عادي

كيف بررت أمريكا «فيتو غزة» للمرة الثانية؟

16:09 مساء
قراءة 4 دقائق
كيف بررت أمريكا «فيتو غزة» مجدداً؟

«الخليج» - وكالات

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي لطلب وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وبررت ذلك بأن مشروع القرار كان لابد أن يتضمن الهجمات التي شنتها حماس في السابع أكتوبر تشرين الأول.

وقال نائب المندوبة الأمريكية في المجلس روبرت وود إن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار لأنه لم يذكر الهجمات التي شنتها حركة «حماس» ضد إسرائيل، موضحاً أن «مشروع القرار منفصل عن الواقع ولن يكون له أي تأثير على الأرض».

والولايات المتحدة، وهي واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس والتي تتمتع بحق النقض، قاومت مراراً وتكرارا الدعوات إلى تطبيق وقف إطلاق النار، مؤكدة على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتمت الإشارة إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى «حماس» إلى مشروع القرار على أمل أن يروق للولايات المتحدة، ولكن الولايات المتحدة أصرت على استخدام حق النقض لمنع تمرير القرار.

ودعت نسخة مسودة مشروع القرار، التي قدمتها دولة الإمارات، إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، وكذلك «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن» و«ضمان وصول المساعدات الإنسانية».

وانضمت ما لا يقل عن 97 دولة أخرى إلى هذا الجهد، وشاركت في رعاية مشروع القرار الذي صاغته الإمارات.

وصوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.

التصويت للمرة السادسة

وكان التصويت هو المحاولة السادسة التي تقوم بها المجموعة المكونة من 15 عضواً للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حماس»، ولم ينجح سوى تصويت واحد سابق، والذي دعا الشهر الماضي إلى إقامة «هدن وممرات إنسانية» في غزة.

وجاء تصويت، الجمعة، بعد لجوء نادر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي سمحت له بالدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن بشأن «قضية قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والأمن الدوليين»، ولم يتم استخدام هذا الإجراء منذ عام 1989.

وتمنح المادة 99 الأمين العام صلاحية «لفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».

ردود أفعال متباينة

وتباينت ردود الفعل على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

من جانبه، أعرب مندوب الصين مجلس الأمن عن أسفه لاستخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار رغم استمرار المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.

فيما اتهم مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الولايات المتحدة بعرقلة وقف إطلاق النار في غزة من جديد لتحكم بالقتل على آلاف المدنيين واستمرار المجازر.

ومن جانبها، قالت بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في بيان، إن لا يمكنها التصويت لصالح مشروع قرار «لا يدين ما ارتكبته حماس ضد الإسرائيليين في 7 أكتوبر».

وفي الوقت نفسه، أضافت أنها «تشعر بقلق بالغ» بشأن الوضع الإنساني في غزة وأن «مقتل المدنيين وتشريدهم في القطاع لا يمكن أن يستمر».

وجاء في البيان: «على إسرائيل أن تكون قادرة على التصدي للتهديد الذي تشكله حماس، وعليها أن تفعل ذلك بطريقة تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، بحيث لا يمكن تنفيذ مثل هذا الهجوم مرة أخرى».

وشكر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، عبر منصة «إكس»، الولايات المتحدة على الفيتو، وكذلك وكر إردان الرئيس الأمريكي جو بايدن «على وقوفه الثابت معنا»، وأضاف: «القليل من الضوء يطرد الكثير من الظلام».

وانتقد إردان مشروع القرار وقال إنه إذا تم تمريره، فإنه «سيسمح فعلياً لحماس بمواصلة حكمها في غزة»، وأضاف: «من المثير للصدمة أنه بينما تطلق حماس الصواريخ من المراكز السكانية في جنوب غزة، تنخرط الأمم المتحدة في نقاش منفصل حول قرار موجه لا يدين حتى حماس».

وفي المقابل، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه «يوم حزين»، وأضاف أنه يعتقد أنه في يوم من الأيام «أولئك الذين لا يستطيعون رؤية الواقع سوف يتفاعلون في نهاية المطاف مع الضغوط الهائلة التي تمارسها الإنسانية، من ركن من أركان العالم إلى ركن آخر من العالم، حيث يطالب مليارات الأشخاص بوقف إطلاق النار».

وتابع: «نحن منزعجون مثل شعبنا الغاضب والمستاء من نظام الأمم المتحدة، من الأمم المتحدة، ومن مجلس الأمن، ومن الجمعية العامة، وهم محقون في الانزعاج والغضب والإحباط لأنهم يرون آلة الحرب الإسرائيلية الضخمة هذه تقتلهم بالآلاف، ومع ذلك أصيب مجلس الأمن بالشلل».

كما أدان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية الفيتو الأمريكي، وقال، في بيان، إن «فشل مجلس الأمن في وقف الحرب وصمة عار ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، واستخدام حق النقض يفضح نفاق الإدعاء بالاهتمام بحياة المدنيين».

وشكر الدول التي صوتت لصالح القرار، وحثها على «مواصلة جهودها في مجال المساعدات الإنسانية ومحاولات وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة».

وعلى صعيد المنظمات الدولية، انتقد آبي ماكسمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام أمريكا، القرار أيضاً، قائلاً، في بيان، إن حق النقض «يضع مسماراً آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في مسائل حقوق الإنسان».

وأضاف: «اليوم، أتيحت لإدارة بايدن فرصة أخرى للارتقاء إلى مستوى خطابها النبيل الداعم لحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، إن العالم مستعد لإنهاء المذبحة المروعة في غزة والتركيز على إطلاق سراح الرهائن ومساعدة الفلسطينيين».

وقالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، من خلال استخدام حق النقض ضد القرار «أظهرت الولايات المتحدة تجاهلاً قاسياً لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة» في غزة.

وانتقدت كالامارد الولايات المتحدة لإرسالها أسلحة إلى إسرائيل، وقالت إنها «تساهم في تدمير القطاع».

وقالت كالامارد في بيان: «لقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما أدى إلى تقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلام والأمن الدوليين».

 

اقرأ أيضاً:


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2bttdr8u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"