عادي

«كيف زُج بي في هذه الحرب؟».. سيرة ذاتية تكشف تورط ماسك في حرب أوكرانيا

13:42 مساء
قراءة 4 دقائق
إيلون ماسك
إعداد: خنساء الزبير

تناولت شبكة «سي إن إن»، حصرياً، سيرة ذاتية صدرت حديثاً تتحدث عن رجل الأعمال الملياردير، إيلون ماسك، الذي ارتبط اسمه بكبريات مشاريع مجال التكنولوجيا، وأهمها في هذا الصدد شبكة «ستارلينك» للاتصالات الفضائية التي لعبت دوراً غير محسوس في حرب أوكرانيا. فقد أمر ماسك مهندسيه سراً بإيقاف تشغيل «ستارلينك» بالقرب من ساحل القرم العام الماضي لإحباط هجوم أوكراني خاطف على الأسطول البحري الروسي، وفقاً لمقتطف مقتبس من سيرة ذاتية جديدة بعنوان «إيلون ماسك» كتبها والتر إيزاكسون عن الملياردير «غريب الأطوار».

وقال إيزاكسون إن المسيّرات البحرية الأوكرانية المحملة بالمتفجرات عندما اقتربت من الأسطول الروسي فقدت الاتصال وانجرفت إلى الشاطئ دون أن تصاب بضرر، و«توسل إليه المسؤولون الأوكرانيون آنذاك لإعادة تشغيل الاتصال». وكان قرار ماسك نابعاً من خوفه الشديد من رد روسي عنيف بأسلحة نووية على شبه جزيرة القرم، وتعزز الخوف لدى ماسك بعد محادثاته مع كبار المسؤولين الروس، وفقاً لما ذكره إيزاكسون في كتابه الجديد الذي سيصدر عن دار سايمون آند شوستر في 12 سبتمبر.

وعلى الرغم من أن مخاوف ماسك بشأن تكرر أحداث «بيرل هاربر» بشكل مصغر، على حد تعبيره، لم تتحقق في شبه جزيرة القرم، فإن هذه الحادثة تكشف عن الموقف العجيب الذي وجد «ماسك» نفسه فيه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا. وسواء كان ذلك مقصوداً أم لا، فقد أصبح ماسك طرفاً قوياً لا يمكن للمسؤولين الأمريكيين تجاهله.

  • رؤى جديدة

وإيزاكسون، مؤلف السيرة الذاتية المشهورة لستيف جوبز وألبرت أينشتاين، يقدم كتابه الحديث رؤى جديدة عن ماسك وكيف دفعه قلقه حول إشعال حرب أوسع إلى رفض الطلبات الأوكرانية للحصول على أنظمة «ستارلينك» التي يمكنهم استخدامها لمهاجمة الروس. فبعد أن عطلت روسيا أنظمة الاتصالات في أوكرانيا قبل نشوب الحرب في فبراير/شباط 2022، وافق ماسك على تزويد أوكرانيا بما يصل إلى ملايين الدولارات من محطات الأقمار الاصطناعية «ستارلينك» المصنوعة من قبل شركته «سبيس إكس» التي أصبحت حيوية للعمليات العسكرية الأوكرانية.

وتمكنت أوكرانيا، مع هذه المحطات، من البقاء على اتصال رغم تدمير شبكات الهاتف الخلوي والإنترنت، ولكن بمجرد أن بدأت في استخدامها لشن عمليات هجومية ضد روسيا، بدأ ماسك بالتشكيك في صحة القرار. وذكر إيزاكسون أن ماسك توجه إليه بسؤال قائلاً: «كيف زُج بي في هذه الحرب؟»، وبرر موقفه قائلاً إن توفيره محطات «ستارلينك» في أوكرانيا، لم يكن بقصد المشاركة في الحروب، «ولكن كان بقصد تمكين الناس من مشاهدة نتفليكس والاسترخاء والاتصال بالإنترنت للقيام بأشياء سلمية كالذهاب إلى المدرسة ونحو ذلك، وليس القيام بضربات مسيّرات بحرية».

وسرعان ما أجرى ماسك اتصالاً هاتفياً مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، والسفير الروسي لدى الولايات المتحدة للتعبير عن المخاوف، حسب ما كتب إيزاكسون. وفي الوقت ذاته، ظل ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس وزراء أوكرانيا، يتوسل إلى ماسك لاستعادة اتصال المسيّرات البحرية، من خلال إخبار ماسك عن قدراتها، في رسالة نصية، وفقاً لما ذكره لإيزاكسون؛ حيث قال فيدوروف لماسك: «أيها الشخص الذي يغير العالم من خلال التكنولوجيا أريدك فقط أن تعلم هذا».

  • من يدفع؟

وقال الكاتب إن ماسك رد بأنه معجب بتصميم المسيّرات البحرية، لكنه لن يعيد تشغيل تغطية الأقمار الاصطناعية لشبه جزيرة القرم، لأن أوكرانيا تذهب الآن إلى أبعد من اللازم و«تدعو إلى هزيمة استراتيجية».
واعتمد المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون خلال التواصل في ساحة المعركة، على منحة تكنولوجية من ملياردير لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وانقادوا أيضاً إلى مواجهة حول من سيدفع ثمن محطات «ستارلينك» في الخريف الماضي.

وقد قال ماسك إن شركة «سبيس إكس» أنفقت عشرات الملايين من أموالها الخاصة لإرسال معدات الأقمار الاصطناعية إلى أوكرانيا، وأخبرت الشركة البنتاغون بأنها لن تستمر في دفع فاتورة معدات الأقمار الاصطناعية. وتواصل السجال حول المحطات الفضائية، وتغير موقف ماسك، إذ غرّد قائلاً: «تباً للأمر.. سنواصل تمويل الحكومة الأوكرانية مجاناً». وتسببت هذه التغريدة في غضب جوين شوتويل، رئيس شركة «سبيس إكس»، من تراجع ماسك، وفقاً لما ذكره إيزاكسون في كتابه.

ونقل إيزاكسون عن شوتويل قوله: «كان لدى البنتاغون شيك بقيمة 145 مليون دولار جاهز لتسليمه لي، فعلياً، ثم انساق إيلون وراء الهراء على «إكس» والكارهين في البنتاغون الذين سربوا القصة». ولكن «سبيس إكس» تمكنت في النهاية من التوصل إلى اتفاق مع الحكومتين، الأمريكية والأوروبية، لدفع ثمن 100 ألف طبق قمر اصطناعي جديد لأوكرانيا في بداية عام 2023، بحسب ما ذكر إيزاكسون. ويبدو أن أهمية ستارلينك في الحرب لم تتضاءل. فمؤخراً، اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها «فايف آيس»، قراصنة روسيين باستهداف اتصالات القادة الأوكرانيين في ساحة المعركة، وتم تصميم الكود الخبيث للروس، بحيث يعترض البيانات المرسلة إلى أقمار «ستارلينك» الاصطناعية، وفقاً لما ذكره الأوكرانيون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymu2uf3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"