إعداد: محمد عزالدين
أشار باحثون أمريكيون في جامعة لوما ليندا، بولاية كاليفورنيا، في دراسة، هي الأولى من نوعها، إلى أن 50% من ماكينات المشروبات الغازية في الولايات المتحدة «بلد الدراسة» ملوثة بمستويات خطيرة من بكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا السالمونيلا والزائفة الزنجارية، التي تسبب عواقب صحية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات أخرى على الأجهزة الحيوية للجسم.
وقال د. توماس هيل، عالم الأحياء في الجامعة، والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذا ليس أول مؤشر على وجود بكتيريا خطيرة كامنة في ماكينات الوجبات السريعة، حيث توفي شخص بواشنطن في شهر يونيو/حزيران الماضي بعد تناوله مشروب «ميلك شيك» ملوث بالليستيريا، ونهدف من خلال هذه الدراسة تعزيز أهمية تنظيف هذه الماكينات وتطوير اللوائح لتقليل مخاطر التلوث».
وأضاف: «جمع الباحثون 72 عينة مياه من صنابير ماكينات المشروبات الغازية بمحال الوجبات السريعة، وماكينات بيع المياه، ومصادر مياه الصنبور في الهواء الطلق في وادي كواتشيلا الشرقي، جنوب كاليفورنيا، وهي منطقة ريفية سكانها من المزارعين، وكثير منهم من المهاجرين ذوي الدخل المنخفض».
ووجدوا أن 41% من ماكينات المشروبات الغازية، و20% من ماكينات بيع المياه، و88% من عينات المسحات، و50% من عينات مياه الصنبور تحتوي على آثار السالمونيلا، والزائفة الزنجارية، والإشريكية القولونية.
وأضاف د. هيل: «وجدوا ذلك عن طريق قياس الأغشية الحيوية» عبارة عن مجموعات من الكائنات الحية الدقيقة التي تلتصق بالأسطح وبعضها بعضاً، والتي يمكن أن تتطور في الأنابيب البلاستيكية لأنظمة توزيع المياه، لأنها تعتبر بيئة مثالية للأغشية الحيوية لتزدهر، لأنها يمكن أن تلتصق بها بسهولة، وأن ماكينات بيع المياه ونوافير المشروبات الغازية بها تلوث جرثومي أعلى من الحدود التي وضعتها وكالة حماية البيئة.
الإشريكية القولونية، بكتيريا توجد عادة في أمعاء الحيوانات مثل الماشية والماعز والأغنام والغزلان، وفي حين أن معظمها غير ضار، يمكن أن يسبب بعضها مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي، بما في ذلك تقلصات المعدة والإسهال الدموي والقيء، وتسبب القولونية 265 ألف إصابة و100 حالة وفاة سنوياً، والأطفال الصغار وكبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، وفي الحالات النادرة، يمكن أن يتعرض المصابون لنوع من الفشل الكلوي يسمى متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهذه حالة يحدث فيها تدمير غير طبيعي للصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء.
وتنتقل بكتيريا السالمونيلا من براز البشر أو الحيوانات، وعادة ما تبدأ أعراض العدوى بين 6 ساعات و6 أيام بعد التعرض. وعادة ما يتم حلها في غضون أربعة إلى سبعة أيام أخرى من دون الحاجة إلى تدخل طبي.
غالباً ما تكون الأطعمة الملوثة بالسالمونيلا حيوانية الأصل، مثل البيض، وتكمن أيضاً في الدقيق غير المخبوز أو غير المطبوخ المستخدم في صنع العجين أو الخليط.
وتوجد الزائفة الزنجارية في البيئة، مثل التربة أو الماء، وفي المناطق الرطبة مثل الأحواض وأحواض الاستحمام، وتسبب هذه البكتيريا التهابات في الدم والرئتين والجلد والجهاز الهضمي والمسالك البولية، ويكون الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وتسبب 32600 حالة إصابة و2700 وفاة سنوياً، وفقاً لبيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
