عادي

بعد تصاعد حدة الاتهامات الروسية الأوكرانية.. هل يجري قصف زابوريجيا؟

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق

كييف - أ ف ب

دعت أوكرانيا، الأربعاء، المجتمع الدولي إلى اتّخاذ «إجراءات فورية» في مواجهة الأخطار المحدقة بمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية والتي تتبادل كييف وموسكو الاتّهامات بالتحضير لعمل «استفزازي» فيها، في وقت طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى كلّ مباني المحطة للتأكد من عدم وجود ألغام أو متفجّرات.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في تغريدة على «تويتر»، إنّ «روسيا نشرت عسكريين وأقامت تحصينات على ثلاثة مفاعلات على الأقلّ، وزرعت متفجّرات في المحطة. حان الوقت ليتّخذ العالم إجراءات فورية».

من جهته، قال المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، في بيان: «مع تصاعد التوتّر والنشاط العسكري في المنطقة، يجب أن يكون خبراؤنا قادرين على التحقّق من الحقائق على الأرض» بطريقة «مستقلّة وموضوعية». وشدّد على ضرورة «توضيح الوضع الراهن» في وقت يتبادل فيه الطرفان التّهم بالتخطيط ل«استفزاز»، أو «هجوم».

وفي الأسابيع الأخيرة، فتش موظفو الوكالة مواقع مختلفة «من دون ملاحظة أيّ آثار لألغام أو متفجرات حتى الآن». لكنّ الوكالة الأممية لم تتمكّن من الوصول إلى أسطح المباني التي تضمّ المفاعلين 3 و4، أو حتى مناطق معيّنة من نظام تبريد المحطة.

وأشارت الوكالة إلى أنّ الوجود العسكري «لم يتغيّر على ما يبدو»، لافتة إلى أنّها لم تلاحظ مؤخّراً أيّ قصف قريب.

وكان الجيش الأوكراني حذّر، الثلاثاء، من «احتمال التحضير لعملية استفزازية على أراضي محطة زابوريجيا للطاقة في المستقبل القريب». وأشار إلى «أغراض خارجية أشبه بعبوات ناسفة وضعت على السقف الخارجي للمفاعلين الثالث والرابع» في الموقع.

ولفت الجيش الأوكراني إلى أنّ «تفجيرها لا يفترض أن يلحق أضراراً بوحدات الطاقة، لكنّه قد يوحي بتعرّضها للقصف من الجانب الأوكراني».

وفي موسكو، اتّهم مستشار وكالة روساتوم النووية الروسية، رينات كارشا، كييف بالتخطيط لاستخدام «أسلحة عالية الدقّة وبعيدة المدى» وأيضاً مسيّرات. من جهته، أفاد عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيا، فلاديمير روغوف، بعرقلة الجيش الروسي لجميع المحاولات الأوكرانية بالوصول إلى المحطة النووية.

وقال روغوف لوكالة «نوفوستي» الروسية: «تستمر قوات كييف بمهاجمة المناطق الواقعة شمال شرقي فاسيلييفكا، في محاولة منها لاختراق خطوط دفاعاتنا والوصول إلى المدينة التي لن تفتح الطريق أمامهم لبلوغ مدينتي توكماك وميليتوبول وحسب، بل وإلى محطة زابوروجيا الكهروذرية».

وأشار روغوف إلى استمرار المعارك العنيفة بين الجيش الروسي وقوات كييف على طول خط الجبهة في مقاطعة زابوريجيا.

وتابع: «الاستراتيجية الدفاعية الروسية النشطة في المنطقة تؤتي ثمارها، وأن العدو عاجز عن التقدم في خطوط التماس».

وأعلن روغوف في وقت سابق، أن القوات الأوكرانية تستعد لتنفيذ محاولة البدء بالمرحلة الثانية من هجومها المضاد في مقاطعة زابوروجيا، في المستقبل القريب.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن تهديدات قادة كييف بشن عمليات تخريبية في محطة زابوروجيا النووية «مرتفعة وخطرة للغاية»، ويمكن أن تتسبب بعواقب كارثية. وقال بيسكوف للصحفيين، الأربعاء: «الوضع متوتر للغاية. التهديد بشن عمليات تخريبية من نظام كييف خطر ومرتفع للغاية. ويمكن أن يؤدي التخريب إلى عواقب كارثية».

وشدد بيسكوف على أنه يتم الآن اتخاذ، وتعزيز الإجراءات لمواجهة أي عمليات تخريبية في محطة زابوريجيا النووية.

وكان رينات كارتشا، مستشار المدير العام لمؤسسة «روس إنيرغوآتوم»، صرح، الثلاثاء، بأن كييف ستهاجم ليل 5 يوليو/ تموز محطة زابوريجيا باستخدام أسلحة عالية الدقة وطائرات انتحارية».

وأشار إلى أن أوكرانيا تخطط لإسقاط ذخيرة مملوءة بالنفايات المشعة من طائرة، تم إخراجها في 3 يوليو/ تموز من محطة جنوب أوكرانيا النووية. وأكد أن «الخطة الاحتياطية لإطلاق المواد المشعة تنص على استخدام صاروخ توتشكا-أو عالي الدقة مزود بنفايات مشعة».

وسيطر الجيش الروسي على محطة زابوريجيا في 4 مارس/ آذار 2022، وقد استُهدفت بالنيران وانقطعت عن شبكة الكهرباء مرات عدة. وبحسب كييف، وضعت روسيا قوات وأسلحة في محيطها.

وتعرف محطة زابوريجيا النووية بأنها الأكبر في أوروبا وواحدة من أكبر محطات الطاقة في العالم، وتضم 6 مفاعلات صممها الاتحاد السوفييتي السابق يتم تبريدها بالماء، وتهدئة نيوتروناتها أيضاً بالماء، وتعمل باليورانيوم 235 الذي يقدر نصف عمره بأكثر من 700 مليون سنة.

وبدأ تشييد المحطة عام 1980 وتم توصيل مفاعلها السادس بالشبكة في عام 1995. وتملك كل وحدة من وحدات زابوريجيا الست سعة صافية تبلغ 950 ميغاواط كهربائية، أو ما مجموعه 5.7 غيغاواط كهربائية.

وتعرضت المحطة لقصف مجهول مراراً، خلال الحرب الجارية، لكن لم يحدث تسرب إشعاعي، ولم يلحق بالمفاعلات أي ضرر، وتضررت خطوط الكهرباء، كما أصيبت منطقة قرب المفاعلات فيما تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتنفيذ الهجمات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"