عادي

شهر على حرب السودان.. لا رابح والجميع «خسران»

11:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
الخرطوم - أ ف ب
كان السودان غارقاً قبل الحرب في فوضى سياسية واقتصادية، وبعد شهر من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بات البلد مهدداً بالانهيار، ما يثير قلق دول الجوار وسط الأزمات التي تعانيها هي نفسها.
أوقعت الحرب حتى الآن أكثر من 750 قتيلاً وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ.
في جميع أنحاء السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يعيش 45 مليون مواطن في الخوف ويعانون أزمات غذائية تصل إلى حد الجوع.
وثلث سكان البلاد الذين كانوا قبل الحرب يعتمدون على المساعدة الغذائية الدولية، أصبحوا اليوم محرومين منها، فمخازن المنظمات الإنسانية تم نهبها، كما علقت العديد من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها.
  • ارتفاع حادّ في الأسعار
أصبحت السيولة نادرة، فالبنوك، التي تعرض بعضها للنهب، لم تفتح أبوابها منذ الخامس عشر من إبريل/نيسان، فيما سجلت الأسعار ارتفاعاً حاداً وصل إلى أربعة أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفاً بالنسبة للوقود.
ويعيش سكان الخرطوم الخمسة ملايين مختبئين في منازلهم في انتظار وقف إطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي تطال حتى المستشفيات والمنازل.
في جدة بالسعودية، يجري الطرفان محادثات حول وقف إطلاق نار «إنساني» للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات، ولكنهما لم يتفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات.
عرف السودان الكثير من النزاعات في دارفور، أسفر قمع أقليات عرقية (1989-2019)، عن سقوط 300 ألف قتيل ونزوح ما يزيد على 2,5 مليون شخص.
ولا تزال المنطقة إلى اليوم غير مستقرة، ومع اندلاع الحرب الآن في الخرطوم، بات الجميع يقاتل في الإقليم الغربي في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع والمقاتلون القبليون ومدنيون مسلحون.
وقال محمد عثمان من هيومن رايتس ووتش لفرانس برس: «نتلقى تقارير بأن قناصة يطلقون النار على أي شخص يخرج من بيته».
وأضاف أن «أشخاصاً جرحوا في المعارك قبل أسبوعين يموتون في منازلهم» لأنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وتقول منظمة أطباء بلا حدود: إن نازحي دارفور في المخيمات «باتوا يأكلون وجبة واحدة يومياً بدلاً من ثلاث وجبات».
وحذرت الأمم المتحدة بأن الجوع سيطال 19 مليون سوداني في غضون ستة أشهر، إذا استمرت الحرب.
  • هجرة وانحسار التصنيع
كل يوم، يدخل آلاف اللاجئين إلى مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وهي الدول الحدودية مع السودان، ما يثير قلق القاهرة التي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، فيما تخشى الدول الأخرى أن تنتقل عدوى الحرب إلى حركات التمرد فيها.
لم يعد هناك في الخرطوم لا مطار ولا أجانب بعدما تم إجلاؤهم جميعاً على عجل في الأيام الأولى للقتال، ولا مراكز تجارية إذ تعرضت كلها للنهب، كما أغلقت الإدارات الحكومية «حتى إشعار آخر».
وانتقلت بقايا الدولة إلى بورتسودان، على بعد 850 كيلومتراً شرقاً على ساحل البحر الأحمر.
هناك، يسعى فريق مصغر من الأمم المتحدة للتفاوض على مرور المساعدات الإنسانية، ويعقد بعض الوزراء وكبار المسؤولين مؤتمرات صحفية يومية يحرصون فيها على توجيه رسائل طمأنة.
ويؤكد الباحث علي فرجي لفرانس برس أنه: «مع تدمير معامل للصناعات الغذائية أو مصانع صغيرة، تسببت هذه الحرب بانحسار التصنيع جزئياً في السودان».
ويضيف «هذا يعني أن السودان سيصبح مستقبلاً أكثر فقراً ولفترة طويلة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2sak55jm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"