيما تطرقت صحيفة «الغارديان» إلى «الفوضى» داخل الحكومة، مستعيدة على صفحتها الأولى تصريحات وزيرة الداخلية سويلا برايفرمان التي اتهمت الثلاثاء المحافظين الذين انتقدوا الحكومة علناً بشن «انقلاب» على تراس.
وينتظر أن تجري الانتخابات المقبلة في أقل من سنتين، والمعارضة العمالية بدفع من زعيمها كير ستارمر، الوسطي أكثر من جيريمي كوربن، خرجت أقوى من مؤتمرها في نهاية أيلول/سبتمبر.
وقال زعيم «حزب العمال» المعارض كير ستارمر عبر «تويتر»: «ما زال المحافظون يرفضون التخلّي عن موازنتهم الانتحارية التي فجّرت الاقتصاد».
وجاء ذلك فيما أظهر استطلاع جديد للرأي أن العماليين يتقدمون بنسبة 33% على المحافظين، وهو فارق غير مسبوق منذ نهاية التسعينيات ووصول توني بلير الى السلطة (1997-2007).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53sctapj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"