عادي

الضعف البشري..ملح الكتابة

23:28 مساء
قراءة 3 دقائق
اخرج في موعد مع فتاه تحب الكتابة

القاهرة: «الخليج»

يمكنك ألّا تحب أفعال الأمر في أية لغة، لكنك قد تحب الأمر في كتاب يحمل عنوان «اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة» لمجرد أن هذه الفتاة تضحك بشدة، حين تخبرك بأنها نسيت تنظيف غرفتها، وملابسها مبعثرة حول أغلفة الكتب، وتعتذر لك، وتخبرك بأنها ستحتاج وقتاً أطول، لتنزل إليك، وأن حذاءها مخبأ أسفل جبل من الأقلام المكسورة، التي كانت تحتفظ بها منذ أن كان عمرها 12 سنة.

ابحث عن فتاة تحب الكتابة، ستكتشف أنها مرحة متعاطفة، وحنونة بدرجة بالغة، ستحلم وتبتكر عوالم كاملة لأجلك، هي التي ينحني الظل أسفل عينيها، لن تتوقف تلك الفتاة الكاتبة أبداً عن تذكر المغامرات مغامرات الخونة والأبطال، مغامرات الضوء والظلام، الخوف والحب..الخ.

يصف الكتاب تلك الفتاة بأنها تقرأ بينما تنتظر قهوتها، وأنها الفتاة الهادئة بموسيقى صاخبة في أذنها، وإذا اختلست النظر إلى كوبها، ستجد أنه أصبح بارداً، لقد نسيته تماماً كما تفعل دائماً، وإذا رفعت رأسها وتذكرت أخيراً، اعرض عليها أن تطلب لها كوباً آخر، سوف ترد لك جميلك هذا، حدّثها عن شخوصك، عن أحلامك، واسألها إذا كانت انتهت من كتابة روايتها الأولى.

من الصعب أن تخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة، لكن كن صبوراً معها، وقدّم لها كتباً في عيد ميلادها، دعها تشعر بأنك خلفها في كل خطوة على الطريق، سوف تمنحك الفرصة، لكن لا تكذب عليها، لأنها سوف تفهم ما وراء كلماتك، وستعرف بأن لديك أخطاء، ستقدس أخطاءك، لأن الفتاة التي تكتب، تفهم معنى الحبكة، وتفهم أن النهايات يجب أن تحدث، مهما كانت سعيدة أو حزينة.

الفتاة التي تحب الكتابة، لا تتوقع منك الكمال، لأن قصصها غنية بالتحولات، وشخوصها متعددة الأجواء، بسبب عيوبها الكثيرة المثيرة للاهتمام، هي تفهم أن الكتاب الجيد لا يجب أن يكون مملوءاً بالشخوص المثالية، أن الأشرار والأخطاء التراجيدية هي ملح الكتب.

الفتاة التي تحب الكتابة تفهم الواقع، ستغيظك في بعض الأوقات، وربما يصل بك الأمر لكرهها، وربما تكرهك، لكنها أيضاً تفهم طبيعة الإنسان، وتفهم أنك ضعيف، لن تتركك في منتصف الليل، وتركب القطار عند أول لحظة، تبدأ فيها الأمور بينكما بالتداعي، سوف تفهم أن الحياة ليست كالقصص، لأنها بينما هي منهمكة في كتابة قصصها هي تعيش معك في الواقع.

نصوص الكتاب، اختيار وترجمة محمد الضبع، تتنقل برشاقة بين الموضوعات، التي تهتم بفكرة الكتابة والقراءة، فتجد فيه رسائل حب متبادلة بين كتاب كبار معروفين، مثل جان بول سارتر ونابليون بونابرت وليو تولستوي، فسارتر يكتب إلى صديقته: «إنني أشعر بمتعة لم تتعرفي إليها بعد، متعة الانتقال المفاجئ من الصداقة إلى الحب، من القوة إلى الضعف، إلى الحنان»، ويكتب نابوكوف إلى حبيبته فيرا: «أحب نطقك لحروف العلة».

من أسئلة على غرار: كيف تحول قلبك الجريح إلى قنبلة مولوتوف حارقة؟ إلى رسائل انفصال كبار الكتاب، ومن: كيف تتحدث عن كتب لم تقرأها، إلى خمس عشرة حقيقة عن قلب الكاتب، يظل أحد أجزاء الكتاب الأكثر طرافة، ما كتب تحت عنوان «أسطورة خلق كوكاكولا»

في شهر مايو من سنة 1886 قام صيدلي في أتلانتا يدعى جون بمبرتون باختراع مشروب ما، تقول الرواية الرسمية لشركة كوكاكولا إنه كان يعبث، ويجرب بطريقة عشوائية، حتى وقع على التركيبة الصحيحة لمكونات كوكاكولا بالصدفة، بينما كان يحاول اكتشاف علاج للصداع. في ظهيرة يوم ما قام بخلط عدد من المكونات في وعاء ضخم، لينتج سائلاً ملوناً، أخذ بعد أن انتهى منه لصيدلية قريبة، ومزجه بماء الصودا، وانتهى به الأمر، أن وصل إلى ابتكار مشروب لذيذ، فوار، ومنعش، سُمّي فيما بعد كوكاكولا، ووصل إلى أقصى أنحاء المعمورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3zc9h67h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"