في زمننا هذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تحمل تأثيراً كبيراً في حياتنا اليومية والدراسية والعلمية كذلك. وبقدر فائدتها، فإن لها سلبيات كثيرة كذلك مثل الإدمان على التصفح أو عدم القدرة على التركيز في الحياة اليومية بشكل جيد. ووفقاً لما نشره موقع مركز الإدمان addictioncenter.com، وهو موقع عالمي مختص بمشاكل الإدمان، عُرف إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بأنه: «إدمان سلوكي يتم تعريفه من خلال الإفراط في القلق بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعاً برغبة لا يمكن السيطرة عليها لدخول تلك المواقع واستخدامها، وتخصيص الكثير من الوقت والجهد لها، وهذا يضعف مجالات الحياة المهمة الأخرى».
دون شك أن مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بأنها تقدم لكل فرد مجتمعاً يناسبه، ويناسب أفكاره، وهذا يؤدي إلى التشبث بها والتعود عليها، ثم تكون سبباً في إدمانها، وعدم القدرة على الابتعاد عنها، ويصبح الهاتف المحمول ملتصقاً بنا وجزءاً من كل لحظة في يومنا.
من هنا نبعت الحاجة للعلاج، لمحاولة التخلص من حالة التعود، التي تشبه الإدمان، لذا تم وضع عدة حلول للمساعدة في التوقف وعدم إدمان مواقع التواصل، من تلك الحلول: التأمل، وتعويد النفس على جلسات الهدوء ومنح العقل مساحة ووقتاً للتفكير دون الارتباط بأي مؤثرات خارجية، وأيضاً الحرص على قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والمقربين، ولا ننسى أهمية استكشاف مهارات وهوايات جديدة، وبناء صداقات جديدة، من خلال التعرف على أشخاص، سواء من نوادٍ أو معاهد تعليمية، وبالطبع تقنين وقت الهاتف، وحذف التطبيقات غير المهمة، وتعويد النفس على أن الهاتف أداة تساعدنا وتسهل حياتنا فقط.
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت مشكلة خطيرة وحقيقية وتحتاج لتوعية وحملات تثقيفية أكثر، ولا ننسى أن كثيراً من الأطفال يجدون متعتهم في التركيز على الألعاب الإلكترونية، ويقوم المراهقون بنسخ واجباتهم المدرسية، ولا يبذلون أي مجهود في الاستذكار ومراجعة المواد التعليمية، ومع أن هذه قد تبدو طريقة لتسهيل الحياة، إلا أن لها ضرراً بالغاً على مستقبلهم. لذلك من واجب الأهل والمدارس تنمية وعي الأطفال واليافعين بخطورة التعلق والمبالغة في مواقع التواصل، وأنه يجب عليهم معرفة الأولويات لمستقبلهم، والتركيز بشكل إيجابي، لتتمتع حياتهم بمقومات السلامة النفسية والذهنية.
