عادي

26 ألف قتيل في كارثة زلزال تركيا وسوريا.. وناجية تسأل: هل العالم هنا؟

22:00 مساء
قراءة 4 دقائق

كهرمان مرعش - أ ف ب

تجاوزت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين 26 ألف قتيل، فيما أُنقذ أشخاص بأعجوبة السبت، وسط عمليات البحث المتواصلة، واستُحدثت مقابر في ظل وضع أمني صعب وطقس شديد البرودة.

وبعد خمسة أيام من وقوع الكارثة، يبذل مسعفون جهوداً مضنية لسحب أحياء من تحت أنقاض المباني، وبينهم أطفال. وتزامناً، علق الجيش النمساوي عمليات الإنقاذ في تركيا، السبت، مشيراً إلى «الوضع الأمني» في المكان.

وقال متحدث في فيينا: «وقعت هجمات بين مجموعات». وأوضح أن 82 جندياً نمساوياً احتموا في قاعدة بمحافظة هاتاي «مع منظمات دولية أخرى بانتظار توجيهات».

وقالت السفارة التركية في فيينا، إن «الفريق النمساوي لا يعاني حالياً مشكلات أمنية».

وفي ألمانيا، قال المتحدث باسم الفرع الألماني لمنظمة I.S.A.R غير الحكومية ستيفان هاين، إن المنظمة والهيئة الفيدرالية للإغاثة الفنية «أوقفتا عمليات الإنقاذ في تركيا».

وأضاف: «في الساعات الأخيرة تغير الوضع الأمني على ما يبدو في محافظة هاتاي. يصل مزيد من التقارير عن اشتباكات بين مجموعات مختلفة، إضافة إلى حدوث إطلاق نار».

* يعتصرني الحزن ووصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، السبت، إلى حلب السورية، التي تضرّرت بشدة جراء الزلزال. وقال على موقع تويتر: «يعتصرني الحزن لمعاينة الظروف التي يواجهها الناجون من طقس بارد ووصول محدود للغاية إلى المأوى والطعام والمياه والدفء والرعاية الطبية».

وجال غيبرييسوس برفقة وزير الصحة، على أحياء متضررة في مدينة حلب. كما زار مستشفى ومركز إيواء.

وبحسب آخر التقارير الرسمية السبت، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة إلى مقتل أكثر من 25401 شخص. وأفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا، أنه عثر على 21848 جثة في تركيا، فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلاً.

وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش. وتخوفت من أزمة صحية كبرى قد تتجاوز أضرارها خسائر الزلزال. وعبّرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا مجدداً في سوريا.

ووافقت الحكومة السورية، الجمعة، على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد. وشرّد الزلزال حوالي 5.3 مليون شخص في سوريا وحدها، على ما حذرت الأمم المتحدة.

وفُتح، السبت، معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً للسماح بمرور المساعدات الإنسانية. وعبرت خمس شاحنات محمّلة بمساعدات لضحايا الزلزال معبر أليكان في محافظة إغدير.

*«هل العالم هنا؟» وفي هاتاي التركية، انتشلت طفلة تبلغ عامين، وتُدعى آسيا، بحسب وسائل إعلام، لكن لم يعثر على أسرتها بعد.

وتمكنت طواقم الإنقاذ من سحب امرأة تبلغ 70 عاماً وتدعى منيكسي تاباك من الأنقاض، في كهرمان مرعش، وسط صيحات «الله أكبر». وسألت المرأة عندما خرجت إلى النور «هل العالم هنا؟».

وأكدت «وكالة أنباء الأناضول»، أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال أمّ تدعى أوزلم يلماز (35 عاماً) وابنتها خديجة (6 أعوام) على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى بعد 117 ساعة على الزلزال في أدي يامان.

ونقلت الأم وطفلتها بسيارة إسعاف إلى المستشفى. وأعلنت منظمة ألمانية غير حكومية، وفاة امرأة تبلغ 40 عاماً متأثرة بجروحها، بعدما أنقذها فريق إغاثة ألماني في كيريخان، الجمعة، إثر قضائها أكثر من 100 ساعة تحت الأنقاض.

وفي جنوب تركيا، تحولت مواقف سيارات وملاعب وصالات رياضية إلى أماكن لوضع الجثث، حيث توجهت عائلات منكوبة للبحث عن أقاربها المفقودين.

وقالت توبا يولكو بقلق، بينما كانت تبحث عن عمتها المفقودة بين الجثث في كهرمان مرعش: «فليساعدني الله على إيجادها».

وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية مشاركة حوالي 32 ألف شخص بعمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مسعف أجنبي. كذلك ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقاً لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

*اعتقالات وأوقف، السبت، نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جراء الزلزال، وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا.

ويثير انهيار المباني الذي يكشف أنها شيدت بطريقة رديئة، الأمر الذي لم يترك فرصة لسكانها للنجاة، غضباً في البلاد.

وتتدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى تركيا، لكن الوصول إلى سوريا أكثر تعقيداً، إذ تشهد البلاد حرباً، وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر «باب الهوى»، نقطة العبور الوحيدة. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتاً في قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

وبعدما بقيت مدينة جبلة السورية في محافظة اللاذقية لسنوات بمنأى عن الحرب والمعارك، أعلنتها الحكومة منطقة منكوبة كحال المناطق الأخرى المتضررة جراء الزلزال.

وقال النجّار عبد الهادي العجي: «إنها المرة الأولى التي تشهد فيها جبلة فاجعة مماثلة، أبلغ 52 عاماً، ولم أر شيئاً مماثلاً في حياتي». وأضاف العجي، وهو أب لأربعة أطفال: «إنه رعب لا يُمكن وصفه».

وفي دمشق، دعت وزارة الإعلام السورية السبت الصحفيين إلى مواكبة دخول «قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية جهّزتها الدولة السورية لدخول محافظة إدلب عبر معبر» مدينة سراقب.

ونقلت جريدة الوطن السورية، عن مصدر إغاثي في دمشق قوله: حصلنا على الموافقة لإدخال قافلة المساعدات إلى إدلب.

إلى ذلك، واصل الرئيس السوري بشار الأسد برفقة عقيلته أسماء تفقد المناطق المتضررة، في جولة بدأها الجمعة في حلب وقادته السبت، إلى محافظة اللاذقية، حيث زار مركز إيواء للمتضررين من الزلزال.

وأثنى الأسد في تصريحات للصحفيين على التعاطف العربي مع بلاده إزاء الكارثة، منتقداً في الوقت نفسه موقف الدول الغربية التي اتهمها ب«تسييس الوضع في سوريا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2asnkm39

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"