عادي

كاسترو يترك إرثاً عالمياً

03:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

غلوريا لا ريفا
هذا المقال نشر في الأصل في 13 أغسطس/آب 2016 بمناسبة بلوغ قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو عامه التسعين، وهو يعرض إرث كاسترو (الذي توفي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني) على كلا الصعيدين الكوبي والعالمي فيدل كاسترو هو ملهم للشعوب التي تناضل من أجل عالم أفضل. وعمره الطويل وحده إنجاز كبير، نظرا إلى أن أكثر من 630 محاولة اغتيال موثقة دبرت لقتله من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، ووكالات عدوانية أخرى.
ومع أن كاسترو كان له تأثير تاريخي عظيم في كوبا وأمريكا اللاتينية، على مدى 55 سنة، إلا أن ما يذهل هو أن شعب الولايات المتحدة لم يسمع صوته، أو يعرف أفكاره أبداً على نطاق واسع.
ولكن حياة فيدل الثورية الأسطورية عرفت بالتأكيد في أماكن أخرى. وعلى مدى هذا العام، وقبل وفاته، نظمت في كوبا وأماكن أخرى فعاليات لا تحصى من أجل التعريف بحياته الحافلة بالأحداث والإنجازات.
وإنه لأمر مخجل أن يكون الشعب الأمريكي بالكاد عرف شيئاً عن حياة فيدل كاسترو وكفاحه ضد ديكتاتورية دموية، ثم من أجل بناء الاشتراكية. ولو اطلع الأمريكيون على سيرته، لوجدوا رجلاً تحلى بشجاعة عظيمة، ومثل إنسانية، وأخرج بلده من وضع الخضوع لاستعمار جديد ، ليجعله بلداً ذا سيادة طبع بصمة كبرى على المسرح العالمي.
والأمريكيون لم يعرفوا أيضاً أن فيدل كاسترو عبر عن إعجابه بالشعب الأمريكي، برغم سياسة حكومته التي سعت إلى ضرب ثورته، وألحقت بكوبا وشعبها الكثير من الأذى.
ولنتأمل في هذه الواقعة: في مارس/آذار من العام الحالي، تحدث الرئيس باراك أوباما خلال زيارته إلى هافانا عبر التلفزيون الحكومي الكوبي من دون أي رقابة، وقد شاهده ملايين من أناس كانوا ينتظرون لمعرفة ما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا ستتغير، وكيف ستتغير.
ولكن كم أمريكياً سمعوا يوماً كاسترو - أو راوول كاسترو - يتحدث في خطاب مذاع أو متلفز، أو قرؤوا خطاباً له في صحيفة أمريكية؟ طرح هذا السؤال هو إجابة عنه.
وقد كان حظر سفر الأمريكيين إلى كوبا جزءاً من الحصار الأمريكي المفروض منذ عقود على هذا البلد، ما حرمنا من رؤية كوبا بأعيننا. لقد كانت الغاية من هذا الحصار عزل كوبا، ومنع الشعب الأمريكي من الاطلاع على مسيرة الثورة الكوبية، وعلى حقيقة الكوبيين وقادتهم.
وفيدل كاسترو كان من أوائل الزعماء الذين شيطنتهم أمريكا، من أجل تبرير الحصار، ودفع كوبا إلى الاستسلام والخضوع.
في المقابل، كانت دعوات ومقترحات كاسترو بشأن التضامن الدولي تشمل الولايات المتحدة أيضاً. فكم أمريكي يعرفون أنه في أعقاب كارثة الإعصار «كاترينا» (في 2005) عرض كاسترو - بتكتم ومن دون ضجيج - على الرئيس جورج بوش إرسال أطقم طبية تتكون من 1000 شخص كانوا على أهبة الاستعداد للوصول إلى مدينة نيوأورليانز المنكوبة في غضون خمس ساعات؟ وتجاهل بوش العرض كلياً. وبعد خمسة أيام، كرر كاسترو عرضه علانية على أمل أن تقبل واشنطن. ولكن بدلاً من ذلك، مات مزيد من الناس.
وكم أمريكياً يعرفون أن هناك شباناً أمريكيين يدرسون حالياً مجاناً في كوبا لكي يصبحوا أطباء يعملون في الولايات المتحدة، بفضل كلية الطب الأمريكية اللاتينية في هافانا؟
وكوبا معروفة بإرسالها آلافاً من العاملين الطبيين إلى إفريقيا للمساعدة على مواجهة أوبئة مثل «إيبولا».
وكاسترو قدم أيضاً دعماً عسكرياً إلى شعوب إفريقيا الجنوبية في السبعينات والثمانينات، ودعا الكوبيين إلى التطوع من أجل دحر جيش جنوب إفريقيا العنصرية آنذاك الذي غزا أنغولا. وساهم أولئك الكوبيون في استقلال أنغولا وناميبيا.

* ناشطة سلمية أمريكية ترشحت للرئاسة في 2016 عن حزب الاشتراكية والتحرر. موقع «كاونتر بانش»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"