عادي
%10 من الرُضع يحتاجون إلى رعاية خاصة

الفحوص.. وقاية آمنة لحديثي الولادة

23:25 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

الفحوص التي يخضع لها حديثو الولادة، من أهم الإجراءات الوقائية التي تساهم بشكل كبير في التشخيص والكشف المبكر عن وجود أي مشكلة طبية أو عيوب جسدية أو اضطرابات مرضية يمكن أن يعانيها الرضيع، وتوفير المعالجة الفورية وتحسين نسبة الشفاء، وتتضمن هذه الفحوص العامة الاختبارات الدموية، وقياس مستوى الأكسجين، فحص الجلد والوزن، اختبارات حاسة العين، وحاسة السمع وغيرها، وفى السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.

الصورة
1

تعد الاختبارات التي يخضع لها المواليد الجدد فور ولادتهم من أهم الإجراءات الوقائية التي تساهم بشكل كبير في التشخيص والكشف عن وجود أي مشكلة طبية أو عيوب جسدية أو اضطرابات مرضية يمكن أن يعانيها الرضيع، وإمكانية المعالجة الفورية وتحسين نسبة الشفاء، وتتضمن هذه الفحوص العامة الاختبارات الدموية، وقياس مستوى الأكسجين، اختبارات السمع، وفى السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هذا الموضوع تفصيلاً.

تقول د. نجوى الخولي أخصائية طب الأطفال:«يتم فحص المواليد الجدد عقب الولادة مباشرة من الدقيقة الأولى وحتى الخامسة، للكشف عن أي تشوهات واضحة أو علامات غير طبيعية، والاطمئنان على التنفس، الدورة الدموية، الجهاز العصبي، وعلى مدار ال24 ساعة الأولى يقوم الطبيب بسلسلة من القياسات للوزن والطول، ومحيط الرأس، ويقوم الطبيب المختص بفحص الجلد، الرأس، العنق، القلب، الرئتين، البطن، مفصل الفخذ،، وإجراء اختبار الدم للتحري عن بعض الأمراض، أو خلل في الهرمونات والإنزيمات، لتفادي مضاعفتها لاحقاً، وقياس نسبة الصفراء».

رعاية خاصة

تذكر د.الخولي أن المشكلات المرضية التي يمكن أن يعانيها الرُضع فور ولادتهم، يبدأ التنبؤ بها خلال نمو الجنين، وتعتمد على الكثير من العوامل التي تتعلق بصحة الأم والطفل، كالوزن، عدد أسابيع الحمل، صحة الأم قبل وأثناء الحمل والولادة.

وتضيف: يحتاج نحو 10% من الرُضع إلى رعاية خاصة بعد الولادة بسبب الخدج أو نقص النمو، أو مشاكل انتقال العيش في بيئة الرحم إلى الخارج، انخفاض نسبة السكر في الدم، صعوبة التنفس، العدوى، ارتفاع نسبة الصفراء أو أي تشوهات أخرى، ويتم ذلك في وحدة العناية المركزة المخصصة لهذه الحالات.

توضح د.الخولي أن حديثي الولادة يُحقنوا بمجموعة من اللقاحات الهامة التي تعمل على حمايتهم من الأمراض، مثل: التطعيم ضد الالتهاب الكبدي الوبائي «ب»، خلال أول 12 ساعة بعد الولادة، وتطعيم البي سي جي أو الدرن بعد اليوم الأول، وتعتمد بعض البلدان تطعيم النقط الفموية للوقاية من شلل الأطفال.

اختبار السمع

يلفت د. رمزي العمري، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة إلى أن حاسة السمع من الحواس المهمة التي تدخل في صلب التطور للطفل منذ الأسابيع الأولى، من حيث تطور المهارات والقدرات والتعلم والتواصل مع الآخرين ويمكن أن يؤثر سلباً في النطق والكلام.

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف أو فقدان السمع، وأهمها انتقال الأمراض الجينية من الوالدين، أو نتيجة لبعض المشكلات أثناء الحمل، كتعرض الأم للإصابة بالأمراض الفيروسية، أو تناول أنواع معينة من الأدوية، أو التدخين وشرب الكحول، أو ما يتعلق بالنزف وعسر الولادة، ونقص الأكسجين في الدماغ.

ويشير د.العمري إلى أن إجراء فحص السمع يتم بعد الولادة، وتكون حالة الرضيع مستقرة، ويستغرق هذا الفحص دقائق معدودة، حيث يقوم الطبيب المختص بوضع جهاز صغير بالقرب من الأذن وهو نائم، ويبث نوع من المؤشرات للقناة السمعية، للحصول على إيعاز من طبلة الأذن، للكشف عن سلامة حاسة السمع.

فحص العين

تؤكد د. سابين عباسي أخصائي طب وجراحة العيون أن المواليد الجدد يمكن أن تظهر لديهم اضطرابات العيون المتعددة فور الولادة، وربما هذه الاضطرابات معزولة أو مرتبطة بتشوهات جهازية أخرى، ولذلك فإن الفحص المبكر من الإجراءات بالغة الأهمية، للسماح بالتطور البصري الأمثل، وتًشكل الأشهر الستة الأولى من بعد الولادة الفترة الحرجة للتطور البصري، ويجب فحص الرضع الذين يستوفون معايير الفحص لاعتلال الشبكية الخداجي للمساعدة في منع العواقب البصرية الخطيرة، بما في ذلك الفقدان الكامل للبصر.

وتوضح د.عباسي أن اعتلال الشبكية الخداجي هو اضطراب ينتج عنه تغيير في نمو الأوعية الدموية في شبكية العين ويؤثر في الأطفال المبتسرين، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف البصر والعمى، ويصيب على الأغلب المواليد قبل اكتمال 32 أسبوعاً من الحمل، أو الذين يقل وزنهم عن 1500 جرام، ولذلك فإن فحص العين فور الولادة يقلل من مخاطر فقدان البصر، ويعزز فاعلية العلاج، ويكشف التشوهات الخلقية أو الهيكلية الأخرى، أو الالتهابات الشديدة أو الإصابات غير العرضية في العين عند الرضع.

فرط اليرقان بالدم ظاهرة منتشرة

تعتبر الصفراء أو فرط اليرقان بالدم من المشكلات التي تظهر لدى عدد كبير من الرُضع مع انتهاء اليوم الأول من ولادتهم، كما تؤدي بعض العوامل إلى زيادة فرصة الإصابة، مثل: المواليد الخدج، انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي، نقص بعض الإنزيمات، اختلاف زمرتي الدم بين الأم والرضيع، ويتسبب في انحلال كرات الدم الحمراء عند الطفل، وبالتالي ارتفاع مستوى البيليروبين أكثر من المستوى الآمن ويلحق الأذى بالجهاز العصبي.

ويحذر خبراء الصحة من الطرق الخاطئة التي يلجأ لها الأهل لعلاج الصفراء، مثل: تعريض الصغير لأشعة الشمس، وإبقاؤه تحت الإضاءة الصفراء أو البيضاء في المنزل، أو فرض قيود على الحمية الغذائية للأم المرضعة، وتعتمد الطرق الصحيحة في المعالجة على مسببات المرض ومستويات مادة اليرقان في الدم وعمر المولود، وتتم السيطرة على الحالات الخفيفة بالإرضاع المتكرر من حليب الأم، حتى يتخلص جسم المولود من المادة الزائدة من تلقاء نفسه في البول والبراز.

أما الإصابات الحادة فتعتمد أيضاً على زيادة مرات الرضاعة، ويعد العلاج الضوئي الأكثر شيوعاً لفرط اليرقان بالدم عند المواليد، ويتم عن طريق تعريض سطح جسم الرضيع لضوء أزرق مخصص ليقوم بتفكيك مادة اليرقان إلى مركّبات ووصول مستوياتها لمعدلات آمنة، ما يسهل التخلص منها مع عملية الإخراج، مع ضرورة وضع رقعات أو قناع خاص لحماية عينيه، وربما ترتفع نسبة اليرقان مجدداً بعد مرور 18 إلى 24 ساعة، ولذلك يُنصح بوضع الطفل تحت المراقبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msef5e4x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"