عادي

احتجاجات فرنسا تعيد مشاهد «الكرّ والفر» بين الشرطة والمتظاهرين

18:58 مساء
قراءة 4 دقائق
احتجاجات الشاب «نائل»

الشارقة - الخليج

أعادت الاحتجاجات التي أشعلت مؤخراً في المدن الفرنسية على خلفية مقتل الشاب «نائل»، إلى الأذهان مشاهد «الكرّ والفر» بين الشرطة والمتظاهرين، الذين غالباً ما يتجمعون في ساحات المدن الفرنسية الكبرى للتعبير عن غضبهم.

وأدى مقتل الشاب ذي الأصول العربية «نائل»، برصاص قوات الشرطة الفرنسية، الثلاثاء الماضي، إلى اندلاع موجة من العنف والفوضى، اجتاحت مدناً فرنسية عدة، استهدف المحتجون خلالها مقر الشرطة في مدينة نانتير، في يوم الحادث نفسه، وتصاعدت الاحتجاجات لاحقاً إلى أعمال شغب بعد أن أشعل المتظاهرون النار في السيارات، ومواقف الحافلات، وأطلقوا الألعاب النارية على الشرطة.

وأشارت آخر بيانات وزارة الداخلية الفرنسية إلى اعتقال أكثر من 1000شخص، والدفع بأكثر من 40 ألف شرطي إلى الشوارع؛ لاستعادة الأمن وضبط حالات العنف بعد خروج الأمور عن السيطرة، وانتشار حالات السلب والنهب التي باتت تهدد قلب العاصمة الفرنسية باريس.

  • الخميس الأسود
1
احتجاجات «الخميس الأسود»

في منتصف يناير/ كانون الثاني 2023 شهدت فرنسا تظاهرات ضخمة في أكثر من مدينة، نظمها معارضو مشروع قانون إصلاح المعاشات التقاعدية الذي اقترحته حكومة إليزابيث بورن، والذي من شأنه زيادة سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، وصاحبتها إضرابات شاملة في قطاعات عدة، بينها الطيران والنقل والمحروقات، ضمن موجة الاحتجاجات المناهضة لقانون تعديل نظام التقاعد.

وأطلقت النقابات على الحشد «الخميس الأسود»، رفضاً للقانون الذي مررته الحكومة من دون تصويت برلماني، ونظمت هذه التظاهرات وسط تعبئة أمنية واسعة، شارك فيها نحو 12 ألف رجل أمن في كامل فرنسا، بينهم 5 آلاف شرطي في العاصمة وحدها، لمواجهة المحتجين.

وسرعان ما تحولت إلى اضطرابات واسعة النطاق، نتج عنها إلغاء وسائل النقل العام، وتراكم القمامة في الشوارع وشهدت هذه الفترة موجات عنف في بعض الأحيان بين المحتجين وقوات الشرطة التي كانت ترد بعنف مفرط، ما سبب انتقادات لاذعة من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إزاء التعامل الشرطي العنيف.

  • غضب الأكراد
1
احتجاجات الأكراد في فرنسا

وفي نهاية عام 2022، قلب متظاهرون من الجالية الكردية في فرنسا ساحة الجمهورية في باريس، رأساً على عقب، بعد احتجاج على إطلاق نار على مركز ثقافي كردي ومطعم شنّه رجل قالت الشرطة الفرنسية إنه «عنصري»، ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم إثر الهجوم.

وقام المتظاهرون بتدمير عدد من السيارات، وإضرام النار في بعضها، كما قذفوا الشرطة بالحجارة، بينما ردّت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع.

واندلعت أعمال عنف في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وسرعان ما تحولت التظاهرة، بشكل سريع، إلى اشتباكات مع قوات الشرطة الفرنسية، كما اندلعت مناوشات عدة بين المتظاهرين أنفسهم، ثم بدأوا بإغلاق الشوارع، وتم اعتقال 12 شخصاً وإصابة 31 شرطياً، إضافة إلى تضرر عشرات نوافذ المتاجر خلال أعمال الشغب، وعدد من السيارات.

وفي وقت لاحق، أقرّ المشتبه فيه، وهو رجل أبيض يبلغ من العمر 69 عاماً، بأنه كان «عنصرياً يكره الأجانب»، بحسب ما قالت مصادر من الشرطة الفرنسية.

  • السترات الصفراء
1
احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا

كانت نتيجة محاولات الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الذي لم يكن قد أكمل عامه الرئاسي الأول في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، لإصلاح الاقتصاد، قاسية ومُفاجئة، فاندلعت على إثرها احتجاجات السترات الصفراء، بمطالب إلغاء الضرائب المتفاقمة على المحروقات، وخفض ضرائب القيمة المضافة على الغذاء، ورفع فاعلية الإنفاق الحكومي، لكنها سرعان ما تفاقمت إلى المطالبة باستقالة ماكرون، وحل البرلمان، وتأجج الوضع الذي أسفر في نهايته عن تدمير الممتلكات العامة والخاصة، واعتقال أكثر من 11 ألف شخص.

  • عهد ساركوزي
1
احتجاجات أحداث ضاحية فيليه لو بل

وفي عهد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، شهدت ضواحي العاصمة باريس بين 25 و26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 أعمال شغب قام بها عدد من الشبان أدت إلى جرح 119 شرطياً، أصيب العشرات منهم بطلقات نارية، كما أصيب مفوض للشرطة نتيجة تعرضه لضربات، فضلاً عن إحراق مبان حكومية ومحال تجارية في ضاحية فيليي لو بيل الباريسية، بعد مقتل مراهقين اثنين إثر اصطدام دراجتهما النارية مع سيارة للشرطة.

واستمرت الأحداث ثلاث ليالٍ، أصيب خلالها أكثر من 130 من رجال الشرطة خلال أعمال الشغب الليلية والاشتباكات العنيفة، إذ تم إحراق أكثر من 70 سيارة ومبنى، بما في ذلك مكتبة ومدرستان ومركز شرطة، ومتاجر عدة، وفقاً لوزيرة الداخلية في ذلك الوقت، ميشيل أليو ماري، وأصيب العديد من ضباط الشرطة بشظايا طلقات نارية، واعتقال 39 شخصاً.

  • احتجاجات في زمن «كورونا»
1
احتجاجات في زمن كورونا

بعد تفشي فيروس كورونا، فرضت العديد من دول العالم حظر تجوال في مدنها للحد من تفشي الفيروس الذي أنهك الصحة والاقتصاد العالمي، وشلّ حركة النقل والتجارة، وكانت فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي فرضت حظراً عاجلاً، ولكن ذلك الإجراء لم يحظ بإعجاب أعداد ضخمة من الفرنسيين الذين خرجوا في احتجاجات في مدن فرنسية عدة، في إبريل/ نيسان 2021، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنيفة، وأسفرت عن تدمير الممتلكات العامة والخاصة، واعتقال أكثر من 400 شخص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29hf4a38

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"