عادي

واشنطن تتسلم جنديَّها الهارب في كوريا الشمالية وتشكر الصين

16:23 مساء
قراءة 3 دقائق
الجندي الأمريكي ترافيس كينغ (أ ب)

واشنطن - أ ف ب
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أن الجندي ترافيس كينغ بات في عهدتها، بعد طرده من كوريا الشمالية، حيث كان محتجزاً إثر اجتيازه الحدود من كوريا الجنوبية في يوليو/ تموز الماضي، مقدمة الشكر إلي بكين لتسهيلها الصفقة.
يأتي إعلان واشنطن، بعد ساعات على قرار بيونغ يانغ طرد كينغ، في خطوة مفاجئة وسط تزايد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وكان كينغ معتقلاً في كوريا الشمالية بعدما عبر الحدود في 18 يوليو/ تموز الماضي، إثر انضمامه لجولة سياحية في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وشكر البيت الأبيض بكين على السماح للشاب البالغ 23 عاماً بالمغادرة عبر الصين، وقال المسؤولون إن كينغ، غادر المجال الجوي الصيني، بعد تسليمه إلى السلطات الأمريكية هناك. وأكد مسؤولون أمريكيون، أن كينغ «بصحة جيدة ومعنويات عالية» ويتطلع إلى العودة إلى الوطن، بعد نقله أولاً إلى قاعدة جوية عسكرية أمريكية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان في بيان:«تمكن المسؤولون الأمريكيون من تأمين عودة الجندي ترافيس كينغ من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية».
كما وجّه ساليفان الشكر إلى السويد التي تعمل كحلقة وصل دبلوماسية لواشنطن في بيونغ يانغ،:«وحكومة جمهورية الصين الشعبية لمساعدتها في تسهيل عبور الجندي كينغ». وأشاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر «بالعمل الشاق» الذي قامت به القوات العسكرية الأمريكية ووزارة الخارجية لإعادة كينغ إلى وطنه.
وسُجن كينغ شهرين في كوريا الجنوبية، بعدما ضرب كوريًّا، كما تشاجر مرّة مع الشرطة، وأفرج عنه في 10 يوليو/ تموز الماضي، ونُقل إلى مطار سيؤول، حيث كان مقرراً أن يغادر إلى ولاية تكساس.
لكنه بدلاً من التوجه إلى قاعدة فورت بليس لإخضاعه لإجراءات تأديبية، غادر مطار إنشيون في سيؤول وانضم إلى مجموعة سياح يزورون المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين ثم عبَرَ الحدود.
والشهر الماضي، أكدت بيونج يانج، أنها تحتجز الجندي، وقالت إن كينغ فر إلى الشمال هرباً من «سوء المعاملة والتمييز العنصري في الجيش الأمريكي». لكن بعد استكمال التحقيق «قررت الهيئة المختصة في كوريا الشعبية الديمقراطية طرد الجندي في الجيش الأمريكي ترافيس كينغ الذي توغل بطريقة غير قانونية داخل أراضي جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية» مستخدمة الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن إطلاق سراح الجندي جاء بعد جهد دبلوماسي معقّد «استمر لأشهر».
وأوضح المسؤول، أن كينغ «تم نقله من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عبر الحدود إلى الصين بمساعدة حكومة السويد. وتمكنت الولايات المتحدة من استقباله في الصين، وهي الآن بصدد إعادته إلى وطنه».
- ورقة مساومة
ولا يزال الغموض يحيط بدوافع كينغ للذهاب إلى بلد له تاريخ طويل في احتجاز أمريكيين، واستخدامهم ورقة مساومة في المفاوضات الثنائية. وأتى عبوره الحدود في وقت بلغت العلاقات بين الشمال والجنوب مستوى من التوتر هو الأسوأ منذ عقود، في ظل تعثر الدبلوماسية ودعوة كيم جونغ أون إلى تعزيز إنتاج الصواريخ والأسلحة بما فيها تلك النووية التكتيكية.
في المقابل، عززت سيؤول وواشنطن التعاون الدفاعي، ونظمتا مناورات عسكرية مشتركة استخدمت فيها طائرات شبح متطورة وعتاد استراتيجي أمريكي.
لا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية مع طيّ صفحة النزاع الذي استمر من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس بمعاهدة، بينما معظم مساحة الحدود بينهما شديدة التحصين.
لكن المنطقة الأمنية المشتركة التي فر منها كينغ، يفصلها حاجز أسمتني منخفض سهل العبور نسبياً، رغم انتشار الجنود على الجانبين.
ولبيونج يانج سجل طويل من اعتقال أمريكيين واستخدامهم أوراق مقايضة في مفاوضات ثنائية.
ومن بين آخر الأمريكيين الذين اعتقلتهم كوريا الشمالية الطالب أوتو وارمبير، الذي احتجز لعام ونصف عام قبل الإفراج عنه وهو في غيبوبة وتسليمه للولايات المتحدة. وتوفي بعد ستة أيام على عودته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xm8s6bx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"