عادي
فجوة عميقة وبقايا أحجار نادرة خلفها الاصطدام الكبير

جبل كامل.. محمية تروي تاريخ سقوط النيازك

22:13 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تجذب محمية جبل كامل، على الحدود المصرية السودانية، خبراء الجيولوجيا وعلوم الفلك على حد سواء، لدراسة طبيعة تلك المنطقة الفريدة في مصر، وطبيعة أحجارها التي تكشف جانباً من أسرار الكون، وتحكي قصة اصطدام هذا النيزك الضخم الذي ضرب الأرض في الأزمنة السحيقة، ولم يتبق منه سوى تلك الفجوة العميقة، وبقايا أحجار نادرة خلفها الاصطدام الكبير.

تكتسب محمية جبل كامل أهميتها، من كونها واحدة من بين أهم خمسة عشر موقعاً، تروي تاريخ سقوط النيازك على سطح الأرض، ما يوفر للباحثين فرصة لدراسة المواد التي تتكون منها تلك النيازك، والدور الذي تلعبه تلك المواد، في اختراق الغلاف الجوي، ومن ثم كيفية مواجهة سقوطها كاملة على الأرض، على ما يسببه ذلك من خسائر كبيرة محتملة في مواقع السقوط الآهلة بالسكان.

وتبعد محمية جبل كامل، عن الحدود المصرية السودانية، بنحو كيلومترين، وهي تمثل الحد الفاصل لمحمية الجلف الكبير التي تمتد بطول صحراء مصر الغربية، مع محمية سالوجا وغزال عند الشلال الأول، قبل أن تنتهي عند منطقة جبل العوينات بالقرب من الحدود السودانية، وقد تم اكتشاف تلك المنطقة قبل ما يزيد على عشر سنوات، أثناء رحلة استكشافية لفريق من الباحثين المصريين والإيطاليين، وإعلانها محمية طبيعية، بعدما تصدرت أخبارها كبريات المجلات العلمية المتخصصة في العالم، بعد أن أظهرت التحاليل المعملية لعينات من أحجار المنطقة، عن معلومات فلكية مذهلة، تثبت قدرة النيازك الكبيرة على اختراق الغلاف الجوى للأرض، بسبب ارتفاع نسبة الحديد والنيكل في مكونات تلك النيازك.

وتقدم فوهة الاصطدام للباحثين في منطقة جبل كامل، صورة بانورامية، عن الآثار التي يمكن أن يخلفها تصادم نيزك مع سطح الأرض، كما تقدم أيضاً وصفاً دقيقاً لطبيعة تلك النيازك التي تنطلق في السماء باتجاه الأرض، وبخاصة تلك القادمة من مناطق قريبة من كوكب المريخ، أو بين كوكبي المريخ والمشتري.

وتمتد فوهة موقع سقوط نيزك جبل كامل، حوضية الشكل، على هيئة قطر يصل إلى نحو 45 متراً، ترتفع أطرافه عن سطح الأرض، بنحو ثلاثة أمتار، فيما يصل عمق الفوهة إلى ما يقرب من ستة عشر متراً، غطت الرمال ما يقرب من ستة أمتار منها بفعل عوامل الطبيعة، التي لم تتمكن بعد من إزالة الآثار التي تخلفها المقذوفات النيزكية دائماً، وهو ما يشير بصورة واضحة، إلى حداثة عمر هذا النيزك، وأنه ربما ضرب تلك المنطقة في زمن قريب، يقدره بعض الباحثين بنحو 5 آلاف عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3j6dt3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"