عادي

مصائر مؤلفات المستبدين في القرن 21

01:15 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

«الموت ليس نهاية المطاف» هكذا ينهي الكاتب دانيال كالدر كتابه «المكتبة الجهنمية في أدبيات الديكتاتورية» (ترجمة مأمون الزائدي) وهو يتناول مصائر ما كتبه لينين وستالين وموسوليني وهتلر، وغيرهم، خلال القرن الواحد والعشرين، فلينين يظل اليوم مطبوعاً في كل من روسيا والعديد من البلدان الأخرى حول العالم، لكنه لم تعد لديه أي روابط مباشرة مع حركات جماهيرية كبيرة تدعي أنها تتصرف باسمه.

يرى المؤلف أنه على الرغم من أن منتقدي ستالين في الحزب البلشفي كانوا على درجة من الحماقة كي يقوموا بشطبه باعتباره متواضعاً فكرياً، إلا أنهم كانوا محقين في تقييمهم بأنه لم يكن كاتباً جيداً، أو أصيلاً، ربما باستثناء شعره أيام شبابه، أعظم مهارات ستالين الأدبية كانت كمحرر للآخرين، وليس كمبدع لنصوصه الخاصة، كان نثره متماسكاً لكنه رديء، وبنيته منهجية لكنها مكررة.

أما بالنسبة لموسوليني فإن الحياة الأخرى لنصوصه لم تبدأ بعد فترة وجيزة من إنزال جسده عن عمود الإنارة، وعلى الرغم من الانهيار التام والمطلق للنظام الفاشي فإن الاهتمام بالدوتشي ظل قوياً بما يكفي للحفاظ على نشر أعماله، وفي كتاب «بييرو كالياندرو» وعنوانه «موسوليني بدون الفاشية.. محادثة من الجانب الآخر» يناشد شبح موسوليني جميع الوطنيين الإيطاليين لتشكيل حزب جديد وإحياء الأمة الإيطالية.

ولا يزال مسقط رأس الدوتشي مزاراً بالنسبة إلى المعجبين بفاشيته، واستمرت النصوص المزيفة والأعمال المفقودة المنسوبة إليه في الظهور في القرن الواحد والعشرين، لكنها لم تعد تمثل مجموعة متماسكة من الأفكار.

في ألمانيا اختفت جثة هتلر وخرج «كفاحي» عن الطباعة على الرغم من أن النسخ الصفراء من الكتاب ظلت تطارد مكتبات الكتب المستعملة لسنوات بعد انتهاء الحرب، في أعقاب مداهمة قامت بها الشرطة لمحلات بيع الكتب في برلين عام 1960 تعرض الكتاب لقيود، كان يمكن بيع العمل الكبير لهتلر في عدد محدود من المكتبات المتخصصة.

ومع ذلك لم يتم حظر «كفاحي» أبداً في ألمانيا كما كان في بعض الدول الأوروبية الأخرى بدلاً من ذلك كانت ولاية بافاريا تسيطر على حقوق النشر ومنع نسخ جديدة من الظهور، لكن الوضع تغير عندما دخل الكتاب إلى المجال العام في 31 ديسمبر عام 2015 ثم تبين أن مجموعة من الباحثين في معهد التاريخ المعاصر، في ميونيخ كانت لديهم خطة وسينشرون إصداراً علمياً جديداً يتكون من ألفي صفحة ينتقد الكتاب، هذا من شأنه أن يثبت مرة واحدة وإلى الأبد أن ما كتبه هتلر هو العمل المكتوب بصورة سيئة حقاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2w2544dm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"