بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا اتفاق الحبوب وخطة السلام الإفريقية، بينما أعلن مركز التنسيق في إسطنبول أن تصدير الأسمدة الروسية ضمن صفقة الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود لم ينجح، فيما تنتظر الأمم المتحدة رد روسيا مع قرب انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب.
قال الكرملين، السبت، إن الرئيس الروسي بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رامافوزا، ناقش خلاله الزعيمان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ومبادرة السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا. وفيما يتعلق باتفاق الحبوب الذي ينتهي سريانه غداً الاثنين، أكد بوتين لرامافوزا أن الالتزامات بإزالة العراقيل أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد.
ومن جهته، أقر مركز التنسيق المشترك في إسطنبول السبت، بفشل محاولة إطلاق عملية تصدير أسمدة الأمونيا الروسية في إطار صفقة الحبوب الأوكرانية التي أبرمت قبل عام وجاء في بيان للمركز: «نصت المبادرة على تصدير الأسمدة بما في ذلك الأمونيا، ولكن لم يتم تنفيذ هذا التصدير في إطار المبادرة. يرتبط تصدير أسمدة الأمونيا بموجب الصفقة باستئناف تشغيل خط الأنابيب من مدينة تولياتي الروسية إلى ميناء يوجني الأوكراني. هذا الخط تعرض لتفجير في 5 يونيو/ حزيران وحالته الآن غير معروفة».
وذكر المصدر أن البلدان منخفضة الدخل حصلت فقط على 10٪ من الذرة و 40٪ من القمح الأوكراني في إطار الصفقة، وعملياً تم إرسال معظم المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الدول المتقدمة.
يشار إلى أن نص مبادرة البحر الأسود، الموقعة في 22 يوليو/ تموز 2022، ينص كذلك على تصدير أسمدة الأمونيا الروسية عبر الموانئ الأوكرانية. تحقيقاً لهذه الغاية، في الأشهر التالية، نفذت الأمم المتحدة العمل لضمان إطلاق وتشغيل خط أنابيب نقل أسمدة الأمونيا، لكن وكما أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، تقوم سلطات كييف بطرح شروط سياسية إضافية باستمرار.
إلى جانب ذلك، قال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ما زال ينتظر رداً من الرئيس الروسي على مقترح بتمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود إلى ما بعد يوم غد الاثنين. وقالت مصادر لرويترز إن غوتيريس كتب إلى بوتين الثلاثاء الماضي يطلب منه تمديد اتفاق البحر الأسود مقابل ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام الدفع الدولي «سويفت».
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين رداً على سؤال بشأن المفاوضات «المناقشات جارية، يجري إرسال وتبادل رسائل نصية عبر تطبيقي واتساب وسيجنال. نحن أيضاً ننتظر رداً على الرسالة».
وآخر سفينة تبحر بموجب اتفاق البحر الأسود يجري تحميلها في ميناء أوديسا الأوكراني. ولم توافق روسيا على تسجيل أي سفن جديدة منذ 27 يونيو/ حزيران وسينتهي أجل سريان المبادرة غداً الاثنين إذا لم توافق موسكو على تمديدها.
وهددت روسيا مراراً بالانسحاب من اتفاق الحبوب، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا بسبب عدم تلبية مطالب تتعلق بتصدير منتجاتها من الحبوب والأسمدة إلى الخارج. وأوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدّري الحبوب في العالم.وصدّرت أوكرانيا بموجب الاتفاق أكثر من 32 مليون طن من الذرة والقمح والحبوب الأخرى. وشكت روسيا من عدم وصول ما يكفي من تلك الحبوب إلى الدول الفقيرة، لكن الأمم المتحدة تقول إن تلك الدول استفادت من مساعدة المبادرة في خفض أسعار الأغذية بأكثر من 20 في المئة عالمياً.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد حث الجمعة روسيا على تمديد وتوسيع اتفاق البحر الأسود، متهماً روسيا باستخدام الاتفاق «كسلاح» بالتهديد بإنهائه. وأضاف «إذا كانت روسيا لن تنهي حربها العدوانية المروّعة ضد أوكرانيا، فبإمكانها على الأقل تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود حتى يتسنّى إيصال الأغذية إلى العالم، ولتظل الأسعار منخفضة، والإمدادات مرتفعة». (وكالات)
