عادي
نتيجة دمج إدارة المرض في البرامج الوطنية وتحسين النظام الصحي

انخفاض معدل انتشار السكري من 18.6% إلى 11.8% بمعدل 6.8 %

19:36 مساء
قراءة 4 دقائق
ccad-blog-diabetes-desktop
image
SEHA-Diabetes-02-scaled

متابعة: إيمان عبدالله آل علي

السكري مرض مزمن منتشر في المجتمعات، يصاب به الكبار والصغار، و تشير التقديرات إلى إصابة 422 مليون بالغ بالسكري، في العالم، عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين، عام 1980.

وكاد معدل الانتشار العالمي للسكري (الموحد بحسب السن) يتضاعف منذ عام 1980، إذ ارتفع من 4.7% إلى 8.5% لدى البالغين. وداء السكري يمثل تحدياً صحياً واجتماعياً واقتصادياً، حيث كان وفقاً لمنظمة الصحة العالمية السبب المباشر في 1.6 مليون وفاة عام 2019.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 14 نوفمبر من كل عام، يوماً عالمياً لمرضى السكري، للاعتراف بالحاجة العاجلة إلى متابعة الجهود المتعددة الأطراف، لتحسين الصحة، وإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في الرعاية الصحية.

وتعدّ الإمارات، من الدول التي شهدت ارتفاعاً في مرض السكري، وحرصت على وضع الخطط والبرامج لخفض نسبة الإصابة، وتمكنت من تحقيق النجاح وتراجع الإصابة.

وبلغة الأرقام، انخفض معدل انتشار السكري من 18.6% إلى 11.8%، أي 6.8 %، بفضل التطور الملحوظ لنظام الرعاية الصحية، ودعم الجهات الصحية والشركاء.

قصة نجاح

قصة نجاح الدولة في خفض النسبة كانت نتيجة كثير من المبادرات، حيث إن الإمارات تحتل المرتبة الثانية عالمياً في تسجيل الأدوية المبتكرة، منها أدوية علاج السكري. كما أن الخطة الاستراتيجية التي وضعتها لمواجهة المرض، أسهمت في تراجع معدلات الإصابة بنسبة 6.8% خلال السنوات الأخيرة. وحققت الكثير من الإنجازات البارزة في مكافحة مرض السكري، حيث دمجت إدارة مرض السكري في كثيراً من البرامج الوطنية، مثل الخطة الوطنية 2021، وأهداف التنمية المستدامة 2030، والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.

الضريبة الانتقائية

طبقت حكومة الإمارات، الضريبة الانتقائية في الربع الأخير من عام 2017، وهي ضريبة غير مباشرة تفرض على سلع معيّنة مضرّة بالصحة أو البيئة، ويشار إليها ب«السلع الانتقائية»؛ منها المشروبات الغازية: تتضمن أية مشروبات تحتوي على الغاز باستثناء المياه الغازية غير المنكهة. وتعدّ من المشروبات الغازية أية مُركزات أو مساحيق أو جل، أو مستخلصات يمكن تحويلها إلى مشروبات غازية. ومشروبات الطاقة: تتضمن أية مشروبات تسوّق أو تباع على أنها مشروبات للطاقة، قد تحتوي على مواد منبهة أو تمنح التحفيز العقلي أو البدني، وتلك المشروبات فيها نسبة عالية من السكريات.

برامج توعوية

تنظم وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فعاليات توعوية بمرض السكري باستمرار، لتعزيز الوعي الصحي بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية للحدّ من مخاطر داء السكري، وتشجيع التشخيص المبكر، وتحفيز المجتمع على تبني السلوكات الصحية الوقائية، والتعريف بالمشكلات الصحية المرتبطة بالمرض، وسبل الوقاية من مضاعفاته، باستخدام نموذج معتمد لتقييم عوامل الخطورة للإصابة لدى المشاركين، وتقديم الاستشارات التغذوية وفحوص المؤشرات الحيوية للجسم، فضلاً عن توزيع منشورات وعرض فيديوهات توعوية وتثقيف الموظفين بأهمية المراقبة الدائمة لسكر الدم، وضرورة الالتزام بنمط حياة صحي.

وتسعى الوزارة إلى مكافحة الأمراض غير السارية، لتحقيق أهداف الخطة الوطنية، وتحسين نتائج المؤشر الوطني لخفض انتشار داء السكري، عن طريق وضع سياسة وطنية للأمراض غير السارية، بالتزامن مع وضع خطة وطنية لمكافحة داء السكري ومضاعفاته، وتتضمن تقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة بطرائق مبتكرة ومستدامة، والتفعيل الأمثل لبرنامج مكافحة داء السكري، عبر الخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية طبقاً لأفضل الممارسات العالمية.

خدمات متطورة

تعمل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، على تقديم الخدمات المتطورة لمرضى السكري في المستشفيات والمراكز التابعة لها، ومنها نجاح الفريق الطبي في «مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال» في تركيب أحدث مضخة إنسولين لمريض سكري من النوع الأول بنظام «MinimedTM 780G» لأول مرة في الإمارات، في إنجاز رائد في عالم التقنيات الطبية الحديثة، وباستخدام الخوارزميات لتحسين مستويات السكر لدى المرضى. حيث تعمل المضخة بديلاً عن البنكرياس الطبيعي بإحداث توازن أدقّ بين جرعات الإنسولين والغلوكوز. كما تساعد على منع حالات هبوط نسبة السكر بالدم، ما يسهل التعايش مع المرض، ويحسن جودة حياة المرضى.

وتوفر مضخة الإنسولين القاعدية الذاتية الضبط، مع جرعات التصحيح التلقائي بنظام «MinimedTM 780G» الكثير من الميزات المتقدمة والفوائد الفريدة، حيث إنها تعمل بنظام الحلقة المغلقة، عبر عمل المضخة والمستشعر معاً، لتوفير تحكم في مستوى الغلوكوز، لضبط الجرعة التي تضخّ تلقائياً. كما أن النظام يوفر الأمان من انخفاض نسبة السكر في الدم، خاصة أثناء النوم، ومن ثم تجنّب العواقب الصحية المحتملة.

خدمات مبتكرة

تعمل المؤسسات الصحية في الدولة، على استقطاب أحدث الحلول العلاجية للمرضى وتوفير بيئة تقنية طبية وبنية تحتية قوية للخدمات الصحية، في إطار استراتيجية المؤسسات لتقديم خدمات صحية مستدامة، متكاملة، متاحة، فعالة، مبتكرة وعالية الجودة تواكب رؤية الإمارات والمعايير العالمية، وتعزيزاً لريادة الدولة وسعيها الدائم لتوفير أحدث الابتكارات الطبية للمرضى.

مركز متخصص

تملك هيئة الصحة بدبي، استراتيجية قوية متعددة الأوجه، تشمل جميع جوانب الوقاية من مرض السكري، واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بُعد، لإدارة ومنع مرض السكري من النوع الثاني، بسبب السمنة والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني. وجميع مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل لضمان الوقاية والعلاج المبكر والإحالات المتخصصة والرعاية في الوقت المناسب. كما أنشأت الهيئة وحدات لأمراض الغدد الصمّ للبالغين والأطفال في مستشفى دبي، ومركزاً متخصصاً للسكري في دبي، يوفر أعلى مستويات الجودة في رعاية مرضى السكري المتعددة التخصصات.

منظمة الصحة العالمية

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السكري واسع الانتشار بين كلا الجنسين في الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية. ويراوح انتشاره في هذه البلدان من 3,5% إلى 30%. وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يكون عدد المصابين أكثر من الضعف في أقاليم إفريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا بمنظمة الصحة العالمية. وفضلاً عن ذلك فإن الكثير من البلدان في الإقليم تُبلغ حالياً عن ظهور السكري النوع الثاني، في سن الشباب على نحو متزايد. ويرجع ذلك إلى أنماط الحياة القليلة النشاط على نحو متزايد، والسمنة. كما أن ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية في تزايد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz63wbz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"