“عقد الهرولة إلى الذكاء” قهرته الطبيعة

برحيل عام ،2010 تطوى صفحة العقد الأول من الألفية الثالثة الذي حفل بتحديات كبيرة بعضها كان تركة ثقيلة ورثها عن سلفه، وأهمها التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، وبعضها جديد أفرزته الثورة التكنولوجية غير المسبوقة التي شهدتها سنواته العشر وجعلت البعض يطلق عليه عقد الهرولة إلى الذكاء . حمل هذا العقد أيضاً آمالاً وطموحات استطاع العلماء

تحقيق بعضها لمصلحة البشرية، ولايزال الكثير يراوح مكانه . وكما هو حال ناموس الطبيعة الدائم في كل العقود والأعوام، شهد هذا العقد إخفاقات في مجالات، ونجاحات بأخرى، لذا كان من الصعب إطلاق أحكام عليه أو ألقاب لوصفة وتصنيفه، لكن ذلك لا يمنع رصد أهم أحداثه التي رسمت معالمه، في بعض المجالات المهمة التي أسهمت في تغيير شكل الحياة لملايين البشر .

على الرغم من أن شبكة الإنترنت لم تظهر إلا من عقود قليلة، إلا أنها أحدثت تغييرات كبيرة حول العالم، ولم تبق حبيسة أجهزة الكمبيوتر فقط، بل أسست لخليط كبير من الشبكات المستقلة والعالمية التي جمعتها في كيان أوسع، وأوجدت ملايين الفرص التعليمية والتجارية والترفيهية، وتحركت عبرها مليارات الدولارات يومياً ضمن بواباتها الافتراضية . وبلغت عدد صفحات الإنترنت في منتصف 2010 حوالي تريليون صفحة، وهو رقم يتزايد يومياً، ويزيد عن عدد سكان العالم البالغ 7 .6 مليار نسمة، وبحسبة بسيطة، فإن كل فرد على الأرض يقابله 150 صفحة إنترنت .

أحدث البيانات الصادرة عن اتحاد الاتصالات الدولي أشارت إلى ارتفاع مستخدمي الإنترنت في العالم إلى ملياري مستخدم بنهاية ،2010 وذلك بفضل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها فيسبوك وتويتر وماي سبايس وبيبو، ومواقع مشاهدة الفيديوهات المصورة التي يضم مجتمعها العالمي مالا يقل عن نصف المستخدمين للإنترنت وأغلبهم أعضاء بموقعي يوتيوب وفيمو . بالإضافة إلى ذلك انتشرت التجارة الإلكترونية على الإنترنت، وراجت كذلك الألعاب الإلكترونية التي بدأت أول العقد عادية، وانتهت بتقنية ثلاثية الأبعاد حققت الشركات المبتكرة لها أرباحا خيالية تجاوزت مليارات الدولارات . وعلى الرغم من الحداثة النسبية للمدونات الشخصية، فإنها تحظى بتأثير مهم في شريحة كبيرة من الرأي العام العالمي، خاصة بين الشباب .

وبفضل السرعات العالية للشبكات، زادت معدلات تحميل الملفات عن طريق الاتصال بالإنترنت 35 مرة بنهاية العقد عن بداياته، إذ بدأت السرعة 127 كيلوبايت في الثانية أول العقد لتصل إلى 4،4 ميجا بايت بالثانية بنهايته . وعلى الرغم من أن هذا التقدم ميزة رئيسة ساعدت على تحويل العالم إلى قرية صغيرة بالفعل، فإنها حملت سلبيات خطرة أهمها فتح مصادر المعلومات حول كل شيء أمام الجميع، مهما كانت المعلومة التي يبحث عنها الشخص خطيرة، أو ضارة، أو مبتذلة، كما أصبحت مسرحاً لكشف جميع الأسرار الشخصية والعامة . وعرف العالم هذا العقد للمرة الأولى مصطلح الجريمة الافتراضية بعد انتشار العوالم الافتراضية على الإنترنت، التي بلغ التهافت على الانضمام إليها أمراً لا يصدقه عقل .

والمواقع التي حظيت بشهرة واسعة في هذا العقد، وشكلت إلى حد كبير واقع ومستقبل المعلومات حول العالم، كان أهمها جوجل وهو محرك البحث الأول الذي يبلغ متوسط عدد زواره شهرياً 977 مليون زائر . ويحلو لبعض المراقبين تقسيم الإنترنت إلى مرحلتين: ما قبل جوجل، وما بعده، ويتسم بأنه محرك ذكي ينتشر عبر الشبكة ليجمع كل ما كتب عن موضوع معين بحسب كلمة البحث . وأطلق الموقع عشرات الخدمات المميزة طوال العقد وكان أهمها مشروع جوجل ايرث GOOLE EARTH الذي بدأ عام ،2005 لرسم خريطة للأرض، تظهر بها معالم كل قرية ومدينة ودولة حول العالم . وكانت أحدث إصدارته من الهواتف الذكية التي أطلقها نهاية العام من أفضل مشروعاته التي يصل حجم إيراداتها السنوية إلى 20 مليار دولار، ومتوسط أرباح 5 مليارات دولار، ومعدل نمو 35%، وهي أرقام تشبه معجزة اقتصادية خلال عشر سنوات فقط .

كانت الشراكة بين ياهو ومايكروسوفت علامة بارزة لهذا العقد، وهي شراكة لمدة عشر سنوات هدفها التضييق على جوجل، وبموجبها استحوذت مايكروسوفت على محرك بحث ياهو، لمصلحة محركها بينجو مقابل حصول الأخيرة على 88% من عائدات عمليات البحث والإعلانات عبر الموقع .

ويبقى فيسبوك أهم مواقع التواصل الاجتماعي التي تأسست على شبكة الإنترنت منذ منتصف العقد، ويعتبر بمثابة ميلاد جديد للشبكة، إذ أحدث تحولاً كبيراً في استخداماتها . ويبلغ عدد مستخدمي الموقع نصف مليار شخص، مما يعني أنه ثالث أكبر تجمع للبشر حول العالم بعد دولتي الصين والهند، وتوج مؤسسه مارك زوكربيرغ شخصية العام في القائمة السنوية التي تعدها مجلة التايم الأمريكية، متقدماً على ساسة واقتصاديين مخضرمين . وأثير الكثير من الجدل حول الموقع منذ بدايته، وحظر في عدة دول، وحظرت الآلاف من الشركات استخدامه لإهدار الموظفين ساعات طويلة أمامه، كما تعتبر الخصوصية واحدة من أهم المشكلات التي يواجهها أعضاؤه، بعد تكرار سرقة بياناتهم الشخصية . وعلى الرغم من المشكلات الكثيرة المثارة حوله، وبصرف النظر عن المؤيدين أو المعارضين له، يعتبر فيسبوك ثورة حقيقة ونموذجاً ناجحاً لما يجب أن تكون عليه الأعمال، إذ بلغت أحدث التقديرات المالية له بحوالي 15 مليار دولار، ومتوسط عدد زواره شهرياً 648 مليون زائر، ويحتل المرتبة الثالثة بعد جوجل ومايكروسوفت كأكثر المواقع تصفحاً على الإنترنت . وأسهم موقع ال يوتيوب في إعادة رسم شكل الإنترنت منذ بدايته عام ،2005 وأصبحت ملفات الفيديو بفضل هذا الموقع تستحوذ على النصيب الأكبر من حركة الإنترنت، وهو أحد العوامل الرئيسة المتوقع أن يتزايد بسببها استخدام الإنترنت أربعة أضعاف ما هي عليه حالياً بحلول عام ،2014 خاصة مع استخدامه على نطاق واسع سياسياً، لإحداث تغييرات مجتمعية، وعدم اقتصاره على عرض مواد ترفيهية فقط .

ميدان إلكتروني للحروب

كتبت شبكة الإنترنت في نهاية العقد فصلاً جديداً في تغيير الشكل التقليدي للحروب، بعد اعتبارها الميدان الجديد للمعارك، والمجال الخامس للعمليات العسكرية بعد الأرض والبحر والجو والفضاء الخارجي، لكن شتان بين شكل ونوعية الجنود والعتاد الذين تستخدمهم شبكة المعلومات العملاقة الواسعة الانتشار والنفوذ والتغلغل في كل أنحاء العالم، والصورة الذهنية المرتبطة بالجندي المدجج بأحدث الأسلحة من دبابات وطائرات . إن الجنود الجدد أو المحاربين القادمين لا يحتاجون إلى أي نوع من الأسلحة سوى درجة عالية من الذكاء، وجهاز كمبيوتر بمواصفات متطورة، وبالتأكيد رغبات خاصة، وحماس مميز نحو الإضرار بالآخرين، الذي يختلف حجمه بحسب الجهة المراد العبث معها . وإذا كان فيروس ستكسنت الذي أصاب المفاعل النووي الإيراني في بوشهر هو الإعلان الحقيقي عن بداية عصر سباق التسلح عبر الإنترنت، فإن تسريبات ويكليكس التي فضحت أسرار وكواليس العلاقات السياسية في السنوات الأخيرة أشعلتها، وأظهرت أن هناك إرهاصات سابقة تؤكد أن ما حدث لم يكن مفاجأة للدول الكبرى التي سبق وأنشأ العديد منها وحدات خاصة لمكافحة إرهاب الإنترنت هدفها الحيلولة دون الانتهاك غير المشروع لنشاطات شبكات المعلومات والاتصالات التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث تكنولوجية تعرض أمن الدول للخطر . وعلى حين اقتصرت روسيا على معالجة الأمر ضمن لجنتها الوطنية لمكافحة الإرهاب، فإن كلاً من بريطانيا وأمريكا أنشأت وحدات خاصة مستقلة، لتتعامل مع هذا الخطر .

هيومانويد ينافس الإنسان

تعددت استخدامات الروبوت وزاد الاعتماد عليه بعدة مجالات في هذا العقد، ولم تعد قاصرة على المهام التي يصعب على الإنسان القيام بها، خاصة بالمجالين الصناعي والعسكري، بل امتدت إلى آفاق أوسع أهمها المجالس الطبي . وفاقت شهرة الجراح الآلي دافنشي الحدود بعد نجاحه في إجراء جراحات معقدة بكفاءة كبيرة، ووصلت المهام إلى الفضاء حيث يقوم الروبوت روبونوت الذي يشبه الإنسان بدور مساعد رائد الفضاء بالمحطة الفضائية الدولية، وهناك العربات الروبوت التي هبطت على سطح المريخ لاستكشافه .

وتميز هذا العقد بالتوسع في إنتاج هيومانويد، وهي روبوتات ذكية قريبة الشبه بالإنسان، تتحرك وتتكلم، بعضها مبرمج على فهم المشاعر والضحك وتبادل الحوار مع الإنسان، وتستخدم على نطاق واسع في الأنشطة المنزلية مثل مساعدة المسنين والمعاقين على العمل باستقلالية . ومع نهاية العقد، اقتحمت هيومانويد المجالات التي يعمل بها الإنسان تقريباً، فهناك الروبوت المعلم بالمدارس، والراقص بالفرق الموسيقية، والنادل بالمطاعم، وعارضة الأزياء الروبوت، والشرطي الروبوت، والممرضة التي تسهر على راحة المريض . وهناك روبوت آخر عبارة عن لباس يرتديه الشخص ليساعده على أداء الوظائف المكلف بها بدءاً من الزراعة، وحتى الاستحمام، وهناك الحراس الآليون الذين يعملون في المناوبات المسائية بلا كلل، وعلى الطريق الموظف الروبوت الذي يمتاز بتنفيذه تعليمات مديريه بحذافيرها .

بعد قرن من ظهور الفن السابع، بدأت شبكة الإنترنت منتصف هذا العقد في رسم ملامح شكل جديد للفيلم السينمائي، سواء الروائي الطويل بعد انتشار القرصنة وسرقة الأفلام لعرضها على مواقع مختلفة مهددة بذلك حقوق الملكية الفكرية للمنتجين، أو بإبداع شكل جديد من الأفلام القصيرة جداً لا تزيد في مدتها على 10 دقائق بالمتوسط .

ولعبت مواقع مشاهدة الفيديوهات المصورة دوراً كبيراً في اكتشاف موهوبين بسطاء عاشقين للكاميرا من مختلف دول العالم، وغيّر هذا الشكل السينمائي الجديد أفكاراً تقليدية راسخة عن شكل المعالجات الدرامية، وطرائق الإخراج، وخرج بالفيلم القصير من دائرة الوثائقية إلى موضوعات أوسع، وأكسبه جمهوراً وصل في بعض الأفلام، منها فيلم الثقب الأسود للمخرجين فيل سانسوم وأولي ويليامز إلى 8 ملايين مشاهدة، وهو رقم صعب تحقيقه عبر دور العرض السينمائي العادية .

وعلى مستوى التقنيات الحديثة، كان انتشار حمى الأبعاد الثلاثية في 2010 بعد فيلم أفاتار للمخرج جيمس كاميرون، أهم معالم العقد، وثبت صدق توقعات النقاد الذين اعتبروا الفيلم بداية حقبة جديدة في السينما توازي إضافة الصوت إلى الصورة . وتسببت الإيرادات الهائلة التي حصدها، وبلغت ملياراً و104 ملايين دولار، وهو الرقم الأعلى عالمياً، في هرولة المخرجين إلى تصوير أفلامهم بنفس التقنية التي وصلت إلى الإعلانات التجارية، وأفلام الرسوم المتحركة .

وعلى المستوى العربي، تراجع إلى حد كبير عدد الأفلام السينمائية المنتجة هذا العقد، على الرغم من ظهور عدد كبير من النجوم الشباب، وبدء عدد من المخرجين الواعدين تجاربهم لنشر الفن السابع في مناطق جديدة عربياً مثل الأردن وسوريا والمغرب والجزائر . وأطلت أغلب المهرجانات السينمائية العربية الجديدة في هذا العقد، فباستثناء مهرجاني القاهرة ودمشق، ولدت أغلب المهرجانات الناجحة منذ بداية العقد، وأهمها مهرجانا أبوظبي ودبي في الإمارات، والدوحة ومراكش، والقصبة الفلسطيني، وتطوان بالجزائر بعد تجديده (بدأ عام 1994) . وبدأت هذه المهرجانات متضاربة المواعيد، إذ تركزت خلال نوفمبر وديسمبر من كل عام، حتى تم التنسيق بين إدارتها، وتثبيت أجندة دائمة بمواعيدها السنوية .

وحظيت الدراما التليفزيونية بالنصيب الأكبر من الاهتمام هذا العقد، ولفتت الانتباه في هذا الصدد عدة ظواهر، أولاها زيادة عدد القنوات الفضائية العربية على مختلف اتجاهاتها واهتماماتها التي بدأت موسيقية وانتهت درامية . نتج عن ذلك غزارة في إنتاج الفيديو كليب وانتهت المسألة بفيضان من المسلسلات، الذي أفرز بدوره قنوات درامية متخصصة، كانت السبب في بعض الظواهر الإيجابية من أهمها، زيادة المسلسلات ذات التعاون العربي المشترك، .

وسلبياً، أفرزت هذه القنوات زيادة مبالغاً فيها في أجور الفنانين النجوم، وتكريس منطق الأعمال الرمضانية التي تتكالب على حجز مكانها وسط زحام المائدة الرمضانية . ومن أهم الظواهر التي يختلف البعض على تصنيفها ما بين إيجابي أو سلبي، غزو المسلسلات التركية والمكسيكية وحديثاً الهندية للشاشات العربية، وازدهار استوديوهات الدبجلة .

واستنسخت خلال العقد المنقضي عدة أشكال من البرامج الغربية ونقلت إلى الشاشات العربية مثل، برامج التوك شو التي أصبحت أحد أهم أسباب زيادة جماهيرية قناة على حساب الأخرى، وعرف المواطن العربي للمرة الأولى برامج تلفزيون الواقع التي اشتركت مع برامج مسابقات أخرى في الكشف عن المواهب الفنية .

الكوارث خريطة مفزعة وأسوأها تسونامي

عانى العالم خلال العقد الأول من الألفية الثالثة من ظواهر طبيعية قاسية تنوعت ما بين الأعاصير والفيضانات المدمرة في جانب، والجفاف وحرائق الغابات في جانب آخر، إضافة إلى كوارث البراكين والزلازل التي دمرت مدناً بالكامل، وشردت الملايين من البشر شرقاً وغرباً . وانتقل الحديث عن أثر التغيرات المناخية والاحتباس وذوبان الجليد من قاعات المؤتمرات الدولية المعنية بالمناخ إلى العامة في القوى والمدن الذين تأثروا بسببها . وأصبح اسم النينو معروفاً للصغار والكبار، وهي الظاهرة التي يحملها الخبراء مسؤولية التطرف المناخي الذي عانى منه العالم، وبخاصة في ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، إذ سجلت حرارة 2010 أعلى معدل لها منذ 150 عاماً . وحذرت دراسة أعدها المركز الوطني الأمريكي للأبحاث بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من أن هذا الارتفاع له مخاطر هائلة على ارتفاع منسوب سطح البحر وتغير هطول الأمطار، ما سيؤدي إلى انكماش مساحات كبيرة من الغابات المطيرة، وانقراض بعض أنواع الحيوانات وحدوث تغييرات كبيرة بنوعية المحاصيل الزراعية، وزيادة معدلات انتشار الأمراض التي تسببها ناقلات الجراثيم . وستؤدي كذلك إلى زيادة حدة التحركات السكانية على نطاق كبير، خاصة بالهجرة من الريف إلى المدن وتعريض حياة الأفراد للخطر وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، خاصة في الدول الفقيرة .

ووصلت عدة مناطق ساخنة حول العالم بنهاية العقد إلى مرحلة الخطر الحقيقي مع زيادة التوقعات بغرقها في مياه المحيطات المطلة عليها نتيجة ذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه، ومن أهمها جزر المالديف، وتوفالو التي بدأ سكانها بالنزوح الفعلي عنها إلى نيوزيلندا، ومناطق أخرى منتشرة في قارات آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية .

وكان تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ذكر أن الخسائر السنوية الناجمة عن الكوارث الطبيعية تتجاوز 50 مليار دولار، ووصلت جملة الخسائر خلال العقد الأخير حوالي 2،1 تريليون دولار سببتها 7500 كارثة، أسفرت عن مصرع أكثر من مليوني شخص .

وفي ما يلي قائمة بأكبر الكوارث التي شهدتها الأرض خلال العشر سنوات الماضية:

2001: زلزال قوته 7،6 درجة ضرب إقليم جورجارت الهندي وهو الأسوأ منذ نصف قرن، وسويت فيه المباني بالأرض وأودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص .

2002: وقع 70 زلزالاً حول العالم، تسببت بخسائر مادية وصلت إلى 55 مليار دولار للمرة الأولى، وتعرضت أوروبا لعواصف شديدة، وانتشرت حرائق الغابات في أستراليا وكندا، وجنوب غربي أوروبا .

2003: وقعت نحو 700 كارثة طبيعية تركزت بالفيضانات والانهيارات الأرضية التي ابتلعت قرى بالكامل، خاصة بشرقي آسيا، راح ضحيتها 75 ألف شخص، وسجلت خسائرها الاقتصادية رقماً قياسياً جديداً عندما وصلت إلى 65 مليار دولار .

2004: أسوأ كارثة بشرية بالتاريخ الحديث، عندما ضرب تسونامي سواحل عدة دول مطلة على المحيط الهندي، الذي ابتلعت مياهه في دقائق ما يزيد على 283 ألف شخص من إندونيسيا وبنغلاديش وسيريلانكا، مخلفاً خسائر مادية قدرت بمليارات الدولارات . كما شهد العام زلزال هونشو الياباني الذي خلف خسائر قدرت ب 30 مليار دولار، وإعصاري تشارلي بالكاريبي وفلوريدا .

2005: زلزال قوي في باكستان سجل 7 درجات بمقياس ريختر، وتسبب في مقتل 87 ألف شخص وخسائر 5 مليارات دولار، وثلاثة أعاصير مدمرة هي ريتا، ويلما، وكاترينا وبلغت خسائرها الاقتصادية 20 مليار دولار في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها أمريكا .

2006: الفيضانات والأعاصير المدمرة تقضي على 41 مليار هكتار من الأراضي الزراعية بالصين .

2007: كوارث مناخية تركزت أغلبها بالصين بفعل الأجواء غير العادية من فيضانات وانهيارات أرضية في مناطق، وجفاف في مناطق أخرى، وبلغت خسائرها الاقتصادية 49 مليار دولار، وشردت الملايين من منازلهم .

2008: زلزال سيشوان المدمر في الصين الذي أودى بحياة 87 ألفاً و476 شخصاً .

2009: كوارث طبيعية تعددت ما بين موجات جفاف شديد، وفيضانات وزلازل وأعاصير وموجات حر، وعواصف، وحرائق غابات تنتشر بعدة دول حول العالم .

2010: زلزال هايتي الذي سجل 7 درجات بمقياس ريختر، وأحال العاصمة بورت أوبرنس في يناير/ كانون الثاني إلى أنقاض خلال دقيقة واحدة، راح ضحيته أكثر من 200 ألف قتيل، ولاتزال البلاد تعاني من آثاره، خاصة بعد تفشي وباء الكوليرا نهاية العام . وفي الشهر التالي مباشرة ضرب زلزال عنيف تشيلي بلغت قوته 8،8 درجة بمقياس ريختر، وهو الأعنف في هذا العقد، تجاوزت آثاره الخسائر المادية والبشرية إلى تحريك محور الأرض بمقدار 8 سنتيمترات ما تسبب في قصر طول اليوم بنحو 1،26 ميكروثانية بسبب اختلال دوران الأرض حول محورها .

وفي منتصف العام، سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً غير مسبوق، وكان الصيف الأكثر سخونة من 150 عاماً، أعقبته ظواهر مناخية عنيفة تسببت في فيضانات باكستان والصين وبنغلاديش التي شردت الملايين، وتزامنت معها حرائق الغابات في روسيا، كما شهد العالم ثورة عدة براكين أشهرها بركان أيسلندا . وفي أواخر العام كان الجليد بطل المشكلات المناخية .

الحياة الثانية

انتشرت العوالم الافتراضية على الإنترنت بعد تأسيس الأمريكي فيليب روزدال موقع الحياة الثانية وهو نظام محاكاة رقمي عبر الكمبيوتر صنع ليعيش به الناس ويمارسوا أنشطة مثل التي تحدث في الحياة الواقعية، أو بافتراض أشكال فانتازية من الحياة غير موجودة بالفعل من خلال شخصيات افتراضية يصنعها الناس لأنفسهم يطلق عليها Avatars . وتعددت أشكال العوالم الافتراضية وتطورت لتسقط الحدود شيئاً فشيئاً بين العالم الواقعي وتلك العوالم الافتراضية فيما أطلق علية الدائرة السحرية، وتوجد عشرات المواقع لعوالم افتراضية على الإنترنت يزورها يومياً ملايين الناس من كل مكان في العالم، بكل ما لديهم من تنوع في الثقافات والسلوكيات والأفكار حيث يبيعون ويشترون ويتناقشون ويغنون ويرقصون ويمارسون الرياضة ويحظون بحرية أكثر من عالمهم الحقيقي، حيث شخصيتهم الحقيقية غير معلومة ولا تسري عليهم الكثير من الظروف المقيدة للواقع .

ولم يعد الأمر للمرح وقضاء الأوقات فقط، فقد ظهرت استخدامات واستفادات عملية كثيرة جداً من هذه التقنية مثل مساعدة الأطفال المتوحدين أو كبار السن لتعويض النقص الاجتماعي أو العاطفي . كما أصبحت العوالم الافتراضية على الإنترنت أداة يتسع استخدامها مع الوقت للعديد من الأكاديميات والجماعات التي تنشئ طرق تعليم وفصولاً افتراضية .

الجينوم ثورة علمية تراوح مكانها

تنوعت الاكتشافات العلمية والتكنولوجية المهمة في هذا العقد، وعلى الرغم من تخفيض ميزانية البحث العلمي بكثير من الدول حول العالم نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، يمكن رصد عدد من أهم المشروعات العلمية المميزة التي شكلت نقطة علمية فارقة لصالح تطور الحياة البشرية . بدأت هذه المشروعات مع مطلع العقد بثورة علمية حقيقية بعد التوصل إلى أول خريطة للجينوم البشري الذي يهدف إلى التعرف إلى الجذور الجينية لأمراض شائعة مثل السرطان والزهايمر، واكتشاف علاجات غير تقليدية لها . وبعد انقضاء عشرة أعوام، يرى الكثيرون أن مشرع الجينوم لايزال يراوح مكانه، ولم يسفر إلا عن القليل في التطبيقات الطبية، على الرغم من إحداثه ثورة في البحوث البيولوجية، ويتعين على العلماء خلال العقد المقبل البحث عن استراتيجية جديدة غير التي ينتهجونها حالياً للخروج من النفق المظلم الذي حبست به بحوث الجينوم التي شهدت فيضاً من الاكتشافات المتعلقة بطفرات في الجينات المسببة للأمراض، لكنها لم تتمكن من وضع تفسيرات أسباب حدوثها، وطرق علاجها .

وعلى الرغم من اكتشاف الخلايا الجذعية قبل ستين عاماً، فإن الجدل احتدم بشدة خلال هذا العقد حول أبحاثها، ومصادر الحصول عليها، خاصة بعد اكتشاف نوع ثالث من هذه الخلايا داخل خلايا الحبل السري، وتؤدي نفس وظائف الخلايا البالغة تماماً، وتكمن أهميتها في قدرتها على التشكل بأي نوع من خلايا الجسم الأخرى، وتتمكن من إصلاح وتعويض الخلايا التالفة بشكل مستمر، ولديها القدرة على البقاء على حالتها الأساسية أو التخصص لتصبح خلايا أكثر تعقيداً مثل خلايا العظام أو العضلات . ويعني ذلك ببساطة قدرتها اللامحدودة على الانقسام وتعدد خياراتها كمصدر أساسي في الطب الاستبدالي، حيث تمكن أن تحل محل عمليات زرع واستبدال الأعضاء، أنه يمكن زراعتها بجسم المريض لتنتج خلايا جديدة بدلاً عن التالفة .

واستطاعت الخلايا الجذعية إبهار العالم خلال السنوات الأخيرة بقدرتها على علاج عدد كبير من الأمراض مثل الزهايمر، والأمراض الناتجة عن إصابة الحبل الشوكي، والسرطان، والجلطات، وأمراض القلب والسكري، والعيون، والحروق والتهاب المفاصل . وعلى الرغم من ذلك تضع الكثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة كثيراً من القيود على أبحاثها العلمية، وتعتبر اليابان والهند والصين ودول أمريكا اللاتينية الأكثر جرأة في تطويرها، والصين هي الدولة الوحيدة بالعالم التي تمتلك بنكاً للخلايا الجذعية .

وفتحت أبحاث الناتو أبواباً لمستقبل لا حدود له خلال السنوات الأخيرة للحد الذي يمكن أن نطلق على هذا العقد عقد تكنولوجيا النانو وتعني تصغير الأشياء إلى أحجام أصغر بملايين المرات من أحجامها الحقيقية . وترجم التطور الهائل لهذه التقنية على شكل قائمة طويلة من المنتجات الاستهلاكية بدءاً من الوسائط الإلكترونية، وحتى الملابس ومواد التجميل، ولا يوجد مختبر بالعالم حالياً لا يعمل على تطوير مواد بهذه التقنية بمختلف مناحي الحياة، وبخاصة التقنيات التي تعمل على توفير الطاقة مثل الألواح الشمسية متناهية الصغر التي يمكنها تخزين أكبر كمية من الطاقة، وحتى أجهزة الحاسوب التي يمكن أن تطوى وتوضع بالجيب . وهناك أشكال علاجات متطورة يمكن من خلالها إرسال روبوتات بالغة الصغر تحمل الدواء الخاص بعلاج أي مرض إلى الخلايا المصابة مباشرة، حتى لا يتأثر الخلايا السليمة خاصة بالنسبة للمصابين بالسرطان .

أهم الاكتشافات

يعتبر اكتشاف هيكل عظيم لأنثى بشرية، يقدر عمره بنحو أربعة ملايين وأربعمائة ألف عام على رأس أهم الاكتشافات العلمية لهذا العقد، لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها العلماء من كسر حاجز أربعة ملايين عام في بحثهم عن أصل البشر . ويعتبر هذا الكشف الذي أطلق عليه أردى أقدم أثر للبشر على الأرض عاش في قارة إفريقيا، وكشفت أنهم كانوا يسيرون منتصبي القامة قبل ملايين السنين، مما يدحض نظرية دارون عن أن البشر كانوا أشبه بالقردة عند بداية نشأتهم . وكان اكتشاف علماء نبات ألمان تأثير هرمون خاص بالنباتات يجعلها تغلق فتحات دقيقة في أوراقها لخفض الفاقد من المياه، أهمية كبرى ينتظر أن تصب في مصلحة الزراعة بجميع أنحاء العالم خاصة مع زيادة مخاطر التغير المناخي على الأرض . ويعتبر اكتشاف مادة رابامسين الطبيعية المسؤولة عن تأخير عملية التقدم بالسن لدى الثدييات من أعظم اكتشافات العقد .

وعلى الرغم من التقدم الطبي الكبير الذي أحرزه العلم بالعقود الماضية، فإن ابتكار أجهزة بديلة لأعضاء الإنسان، مثل الرئة البديلة، هو أهم إنجازات هذا العقد على هذا الصعيد، لأنه أمكن أيضاً القفز على معضلة التوصل إلى بديل للدم البشري الذي شكل دوماً عقبة كبرى لم ينجح العلم في تجاوزها إلا في ،2009 عندما تمكن فريق علماء أمريكيين من تطوير دم اصطناعي باستخدام تقنيات الهندسة الوراثيةً .

حلم الأثرياء يتحقق

بدأت سياحة الفضاء حلماً بعيد المنال، تحقق في هذا العقد، وإن اقتصر على الأثرياء فقط الذين يستطيعون تحمل التكلفة التي تصل إلى 30 مليون دولار وأكثر . وكان المليونير الأمريكي دينيس تيتو هو أول سائح في الفضاء عام ،2001 وفي العام التالي صعد رجل الأعمال الجنوب إفريقي مارك شاتلو في ثاني رحلات الفضاء الخارجي، تلاه المليونير الأمريكي جورج أولسن عام ،2005 وسيدة الأعمال الأمريكية من أصل إيراني أنوشيه أنصاري عام ،2006 وتشارلز سيمنوي مصمم البرمجيات الأمريكي عام ،2007 وقطب ألعاب الفيديو في أمريكا ريتشارد جاريوت، وأنهى الملياردير الكندي جي لالبيرت المهمة السابعة عام 2009 . وتنتظر هذه الصناعة مستقبلاً واعداً في العقد الجديد، بعد بناء شركة فيرجين جالاكتيك الطائرة سبيس شيب 2، التي نجحت تجاربها الأولية ودشنت مدرجاً خاصاً بها .

المحطة الدولية خيال يسبح خارج الأرض

الحياة في الكواكب الأخرى حلم مؤجل لقرن

شغل الكون الواسع بغموضه وسكونه اللانهائي اهتمامات العلماء والفلكيين منذ الآف السنين، إلا أن الشغف العلمي بالفضاء كان مميزاً هذا العقد، وتركز على محاور رئيسة أهمها معدات وآلات تكنولوجية متطورة، واكتشافات مذهلة في عددها ومضمونها والاهتمام باستكشاف عوالم جديدة على أقمار كوكبي زحل والمشترى، والبحث ما وراء المجموعة الشمسية، وأحدثها هو البحث عن السياحة في الفضاء والتفكير الجاد في إمكانية انتقال الإنسان ليعيش على كواكب أخرى .

ترجم العلماء التطور التكنولوجي الكبير الذي مثّل تراكم خبرات علماء ومشاريع بحثية في العقود السابقة إلى مشاريع ضخمة، أهمها المحطة الفضائية الدولية التي استقبلت أول طاقم لرواد الفضاء فيها عام 2000 . وتعد المحطة نموذجاً لما يمكن لعقل الإنسان تخيله، وتنجح إرادته في ترجمته وتنفيذه . تكلفت المحطة 100 مليار يورو، يبلغ طولها 100 متر، وعرضها 80 متر، ووزنها نحو 455 طناً، وقسمت إلى 100 قطعة نقلتها 50 رحلة على مدار 13 عاماً، وجرى تجميعها في الفضاء بواسطة الأذرع الآلية ورواد الفضاء . وشارك في تمويل المهمة وتنفيذها وكالات العلوم والفضاء في كل من أمريكا وروسيا وكندا وإيطاليا والصين والبرازيل وتسع دول أوروبية أخرى، وتتحرك المحطة بسرعة متوسطة تبلغ 27700 كيلومتر بالساعة، لتكمل 15،7 دورة حول الأرض في اليوم الواحد، ويتراوح عدد أفراد طاقمها من ثلاثة إلى أربعة يقضون عليها فترة لا تزيد على ستة أشهر، وهي بمثابة مختبر علمي عائم يهدف إلى اختبار قدرة الإنسان على الحياة في الفضاء لفترات طويلة .

وعلى مستوى المراصد الفضائية، تعد عملية تجديد المرصد هابل هي الأهم لهذا العقد نظراً لأهمية الصور والمعلومات التي يرسلها منذ تدشينها، يضاف إلى ذلك إطلاق تليسكوب هيرشل الذي يعد أكبر تليسكوب يوضع في مدار فضائي، وستتمكن أجهزته الحساسة من التقاط الأشعة تحت الحمراء وأمواج الضوء التي لا يتجاوز طولها جزءاً من الملليمتر، مما سيمكنها من رؤية النجوم ساعة ولادتها . يضاف إليهما التليسكوب بلانك الذي يعمل على مسح السماء بأمواج ضوئية أطول، مما يوفر قياسات أدق لما يعرف بخلفية أمواج الميكروويف الكونية، وهي أقدم ضوء وجد في الكون .

وعلى الأرض دشنت إسبانيا في 2010 أكبر تليسكوب بالعالم بجزر الكناري في واحدة من أفضل مواقع رصد الفيزياء الفضائية في العالم على ارتفاع 00_G متر، ويستطيع التليسكوب بمرآته القوية رصد مجرات بعيدة، ويأمل العلماء أن تساعدهم المعلومات التي سيحصل عليها على حل لغز أصل الكون ونشأته .

ويعد هبوط المكوك الفضائي الأوروبي على أكبر أقمار كوكب زحل المسمى تيتان عام 2004 من أهم إنجازات العقد لاكتشافه سقوط أمطار غزيرة من غاز الميثان .

ويبقى الإنجاز الأول في التأكد من وجود ماء على سطح المريخ، بعد عقود من الفرضيات، وهي الحقيقة التي أكدتها المعلومات الواردة من مركبتي الفضاء سبيريت وأبورتينتي اللتين أرسلتهما ناسا بمنتصف العقد، وبنهايته كانت تجربة المسبار لاكروس الباحث عن مياه على سطح القمر .

وحفل العقد باكتشافات هائلة لا حصر لها لمجرات ونجوم وكواكب تسبح في الفضاء الواسع، وانقضى العقد من دون أن يتمكن العلماء من وضع تفسير للظلام الكوني اللانهائي، وهو أحد ألغاز الكون والتحديات العلمية المرحلة للعقد وربما العقود المقبلة . ولم تثبت حتى الآن صلاحية أي كوكب للحياة عليه، لذا يظل حلم الإنسان بالانتقال للعيش على أي منها غير قابل للتحقيق، لقرن جديد على الأقل .

بلدية فضائية

كانت النفايات الفضائية التي تدور بمسارات مختلفة حول الأرض مشكلة العقد الماضي، وقدر علماء وكالة الفضاء الأوروبية وجود ملايين القطع الصغيرة التي تدور في الفضاء وقد تتسبب في سقوط قمر صناعي، أو مقتل رائد فضاء يسبح أثناء مهمة . ويقول العلماء إن السرعة التي يطير بها مسمار صغير في الفضاء تزوده بقوة تفجيرية تعادل عدة قنابل يدوية عند اصطدامه بالأجسام الأخرى . ونظراً لأهمية وخطورة قضية النفايات أرسلت الوكالة قمرين صناعيين مختصين بمراقبتها وتمكنا من رصد 600 ألف قطعة نفايات أكبر من سنتيمتر، ونحو 300 مليون نفاية أقل من سم، ويمكن لنفاية طائرة لا يزيد قطرها على 1 سم أن تقتل قمراً صناعياً كبيراً وتحوله إلى شظايا صغيرة .

وحلاً لهذه المشكلة وقعت 67 دولة في العالم على اتفاقية رعتها الأمم المتحدة لحماية الفضاء الخارجي تحمل اسم كوبوس، وضعت تصورات للعلاج مثل إنشاء بلدية فضائية لنزح وجمع القمامة، وربط الأقمار الصناعية الجديدة بنظام استشعار يجعله يتحول إلى مدار جديد في حالة اقترابه من آخر قديم، وأكثر الاقتراحات خيالية كانت تخصيص مدار كمقبرة فضائية .