عادي

السودان.. وقف إطلاق نار يفتح الباب أمام الآلاف للفرار

13:12 مساء
قراءة دقيقتين
الخرطوم - أ ف ب
يترقب السودانيون الثلاثاء، تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة.
ويبقى الاختبار تبيان مدى التزام الجيش وقوات الدعم بالاتفاق على الأرض، إذ سبق لهما منذ اندلاع المعارك في 15 نيسان/إبريل، الإعلان أكثر من مرة عن هدنة، ما لبث كل طرف أن اتّهم الآخر بخرقها.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن طرفي النزاع وافقا على وقف النار ثلاثة أيام اعتباراً من الثلاثاء.
وأعلن الجيش في بيان نشر عبر صفحته الخاصة على منصة فيسبوك، أنه سيحترم الهدنة التي تم التوصل إليها بشرط «التزام» قوات الدعم السريع بها.
وأتى ذلك بعد تأكيد قوات الدعم الاتفاق على «هدنة مخصصة لفتح ممرات إنسانية وتسهيل تنقل المدنيين».
ومنذ اندلاع المعارك في الخرطوم ومدن أخرى في 15 نيسان/إبريل، قتل أكثر من 420 شخصاً وأصيب زهاء أربعة آلاف، ونزح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع في التيار الكهربائي وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.
- نزاع في كامل المنطقة
أتى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن العنف في السودان قد «يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها».
وقال أمام مجلس الأمن: إن الوضع في السودان «يواصل التدهور»، مشدداً على ضرورة «أن تتوقف أعمال العنف التي تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها».
وأتى الإعلان عن وقف إطلاق النار، بعدما تسارعت منذ عطلة نهاية الأسبوع، عمليات إجلاء آلاف الرعايا والدبلوماسيين الأجانب بمختلف وسائل النقل البري والبحري والجوي.
وفتحت الكثير من العواصم الغربية والعربية مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين.
وشملت عمليات الإجلاء دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والصين، بينما كانت مصر والسعودية الأبرز في هذه العمليات بين البلدان العربية.
وغالبية من تمّ إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر الكثير من المدنيين دورهم للإجلاء جواً، ضمن قوافل حافلات وسيارات رباعية الدفع تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو إلى مدينة بورتسودان.
وباتت مغادرة الخرطوم هاجساً يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن.
إلا أن المغادرة ليست سهلة خصوصاً في ظل حاجة لكميات كبيرة من الوقود لقطع المسافة نحو الحدود المصرية شمالاً (زهاء ألف كيلومتر)، أو بلوغ بورتسودان (850 كيلومتراً إلى الشرق) أملاً بالانتقال منها بحراً لدولة أخرى.
ومع تنفيذ وقف إطلاق النار، يفتح الباب أمام عشرات الآلاف للفرار بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة، إلى مصر وتشاد وجنوب السودان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dkb8t5v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"