«السنع».. مهمة وطنية

00:42 صباحا
قراءة دقيقتين

إن التمسك ب«السنع» مهمة وطنية بالغة الأهمية، كونه وسيلة للحفاظ على التراث الإماراتي، وتعزيز منظومة الأخلاق والقيم في المجتمع وخاصة بين الأبناء من الجيل الجديد، الذي بات متأثراً بما يرد إليه من سلوكيات دخيلة، كما أن الحض على القيم الوطنية والسلوكيات والتمسك بالأخلاق، شرط أساسي لإعداد الأسرة ولبناء الأمم وتشييد الحضارات الإنسانية.
وتشكل مجالسنا وفعالياتنا الاجتماعية عنصراً مهماً لمنظومة «السنع» الذي يورثه الآباء للأبناء وتزرع في نفوسهم آداب الحكمة. ويحرص شيوخنا على تجسيد قيم التقدير والاحترام والأخلاق في التعامل والسلوك والتعايش والرحمة، ويحرصون على تعليم الأبناء أصول السنع والأدب وهو ليس مادة دراسية يتعلمها الطالب في المدرسة أو الجامعة بل هي أصول وتقاليد وأخلاق يستقيها من المجتمع ومن ثم الأسرة.
وحيث إن الأسرة الإماراتية تسعى دائماً للتمسك بعاداتها، وتقاليدها في سلوكياتها، كأهمية احترام الكبير واحترام المكان، وآدابه وسلوكه، وهذا ما تسعى إليه كافة المؤسسات الوطنية المجتمعية من تعليم وإعلام وخدمية اجتماعية. 
ويرى علماء النفس والمختصون في علم الأخلاق أن «القيم» شيء مهم في حياة أي إنسان، بحكم أنها توجه وترشد السلوك الإنساني، فالقيمة مبدأ مهم وعام للسلوك يشعر الإنسان نحوه بالارتباط الانفعالي القوي، كما أنها توفر مستوى للحكم على الأفعال والأهداف الخاصة بالإنسان. 
وتبني الشعوب قيمها وتعززها من ممارساتها وموروثها وخبراتها وتجاربها، ومن انتماءاتها والأرض المتعايشة عليها ومن الثقافة التي تسود حياتها. كما تستمد هذه القيم من العائلة الكبيرة والأسرة والأبوين، والأقارب، والأصدقاء.
ومن آداب «سنع» المجالس والمناسبات الاجتماعية في مجتمعاتنا الخليجية، احترام الحضور وتقدير الكبير وبالأخص إذا تواجد أحد من كبار القوم أو المسؤولين أو الشيوخ، واحترام المشاعر وآداب السلوك، والحديث في المجالس بصوت منخفض، وفيه أدب التحدث وأدب السؤال والقبول بما تفرضه قيم المجتمع وطباعه، لذا على الجميع أن يدرك أن مجتمعنا له خصوصيته، ولنا قيمنا وأعرافنا التي لن نتنازل عنها، نتمسك بها إلى الأبد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/t72j5c67

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"

مقالات أخرى للكاتب